الصناعات العسكرية في الأردن.. طموح الاكتفاء الذاتي وتوسع التصدير

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق


عمّان – المعلومات حول الصناعات العسكرية في الأردن شحيحة، بالرغم من عديد الشركات التي تعمل في هذا المجال وفي مقدمتها مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم و التطوير، الذي يعمل لإمداد الجيش بما يلزمه من ذخيرة وسلاح، ويتطلع لتوسيع قاعدته التصديرية.
يطلق على هذا المركز اسم “كادبي” وهو مؤسسة عسكرية مستقلة تأسست عام 1999 تعمل تحت مظلة القوات المسلحة الأردنية تعنى بالبحث والتطوير لتوفير حلول مثلى في المجالات الدفاعية والتجارية للأردن بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط.
وبحسب التعريف العام لكادبي الذي يحظى باهتمام عالي المستوى من الملك عبدالله الثاني، وصنع لنفسه سمعة معتبرة في غضون أعوامه القليلة، تتجلى مهمة المركز في تصميم وتطوير وتعديل الأنظمة الدفاعية والأمنية باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
الميزانية المخصصة لعمل المركز غير معلنة ولا يمكن التنبؤ بها، لكن مصدرها المعلوم أنها موازنة مستقلة من وزارة الدفاع بالإضافة للدخل الذي يتحقق للمركز من خلال بيع منتجاته داخل الأردن وخارجه.
خلال سنوات عمله في الأردن استطاع المركز تسخير العلوم والتكنولوجيا لتلبية الاحتياجات الدفاعية تمهيداً لإيجاد قاعدة صناعية في الأردن تؤهله لمصاف شركات تصنيع الأسلحة في العالم.
عقد المركز العديد من اتفاقيات صناعة الأسلحة ومنجات عسكرية أخرى، ناهيك عن تأمين الجيش الأردني ومديرية الأمن العام والدفاع المدني بما يلزم، وقد أحدث اختراقًا في التصدير إلى الأسواق الدولية.
يصدر المركز معدات إلى دول عديدة منها الإمارات، اليمن،سلطنة بروناي، وأذربيجان، ومعظم دول الخليج كما أنه ينشط في توقيع عقود تعاون مع العديد من دول العالم.
في عام 2015، أعلن مدير عام المركز اللواء عمر الخالدي أن “كادبي” سيكون المزود الرئيسي للقوات المسلحة والاجهزة الامنية بالنسبة للأسلحة والذخائر في المستقبل القريب وسيحدث اكتفاءًا تامًا بهذا الأمر.
ويتزود الجيش الأردني والأجهزة الأمنية، وفق ما هو معلن بنحو 40% من مستلزماته الدفاعية مصنعة داخل كادبي، فيما تصل نسبة الاكتفاء ببعض الوسائل إلى 70%.
يطمح اللواء الخالدي أن تصل نسبة اكتفاء الجيش ومؤسسات الأمن بقطاع الاسلحة والذخائر في المستقبل القريب الى 100%.
يصدر كادبي منتجاته من العربات العسكرية والذخيرة والأسلحة إلى ما يقارب 42 دولة، فأصبح بذلك واحدًا من أهم المؤسسات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.
وتحت مسمى كادبي تعمل العديد من شركات إنتاج السلاح والمنظومات الدفاعية، كما ويتبع له مشروع أعلن عنه حديثًا وهو مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة الذي يعتبر منشأة للتدريب على مكافحة الإرهاب في الأردن يمكن للدول الصديقة أن تحصل على الخدمات التي يقدمها.
بحسب اللواء الخالدي يعمل في المركز أكثر من 2500 يد عاملة معظمهم أردنيين، ولديهم خبرة عالية ومؤهلات علمية واسعة في مجالات التطوير العسكري والاستخباراتي الأمني.
تعاقدت شركات عالمية مع “كادبي” من أجل تصنيع العديد من بنادقها ووسائلها القتالية في الأردن، وفي مقدمتها شركة LWRC الامريكية المصنعة لعائلة بنادق M16/AR15/M4/ M6a2.
كما وقع كادبي اتفاقية تعاون مع شركة aselsan التركية بهدف انشاء مصنع متخصص في تصنيع انظمة الرؤية الليلية والتصوير الحراري على الطراز العالمي في الاردن.
استثمر الأردن بهذا المركز على نحو جيد وبات قاذف هاشم ( RPG 32 ) الشهير والمطلوب في معظم دول العالم أحد أبرز إنتاجات “كادبي”.
وتوسع المركز إلى ما هو أبعد من ذلك باتفاقية شراكة مع SELEX Galileo الايطالية التي تعمل على تطويرانظمة الطائرات بدون طيار ( UAS ) و في مجال البصريات الالكترونية و انظمة المراقبة.
وليست كادبي وحدها في الأردن التي تشتغل هذا النمط من الطائرات، فهناك طائرة استطلاع خفيفة اسمها سيبرد سيكر وهي ثمرة تعاون بين خبراء أردنيون وأستراليون صنعت عام 1998 ودخلت الخدمة في القوات الجوية الأردنية عام 2005.
كما تنشط في المملكة، شركة جدارة لمعدات وأنظمة الدفاع الأردنية، والتي أجرت تحديثات كبيرة على راجمة الصواريخ المضادة للدباباتRPG-32.

ولدى هذه الشركة تعاقدات كبيرة تجريها مع شركات روسية عسكرية رائدة في تصنيع المنظومات الدفاعية والقتالية.