يوم تاريخي.. المرأة السعودية خلف المقود

رؤية – مها عطاف

اليوم هو موعد المرأة السعودية المنتظر ولحظتها التاريخية التي طالما حلمت بها،  تلك اللحظة التي ستغير المشهد في شوارع المملكة العربية السعودية.

فالنساء ولأول مرة في بلدهن خلف المقود ، جاهزات لتحديد مسارهن والقيادة بأنفسهن نحو الوجهة التي يخترنها، وذلك بعد القرار التاريخي الذي أتى بأمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين، في سبتمبر 2017 بإصدار رخص قيادة السيارات للمرأة السعودية، وذلك حرصًا من الحكومة السعودية على أن تكون المرأة عنصرًا فعالًا في المجتمع، حيث تعتبر خطوة مهمة في استكمال مسيرة السعوديات للتطور والنماء وخدمة الوطن.

وكانت ملامح هذا المشهد الجديد قد بدأت تظهر بالفعل، فإعلانات الترويج لشراء سيارات والقروض لتمويلها استهدفت النساء لأول مرة، ولوحات التنبيه في الشوارع تخاطب السائقة كما تخاطب السائق.

وانطلاقاً من التعاون والترحيب الكبير لقائدات السيارات، خصصت الكثير من المجمعات التجارية مواقف خاصة للنساء، لتكون أقرب إلى بوابات الدخول والخروج، فيما هيأت عدد من مغاسل السيارات ومراكز إصلاح السيارات للعطل الطارئ، برامج خاصة للنساء، عبر المباشرة الميدانية تحت شعار “اتصل نصل”.

وبدأت إدارات المرور في المملكة، وضع خطط السير الميدانية للتعامل الأمثل، بحسب الأنظمة والتعليمات، فيما شهد المجتمع السعودي تفاعلاً واسعاً مع العديد من البرامج والأنشطة الاستعدادية لقيادة المرأة، في موجات كبيرة من الرسائل التوجيهية والتوعوية التي تبناها العديد من القطاعات الحكومية والأهلية.

وكذلك تم افتتاح باب التقديم لمعادلة الرخص الأجنبية في 21 أيار/ مايو، فكثير من السعوديات كن يقدن سيارات خارج حدود المملكة، تتضمن إجراءات معادلات الرخص الأجنبية تحميل الرخص على منصة إلكترونية خصصتها إدارة المرور، ونسخة مترجمة، وصورة عن هوية المواطنات أو الإقامة للمقيمات لتحديد موعد لفحص القيادة العملي في 21 مركزاً موزعاً في أنحاء المملكة.

وفي 8 يونيو الجاري، استلمت أول دفعة من النساء -وعددهن 10- رخص القيادة استعداداً لليوم التاريخي، وقامت النساء بمشاركة تلك اللحظة مع العالم، حيث نشرن صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي عقب اجتياز فحص القيادة، وعرضن رخصهن التي حملت أسماء وصور نسائية تظهر لأول مرة على رخص قيادة سعودية.

ويتزامن يوم 24 يونيو مع عودة الموظفين إلى العمل بعد عطلة عيد الفطر الرسمية، ما يعني أن السعودية ستتمكن من أن تقود سيارتها إلى عملها، واصطحاب أبنائها للتنزه خلال فترة عطلة الصيف، ثم إلى المدارس بعد انقضاء العطلة، ولن يتطلب ذلك الاعتماد على السائق الخاص أو أحد الأقارب الذكور.

ومن المتوقع أن تساعد هذه الخطوة في تعزيز إمكانات عمل المرأة بالسعودية، بينما تقدّر وكالة “بلومبرج” الاقتصادية أن هذه الخطوة ستسهم في إضافة ٩٠ مليار دولار إلى الناتج الاقتصادي بحلول عام ٢٠٣٠.

وحذرت جهات رسمية سعودية منها النيابة العامة، من محاولات اقتحام حياة الآخرين الخاصة أو التشهير أو التصوير بغير إذن، وقام قانونيون بإعادة نشر بعض اللوائح التنظيمية، التي ينص بعضها على عقوبات تصل إلى غرامات وسجن، كنوع من تحذير بعض من ينوون التعدي على خصوصيات المرأة وحقها في قيادة السيارات، وأوضح القانونيون أن المخالفات، تدخل صاحب تلك الأفعال تحت طائلة القانون الذي أقر عقوبات مختلفة رادعة لتلك التصرفات، مؤكدين أن تصوير المرأة أثناء قيادتها للسيارة جريمة معلوماتية يترتب عليها غرامة مالية وسجن، ‏وفي حال ملاحقتها فهي جريمة تدخل تحت قانون التحرش.

ودشن رواد سعوديون هاشتاج “المرأة السعودية تسوق” على موقع التدوين المصغر “تويتر”، ليتصدر قائمة الأكثر تداولًا على الموقع بأكثر من 3 آلاف تغريدة، تعبيرًا عن الفرحة والحماس لليوم التاريخي، داعين الشباب إلى التعاون وتوفير كل سبل الراحة للمرأة أثناء قيادتها سيارتها.
https://twitter.com/allahim/status/1003658709673889793
https://twitter.com/HashKSA/status/1010565637813436416
https://twitter.com/I_PRINCEEZ/status/1010565084786102272