تخفيض المعونات الأمريكية عن مصر.. قرار يفتقر للفهم

خالد شتات

هدى إسماعيل

ليست المرة الأولى التي تلوح الولايات المتحدة فيها بحجب المساعدات عن مصر وكأنها نقطة إذلال تستطيع بها  الحكومات إخضاع الدول الأخرى، فقد قررت الولايات المتحدة حجب 95.7 مليون دولار مساعدات عن مصر، وتأجيل منح 195 مليون دولار أخرى. 

نقلت وكالة أنباء رويترز، عن “مصدرين مطلعين” بالإدارة الأمريكية تفاصيل حجب مساعدات أمريكية لمصر بقيمة 290 مليون دولار، فيما لم يؤكد البيت الأبيض أو الخارجية القرار.

ووفقا للتقرير، فإن مسؤولي الولايات المتحدة ليسوا سعداء بقرار الرئيس السيسي في مايو الماضي بتفعيل قانون الجمعيات الأهلية الذي يراه نشطاء وجماعات حقوقية يستهدف حظر عملهم، ويصعب مهمة عمل الجمعيات الخيرية، لكن مسؤولون مصريون صرحوا بأن القانون لن يمر.

إعادة برمجة

قررت الإدار ة الأمريكية “إعادة برمجة” 65 مليون دولار من تمويل المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر عن السنة المالية 2017، و30 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية  للسنة المالية 2016.

يعني ذلك أن 95 مليون دولار من المساعدات الأمريكية ستستخدم لأغراض أخرى ولن تذهب إلى مصر، علاوة على ذلك اتخذت الإدارة الأمريكية قرارا منفصلا بحجب 195 مليون دولار من برنامج التمويلات العسكرية المتعلقة بالسنة المالية 2016، والتي إذا لم يتم تفعيلها تنتهي صلاحيتها ولا تصبح متاحة مجددا إلا في نهاية السنة المالية الحالية في 30 سبتمبر.

وبحسب القانون الأمريكي، فإن الإدارة الأمريكية ملزمة بحجب 15%، أو 195 مليون دولار من قيمة المساعدات العسكرية السنوية البالغ قيمتها 1.3 مليار دولار إذا لم تشهد بأن القاهرة حققت تقدما في حقوق الإنسان والديمقراطية.

ورغم ذلك، تستطيع الإدارة التنازل عن هذا الشرط لأسباب تتعلق بالأمن القومي، مما يسمح للأموال بالتدفق، ويعني ذلك أن مصر قد تحصل مجددا على  195 مليون دولار. 

وكان وزير  الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد أعلن في وقت سابق:”أنه في مصلحة الولايات المتحدة استخدام حق التنازل عن الشهادة بتحقيق مصر تقدما ديمقراطيا ، لكننا نظل قلقين من نقص التقدم المصري في بعض المجالات الحقوقية، وكذلك ثمة قلق بشأن قانون الجمعيات الأهلية”.

مقال آية حجازي

بعض المصادر في واشنطن أكدت أن سبب تجميد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المساعدات المقدمة لمصر، يرجع لمقال كتبته الناشطة المصرية الأمريكية آية حجازي، في جريدة “واشنطن بوست”.

حيث دعت “حجازي”، خلال المقال، الخارجية الأمريكية إلى حجب المساعدات عن مصر، بدعوى عدم احترام حقوق الإنسان.

جدير بالذكر أن “آية حجازي” قررت فتح فرع لمنظمة “بلادي”، في واشنطن وهي المنظمة التي كانت تترأسها في القاهرة.

الخارجية المصرية ترد

في بيان صادر عن الخارجية المصرية أعربت فيه عن أسفها لقرار الولايات المتحدة القاضي بتخفيض بعض المبالغ المخصصة، فى إطار برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، سواء من خلال التخفيض المباشر لبعض مكونات الشق الاقتصادى من البرنامج، أو تأجيل صرف بعض مكونات الشق العسكرى.

فيما اعتبرت القاهرة، الإجراء الأمريكي سوء تقدير لطبيعة “العلاقة الاستراتيجية” التى تربط البلدين على مدار عقود طويلة.

وأضافت أن الإجراء يفتقر “للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها، وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والأمنية التى تواجه الشعب المصرى”.

واعتبرت القاهرة الخفض خلطا للأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة المصرية الأمريكية.

وأكدت الخارجية المصرية، تقديرها للتصديق على الإطار العام لبرنامج المساعدات لعام 2017، وقالت إنها تتطلع لتعامل الإدارة الأميركية مع البرنامج من منطلق الإدراك الكامل والتقدير للأهمية الحيوية التى يمثلها لتحقيق مصالح الدولتين، والحفاظ على قوة العلاقة فيما بينهما.