القدس تنتفض .. عين على الأحداث اليوم الثلاثاء

شيماء مصطفى

رؤية

القدس المحتلة – تواصلت الفعاليات والمسيرات لليوم الثالث عشر على التوالي، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رفضًا لقرار ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

وتجددت المواجهات مع قوات الاحتلال في عدة نقاط تماس في الضفة الغربية، إلى جانب انطلاق تظاهرات احتجاجية رافضة لقرارات ترامب.

اشتبكت الطفلة الفلسطينية “عهد التميمي” البالغة من العمر 17 عاما، مع جنديان من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدججين بأسلحتهما، أثناء وقوفهما بساحة منزلها، وأوسعتهما ضربًا.

وفي فيديو بثه رواد موقع التدوينات المصغرة “تويتر”، يظهر شجاعة الطفلة، التي لم تتحمل تدنيس جنود الاحتلال ساحة بيتها، فلم تتردد لحظة بالخروج، لتطلب من ضابط وجندى من قوات الاحتلال بعدم الوقوف بساحة منزلها، الكائن بقرية النبي صالح بالضفة الغربية، وظلت الطفلة تطارد جنود الاحتلال وصفعتهما على وجههما، لعدم اكتراثهما بطلبها بالذهاب بعيدا عن منزلها، ودفعتهما للخروج من ساحة المنزل، في مشهد تستحق فيه الطفلة الفلسطينية الحصول على جائزة أشجع فتاة.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن فرقها قدمت الإسعاف لعدد من حالات الاختناق جراء استخدام الاحتلال الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في 9 نقاط تماس بالضفة المحتلة.

واندلعت مواجهات على حاجز “عطارة” العسكري شمالي رام الله، عقب وصول العشرات من طلبة جامعة بيرزيت للحاجز.

وأفادت مصادر محلية، بأن مواجهات اندلعت في قرية دير نظام شمالي غرب رام الله، عقب اقتحامها من جيش الاحتلال وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المدرسة في القرية.

وأصيب عدد من الطلاب والمواطنين في دير نظام بـ”الاختناق” جرّاء استنشاق الغاز المُدمع.

واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة البيرة (بيت إيل)، عقب وصول عدد من الشبان للمكان ورشق مركبات الاحتلال بالحجارة.

وشهد مدخل مخيم العروب للاجئين شمالي الخليل، مواجهات مع قوات الاحتلال المتمركزة على المدخل والفلسطينيين، بالإضافة لاحتجاز الاحتلال لمركبات المواطنين “دروعًا” لوقف المواجهات.

وأعلن الاحتلال تعرض عدة مركبات للمستوطنين للرشق بالحجارة من شبان فلسطينيين قرب التجمع الاستيطاني “غوش عتصيون” جنوب بيت لحم، دون وقوع إصابات.

وأطلق جيش الاحتلال اليوم قنابل الغاز المسيل للدموع على منازل المواطنين في بلدة الخضر جنوبي بيت لحم بعد اندلاع مواجهات مع الشبان في البلدة.

واندلعت مواجهات بين طلبة المدارس وجيش الاحتلال على حاجز “أبو الريش” بالمنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، ومواجهات أخرى في مخيم عقبة جبر بأريحا وحي النقار في قلقيلية.

وفي السياق ذاته كشف الإعلام العبري النقاب عن زرع الاحتلال كنيسا يهوديا “فخما”، تم افتتاحه يوم أمس الاثنين، في الأنفاق التي عملت سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” على حفرها تحت حائط البراق.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الصادرة اليوم الثلاثاء، فإن الحديث عن افتتاح كنيس فخم يقع مقابل ما يسمى “الحجر الكبير” في الأنفاق، “بتصميم خاص، ويتضمن ألواحا معدنية كتبت عليها أسفار توراتية، وفيه عشرات المقاعد ومنصبة خشبية دائرية”.

ومن جهتها نددت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية بأعمال حفريات إسرائيلية أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه وفي البلدة القديمة في شرق القدس. 

عربياً ودولياً

تواصلت ردود الأفعال العربية والدولية على المستويين الرسمي والشعبي، على قرار ترامب بشأن القدس.

ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط ، بالفيتو الأميركي ضد مشروع القرار المقدم من مصر إلى مجلس الأمن لحماية وضع القدس، مؤكدا أن الدول العربية ستطلب قرارا “ملزما” من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين الاعتراف الأميكري بالمدينة عاصمة لإسرائيل.

وأكد أبو الغيط أن النهج الأميركي يتسبب في مزيد من العُزلة للولايات المتحدة، وأن استخدام الفيتو في مواجهة 14 صوتاً يكشف عن تحدٍ أميركي صارخ لحالة واضحة وربما نادرة من الإجماع الدولي على حد قوله.

وأدان الأزهر الشريف، الفيتو الأمريكي على مشروع قرار مصري بمجلس الأمن يدين اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمةً لإسرائيل، بما يكشف نبذ المجتمع الدولي لقرار الإدارة الأمريكية الجائر، المناقض للقانون الدولي والمخالف للضمير العالمي. 

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء إن تركيا ستعرض مشروع القرار الذي يدعو الولايات المتحدة لسحب إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل على الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

ومن جانبها حثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على طرح مقترحات جديدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. 

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، نية بلاده العمل هلة تهدئة الموقف في الشرق الأوسط بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. 

إلى ذلك بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مع بابا الفاتيكان فرنسيس، التطورات المتعلقة بمدينة القدس في أعقاب قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

وتناول اللقاء، بحسب وكالة الأنباء الأردنية ، تبعات القرار الأمريكي، وما نتج عنه من استفزاز لمشاعر المسلمين والمسيحيين.

 وفي السياق ذاته قال مسؤولون في البيت الأبيض يوم الإثنين إن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أجل زيارته لمصر وإسرائيل هذا الأسبوع كي يبقى في واشنطن من أجل تصويت في الكونغرس على خطة إصلاح ضريبي.