مؤشر الفساد.. إيران في الصدارة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

جهود عالمية للإضاءة على الفساد الذي ينهش الدول ويتسبب في مآسي مواطنيها. “منتدى الاقتصاد العالمي” أصدر تقريراً بشأن التنافسية العالمية وأشار فيه إلى أكثر الدول فسادًا، وكان من غير المستغرب أن تحتل إيران مكاناً بين الدول التي تعاني الفساد.

إيران الأكثر فساداً

ارتفعت وتيرة الفساد هذا العام في إيران حسب مؤشرات التقرير السنوي للمنتدى الاقتصاد العالمي، وقد تصدرت إيران سلم البلدان الأكثر فساداً في العالم رغم ثرواتها الضخمة.

اللافت أن جميع البلدان التي تتدخل فيها إيران عسكرياً من خلال ميليشياتها قد احتلت أيضاً مواقع في قوائم الفساد.. العراق، وسوريا، واليمن ولبنان الذين تتماهى طهران بالسيطرة على عواصمهم هم الأكثر فساداً عربياً وعلى مستوى العالم أيضاً.

ولا تسبق هذه الدول في الفساد سوى بعض البلدان مثل فنزويلا وجواتيمالا وسيراليون وكينيا وبنجلاديش.

سياسات الملالي.. تخريبية

مؤشر الفساد السنوي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بات جزءاً من تقرير التنافسية العالمية ومعياراً من معاييرها ويستفيد هذا المؤشر من منهجية مرتبطة بمنظمة الشفافية الدولية قبل إصدار تقريره السنوي المتخصص حول جميع دول العالم.

فالبلدان التي ينظر إليها على أنها الأكثر فساداً تكون عادة ضمن بلدان الشرق الأوسط أو أفريقيا وأمريكا الوسطى. وخلال العام الماضي تصاعدت وتيرة الفساد في إيران، الأمر الذي أدى إلى انطلاق التظاهرات الاحتجاجية للعمال والتجار والطلاب وحتى سائقي الشاحنات ضد سياسات الملالي التخريبية في داخل وخارج إيران.

حبل العقوبات الأمريكية

كلما أوشك حبل العقوبات الأمريكية أن يطبق على رقبة النظام في إيران، يتجه النظام إلى لف مزيد من حبال الموت حول رقاب المواطنين.

كشفت الأشهر القليلة التي تلت إعلان واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي عجزالنظام عن تلبية الاحتياجات الأساسية لشعبه رغم وفرة الموارد.

مع الصعوبات الاقتصادية التي سببتها الموجة السابقة من العقوبات السابقة على نظام الملالي، أصبح الشارع ينام ويصحو على وقع الاحتجاجات..احتجاجات على الغلاء والفساد وغياب الخدمات الضرورية بما فيها المياه والكهرباء.

محاكم الملالي.. وهمية

مع اقتراب موعد موجة جديدة من العقوبات الأمريكية في منتصف نوفمبر المقبل، غلّظ النظام الإيراني العقوبات على جرائم مالية وإدارية إلى حد الإعدام.

محاكم خاصة تأسست منذ بضعة أسابيع أصدرت أحكام على 3 أشخاص بحسب منطوق الحكم أدينوا بالفساد. بالإضافة إلى هؤلاء، صدرت أحكام بالسجن بمدد متفاوتة على عشرات الأشخاص  في قضايا مماثلة.

تشكيل هذه المحاكم جاء بناء على دعوة من المرشد علي خامنئي باتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لمواجهة ما أسماه بـ”الحرب الصعبة” التي يشنها أعداء الخارج.

محاولة ردع من نظام الملالي لرعاياه، فهو من جانب يريد إيهام مواطنيه بأن ما يمرون به من صعوبات نتيجة لتآمر خارجي واستغلال حفنة صغيرة من الناس بالداخل، ومن جهة أخرى يريد ترهيب من يفكر بالاحتجاج ضد الأوضاع التي يتوقع أن تزداد حدتها الأشهر القليلة المقبلة.