في حدائق طهران النسائية.. كوني حرة

خالد شتات

كتبت – هالة عبد الرحمن

طهران – لم تجد النساء في طهران ملاذًا أو متنفسًا لحريتهم الشخصية في ارتداء الحجاب أو خلعه سوى في منازلهن الضيقة التي لا تدخلها الشمس.

ومؤخرًا في حدائق مخصصة لهن، تجبر السلطات الإيرانية النساء على ارتداء الحجاب والزي المحتشم الفضفاض وتتعرض للعقوبة كل من تخالف أوامر الشرطة الأخلاقية.

وفي إحدى حدائق طهران المخصصة للنساء “حديقة جنة الأم”، والتي تعد تطور جديدة في جميع أنحاء البلاد، يتمكن النساء من خلع الحجاب وممارسة كافة الأنشطة بدون أي حرج أو ملاحقة من الشرطة.

وافتتحت حديقة “جنة الأم” لأول مرة في طهران عام 2008، ثم تبعتها إنشاء ثلاثة حدائق في أحياء مختلفة، وانتشرت الفكرة على مستوى إيران، فعلى سبيل المثال تحتوي مدينة أصفهان السياحية الشهيرة على خمسة حدائق مخصصة للنساء.

ولم تكن طهران الأولى في تجربة حدائق النساء بل سبقتها العديد من البلدان الإسلامية ومنها المملكة العربية السعودية وباكستان وأفغانستان، والتي توفر أماكن ترفيه مخصصة لترفيه النساء لحمايتهن من التحرش.

ويقول رضا أرجماند -عالم الاجتماع فى جامعة “لوند” بالسويد، في كتابه الذي نشره مؤخرًا عن علاقة المتزهات بفيتامين “د”- إن النساء الإيرانيات يضطررن إلى تغطية أنفسهم بالكامل بالإضافة إلى أن منازلهم لا يدخلها الشمس حيث يعيشون في شقق صغيرة بنوافذ ضيقة فلا يتعرضن للشمس لذلك تعاني معظم نساء إيران من مرض هشاشة العظام.

وفي المقابل، أضاف أرجماند: “أن هذه الحدائق تدعم الفصل بين المرأة والرجل وهو ما تعتبره الكثير من الإيرانيات إهانة لهن لأنه يدعم فكرة عزلهن ووضعهن في مجتمعات بعيدًا عن مجتمع الرجال”.

وانتقد فريق المحافظين، الموالي للحكومة الإيرانية، فكرة حدائق النساء، مبررين هذا الأمر بأن خلع النساء للحجاب في هذه الأماكن سيجعلهن يفكرن في خلعه في أي مكان.

وتجد النساء في هذه الحدائق متنفسًا للترويح عن أنفسهن للعب وممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة وارتداء ما يحلو لهن من ملابس قصيرة، بصحبة أولادهن دون الخامسة.