ملخص كتاب «لا تكن شريرًا» كيف أصبح عمالقة التكنولوجيا أكبر من أن يفشلوا؟

علياء عصام الدين

عن المؤلفة

“رنا فوروهر” وهي كاتبة وصحفية أمريكية ومديرة تحرير لمجلة تايم سابقًا، عملت كمحررة اقتصادية في “نيوز ويك” ومراسلة لصحيفة “فايننشال تايمز”، كما عملت أيضًا على هامش صناعة التكنولوجيا خلال فقاعة الإنترنت الأولى التي انفجرت في عام 2000 ، الأمر الذي منحها قدرة لمعرفة ديناميكيات الوفرة التكنولوجية من الداخل.

“لا تكن شريرًا”  كيف أصبح عمالقة التكنولوجيا أكبر من أن يفشلوا؟

إذا كنت قلقًا من الميول الاحتكارية لشركات التكنولوجيا العملاقة، ومن التطبيقات التي تسبب الإدمان على جهاز الإيفون الخاص بك؟ إذا كنت راغبًا في معرفة الدور الذي تلعبه شركة فيسبوك وغيرها من الشركات في السياسة سيكون عليك أن تقرأ هذا الكتاب لتصبح على دراية أفضل.

تم إصدار الكتاب في عام 2019، حيث انتقدت الكاتبة الإيرانية الأصل من خلاله شركات التكنولوجيا الكبرى وهيمنتها على العالم، وتحكي الكاتبة عبر صفحات الكتاب قصة شركات التكنولوجيا العملاقة وكيف تحولت من شركات صاحبة شعارات ساذجة إلى شركات احتكارية  لا تعرف الرحمة ولا تتبع مبادئ الأخلاق.

استعارت الكاتبة  شعار شركة “جوجل” الذي يتناقض مع سلوكها الفعلي ليكون عنوانًا لكتابها “لا تكن شريرًا “ لنقد الشركات المسيطرة على العالم الآن، لاسيما أن العبارة قد تم تكريسها على أنها شعار الشركة الأصلي  في أيامها الأولى، عندما كان شعار الشركة مبهجًا رنانًا وينقل الرؤية المثالية لمستقبل ستجعل فيه التكنولوجيا العالم أفضل وأكثر أمانًا وازدهارًا.

تعويذات شركات التكنولوجيا السحرية تتهاوى

تقول الكاتبة عن الشركات الكبرى “لقد أخذوا اقتصادنا وسياستنا وعقولنا كرهائن، لا أفكر في المديرين التنفيذيين للتكنولوجيا على أنهم مجرمون، أعتقد أنهم عكس تلك الصور البطولية التي رسموها لأنفسهم في البداية، فقد كانت طموحاتهم الضخمة مشوبة بالحماقة والجشع والسذاجة.”

ووفق رنا فقد دمرت غالبية شركات التكنولوجيا الكبرى فلسفاتها وشعاراتها التأسيسية البراقة، حيث بدت اليوتوبيا التي سعوا إلى إنشائها أكثر بؤسًا من أي وقت مضى.

ويتضح ذلك من خلال ما اقترفته على مدار سنوات من انتهاك للخصوصية ونشر المعلومات المضللة وتعزيز خطابات الكراهية انتقالا إلى نشر الخوارزميات المفترسة التي تستهدف الضعفاء والمعارضين للمتلكات التي تم تصميمها للتلاعب برغباتنا.

  • يكسر الكتاب بشكل صريح التعويذات السحرية التي تلقيها الشركات التكنولوجية العملاقة على الحكومات ووسائل الإعلام والمستخدمين في كل مكان.
  • يكشف كيف خانت شركات التكنولوجيا مبادئها التأسيسية، وكيف كان مؤسسوها يتصفون بالبراءة والمثالية، قبل أن يتغيروا عبر السنوات بفعل الجشع واللهاث خلف الربح.
  • يبين الكتاب كيف أصبحت شركات التكنولوجيا الكبيرة “أكبر من أن تفشل”، كونها تؤثر على الاقتصاد لأسباب غير متعلقة بالتكنولوجيا.

الاستغلال واللهاث خلف الأرباح

توضح الكاتبة كيف أن كل من جوجل، فيسبوك، آبل، أمازون، نتفلكس، مايكروسوفت، وأوبر، هي مجرد شركات تستغل الموارد من أجل تحقيق الربح والفارق بينهم وبين الشركات العملاقة القديمة هي طبيعة الموارد التي خصصوها وهوامش الربح البشعة التي حصلوا عليها.

ترى الكاتبة أن خطورة هذه الشركات بالفعل تأتي من الاحتياطيات “النقدية” الهائلة التي أوقفوها في الخارج بأفضل طريقة لتجنب الضرائب، فأكثر من نصف هذه الأرصدة ليست مقومة بالدولار بل هي في سندات الشركات.

مخاطر الاحتكار وكيفية السيطرة

  • يبحث الكتاب كيفية إخضاع هؤلاء العمالقة للسيطرة وكيفية إخضاع الشركات للحكومات والقوانين، بعد أن أصبحت بسبب استمالة الساسة من أكبر جماعات الضغط السياسية المنظمة في واشنطن.
  • تشرح الكاتبة كيف جعلت الشركات الكبرى من الصعب الحصول على براءات الاختراع ، على حساب الشركات الصغيرة والمخترعين الأفراد،  وكيف دافعوا عن حقهم في دفع الضرائب في الولايات منخفضة الضرائب، وليس في الأسواق التي يكسبون فيها أموالهم. وكيف تهربت منصات مثل جوجل وفيسبوك من المسؤولية عن محتواها وأفعالها.

وكانت نتيجة ذلك وفق الكاتبة إزدهار الاحتكار لصالح تلك الشركات وخنق الابتكار، ونشر المعلومات الخاطئة والمحتوى الشرير في المجالين العام والسياسي ، بينما يزداد ثراء مؤسسي مجموعات التكنولوجيا ومديريها ومساهميها.

من أبرز مزايا الكتاب تميزه بين شركات التكنولوجيا الكبرى، فهي ليست متشابهة، فقد حددت الكاتبة الفروق بينهم للوصل لحلول لتنظيم عملهم، فنموذج الأعمال الخاص بشركة “فيسبوك” و”جوجل” على سبيل المثال، يختلف اختلافًا جذريًا عن نموذج الأعمال الخاص بـ “آبل” أو “مايكروسوفت”، بينما لدى شركة “أمازون” نموذج مختلف عنهم جميعًا.

  • تضع الكاتبة خطة لكيفية المقاومة، من خلال إنشاء إطار عمل يعزز الابتكار بينما يحمينا من الجانب المظلم للتكنولوجيا الرقمية.
  • تقترح الكاتبة مجموعة متنوعة من الطرق لكبح جماح عمالقة التكنولوجيا عن طريق تفكيك الشركات (أو على الأقل الحد من نموها)، وتوضيح أن الأفراد (وليس الشركات) يمتلكون بياناتهم الشخصية، والتأكد من أن شركات التكنولوجيا عالية الربحية تعمل بشكل صحيح.

  • فرض ضرائب، بشكل أساسي عن طريق سد الثغرات الفادحة التي أحدثتها عمليات الضغط السياسي وحافظت عليها.
  • إنشاء لجنة وطنية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تكون معنية بمستقبل البيانات والتكنولوجيا الرقمية يمكن لهذه اللجنة أن تقدم تقاريرها إلى الكونجرس الأمريكي، ومن ثمة تفكيك مجموعات التكنولوجيا، لفصل منصاتهم الشبيهة بالمرافق عن أنشطتهم التجارية، والنظر في كيفية دفعهم للضرائب ومراقبة هذا.

تقول فوروهر” نحن لسنا جميعًا مصممين على الصخب والتعطيل مثل عمالقة التكنولوجيا أود رؤية صفقة رقمية جديدة تأخذ في الاعتبار التكاليف البشرية الواسعة للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والأتمتة، فالشاشات تؤذي أعيننا، والتغيير المتواصل يجعلنا متورطين لقد حان الوقت لتولي الكبار المسؤولية”.

ربما يعجبك أيضا