“سكك حديد مصر”.. الحوادث متعددة والسبب “عامل”

وليد أبوالمعارف

رؤية – إبراهيم جابر

القاهرة – تعيش مصر “كارثة إنسانية” كل عام تقريبًا بسبب حوادث اصطدام القطارات، حيث حصدت خلال ربع قرن من الزمان أرواح الآلاف من الآباء والشباب والتلاميذ، ورغم مرور هيئة “سكك حديد مصر” ووزارة النقل بالعديد من المسؤولين، واندلاع ثورتين في البلاد، إلا أن الإهمال والفساد ما زالا ينخرا في أول خط قطارات في الشرق الأوسط والوطن العربي.

حادث قطاري الإسكندرية، والذي أسفر عن مقتل حوالي 40 شخصا وإصابة العشرات، يعد مشهدا عاديًا بالنسبة للمصريين، حيث تصل حوادث القطارات في مصر كل عام حوالي 1400 سنويا.

“حوادث مبارك”

تعد فترة الرئيس المصري محمد حسني مبارك من أكثر الفترات التي شهدت حوادث للقطارات، فالرجل الذي استمر في الحكم حوالي 30 عامًا، لم يتمكن من إيجاد سبيل لوقف “نزيف القضبان” . 

وشهدت فترة التسعينات حوادث عدة من بينها تصادم قطارين في ديسمبر عام 1993 على بعد 90 كيلو متر من القاهرة، وراح ضحيته 12 مصريا، وأصيب حوالي 60 أخرين، وبعد عامين وتحديدا عام 1995 قتل 75 شخصا وأصيب المئات في تصادم قطار بمؤخرة آخر، وذكرت التحقيقات أن المسؤول هو “سائق القطار” بسبب سرعته الزائدة.

وتواصلت حوادث تصادم القطارات حتى أنه قتل 11 شخصا وأصيب العشرات بسبب خلل بشري وخلل في الاتصالات في فبراير عام 1997 في محافظة أسوان، وأيضا توفي نحو 50 شخصًا وأصيب العشرات في أكتوبر 1998 إثر اصطدام قطار بأحد المصدات الأسمنتية، وأكد التحريات أن السبب في “عبث” أحد الركاب في فرامل الهواء داخل قطار.

ويعتبر حادث قطار العياط عام 2002 على بعد 70 كم جنوبي القاهرة الأسوأ في حوادث القطارات ، ولم تصدر حصيلة رسمية بالعدد النهائي للقتلى، وذكرت مصادر حينها أن عدد الضحايا تخطى 1000 شخص، بعد أن استمر سير القطار حوالي 9 كيلو مترات والنيران مشتعلة فيه، ما دفع مستقليه إلى القفز من النوافذ.

 وتوالت الحوادث، فشهد عام 2006 حادثتين، أصيب خلال حوالي 65 شخصا، وفي أغسطس من العام ذاته اصطدم قطارين أسفرت عن مقتل 51 شخصا وإصابة نحو 160 آخرين، وفي يوليو عام 2007 اصطدم قطارين أوديا بحياة 58 شخصا وأصيب حوالي 140 آخرين، كما اصطدم قطارين عام 2009 في منطقة العياط قتل خلالهما نحو 30 شخصا إثر انقلاب أربع عربات من القطار.

“10 سنوات”

وكشفت إحصائية رسمية أن إجمالى عدد حوادث قطارات السكك الحديدية منذ 2006 حتى العام الماضى، بلغ 12 ألفا و236 حادثا، مشيرة إلى أن أعلى معدلات الحوادث كانت فى عام 2009 وبلغت 1577 حادثا وأقلها فى 2012 الذى شهد 447 حادثا، وذلك بسبب توقفات الحركة فى فترة ثورة 25 يناير.

وذكرت بيانات الإحصائية التى أعدتها هيئة السكة الحديد بالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن أعلى معدلات للوفيات والإصابات كانت فى حادث قطار مزلقان منفلوط فى ديسمبر 2012 والذي راح ضحيته 51 شخصا يليها حادث قطار العياط فى 2013 والذي راح ضحيته 15 شخص وإصابة 25 آخرين.

وأوضحت الإحصائية أنه فى عام 2016 بلغت الحوادث 1249 مقارنة بـ1235 فى 2015 فى الوقت الذى بلغت 1044 فى 2014.

“خطأ عامل”

وتنوعت أسباب حوادث قطارات السكة الحديد ما بين اقتحام سيارة لمزلقانات،  “بسبب عدم إغلاقها أو عدم وجود “العامل”  أو وجود “مزلقانات” غير قانونية، أو بسبب خطأ في التحويلات اللازمة لخطة سير القطارات، وتمثل 80% من الحوادث، فى الوقت الذى جاء خروج القطارات عن القضبان بنسبة 15%.

وتتهم التحقيقات الرسمية عادة “عمال” هيئة السكة الحديد في “حوادث القطارات” بسبب الإهمال، وأرجع المسؤولون على مدار العشرين عاما الماضية الأسباب إلى وجود نحو 1337 مزلقانا، إلى جانب مناطق عبور يقيمها المواطنون بشكل غير شرعي، منوهين إلى أن إصلاح المزلقان الواحد يكلف حوالي 3 ملايين جنيه.

“الأولى عالميا”

تعد مصر الأولى عالميا في حوادث القطارات، حيث تبلغ الحوادث حوالي 1400 سنويا بنسبة تفوق المعدلات العالمية، بالرغم من أن “سكك حديد مصر” كانت أول خطوط سكك حديد يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة.