تحلم بـ”سلاح الجو”.. “إسلام مخلد” أول أردنية تقتحم عالم صيانة الطائرات

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

“حلمي إني أشتغل على الطيارة، وإني أفك وأرّكب قطعها، وإني أتعامل مع عالم الطيران”.. عكس الفتيات التي يراودهن شغف السفر والترحال بمجرد مشاهدة الطائرة، كان شغف “إسلام” متعلق بصيانة المحركات والطائرات، كسرت تابوهات المجتمع وأصبحت من أشهر المتخصصين في الأردن.

درست إسلام مخلد -24 عام – هندسة هياكل ومحركات بالأكاديمية الملكية للطيران، ثم التحقت ببرنامج دبلوم هندسة الهياكل نفسه، وظل الحلم يراودها منذ نعومة أظافرها.

حصلت على الدبلوم بمعدل 72.8 %، واتخرجت بامتياز من الكلية بمعدل 92%، ثم اتجهت إلى سلطة الطيران المدني وحصلت على رخصة “فني طائرات” أي “رخصة مزاولة المهنة”.

ختمت إسلام برسالة خاصة للفتيات اللاتي يحلمن بالعمل في المجالات الصعبة، قائلة: “إنه ما نخاف من طموحنا شو ما كان كبير، وما نخلي حدا يهبط من معنوياتنا، ويوقف بطريقنا، نلحق ورا أحلامنا ونخليها حقيقه، أهم شيء لا نهتم لكلام الناس أبدا دام أهلي معي ما بهمني حدا”.
 

“حسيتها شغلة تحدي كوّنها شغلة كبيرة أكبر من الحلم، حلم إني أشتغل على الطيارة وإني أفك وأرّكب قطعها وإني أتعامل مع عالم الطيران، كنت ولهاي اللحظة شغوفة بالطيران، والحمد الله قدرت أوصله بمساعدة أهلي يلي وقفو مع طموحي خصوصاً أمي حبيبتي”، هكذا أضافت مخلد.

في عام 2014، قدمت إسلام أوراقها إلى شركة في مطار ماركا, وتم قبولها، وبدأت أولى خطوات عملها في صيانة محركات الطائرات، حيث قالت: “كانت أول خطواتي للعالم يلي بحبه, صرلي معهم لهاي اللحظه ثلاث سنين بشتغل والحمد الله عندي خبرة منيحة”.
 

عن أول يوم لها بالعمل، تقول إسلام: “كان أحلى يوم، بلشت شغل فعلي من أول يوم، الشي إللي واجهني إني لسه ما كنت متعودة على الناس وخجلانه”.

تحلم إسلام أن تلتحق بسلاح الجو, وتقدم أوراقها من حين لآخر على أمل أن يستجب الله دعواتها، “قرأت إعلان قبل فترة طالبين بنات طيران لسلاح الجو من مواليد 94 بس أنا للأسف من مواليد 92 بتمنى أكون معهم, هيك هيك رح أروح أقدم ويا رب فرحني”.
 

لم يختلف المجتمع الأردني عن المصري كثيرًا فالعادات الشرقية لا تزال تحاصر الفتيات وتطارد طموحهن، تقول إسلام في تصريحات خاصة لـ“رؤية”: “أنا أنثى في مجتمع كله ذكور، قاومت وتحديتهم وتحديت حالي لحتى أثبت إني قدها ومكاني مو المطبخ أو أي تخصص أو دراسة ثانية في مجال آخر”.

“عانيت كثير، ما بقدر أوصف قد إيه في ناس وقفوا معي، وأولهم أهلي وناس معي بشتغلو شكراً إلكم كلكم”، هكذا قالت إسلام.

تتابع: “كنت دايمًا أواجه تعليقات مثل “إنتي بنت والشغل مو قدك”، “وإن قطع السيارة ثقيلة ما رح تقدري تشتغلي وصعب عليكي”، بس أنا ما رديت لأنه حلمي والحمدلله قدرت أثبت حالي وأنجح”.