بسبب تدخلات إيران.. لبنان بدون وزراء والعراق بحكومة منقوصة

عاطف عبداللطيف

رؤية – محمد عبدالله

في لبنان لا حكومة وفي العراق حكومة مترنحة وغير مكتملة، في لبنان ميليشيات حزب الله، وفي العراق ميليشيات الحشد الشعبي، وفي النتيجة نفوذ إيراني يتحكم في أمن البلدين ويسهم في انحراف المسار السياسي الطموح التوسعي الإيراني مستمر وتوريط البلدين في الفوضى والفراغ السياسي غاية للتحكم بكل مفاصل القرار الخارجي.

نظرة ممعنة إلى ما يحدث في دولتين عربيتين كافية لتعريف إيران – الولي الفقيه – ومشروعها التوسعي في المنطقة.

العراق ولبنان، توغلت هنا وتغلغلت هناك، وإن بقت الأساليب والأدوات واحدة والنتيجة بلد بلا حكومة وآخر بحكومة منقوصة.

ما زال العراقيون إلى الآن وبعد أكثر من 6 أشهر من الانتخابات بانتظار حكومة تنهض بأزمات بلادهم المتلاحقة، يتعثر حلمهم المنشود بكل بساطة، لأن إيران تدس أنفها في شؤون العراق الداخلية، بل صارت متحكمة بمفاصل حيوية في البلاد عبر مخالب ميليشاوية توليها الطاعة العمياء ورجالات سياسة يأتمرون بأوامرها.

فأي توافق سياسي في هذا البلد – العراق – يجب أن يمضي على هوى نظام الملالي في إيران، والحقائب السيادية المهمة تريدها لأحد رجالاتها في العراق ضمانًا لتمرير أجندتها الخبيثة في هذا البلد.

على رأسها حقيبة الداخلية التي تريدها لفالح الفياض الرئيس السابق لهيئة ميليشيات الحشد الشعبي أداتها الميليشاوية الأهم في السيطرة على قرارات العراق.

تصطدم الإملاءات الإيرانية برفض كتل سياسية عراقية للأمر، ليطيل معه استقرار العراق السياسي إلى أجل غير مسمى.

 

أما في لبنان فقد غلّبت ميليشيات حزب الله البناني المصالح الإيرانية، وأصبحت تلك الميليشيات متحدثاً باسم نظام الملالي وعبر ذراعها الميليشاوية الأطول هذه – حزب الله – تمكنت طهران من مصادرة القرار السياسي اللبناني، فضلاً عن عرقلة تشكيل الحكومة.

فميليشيات حزب الله تضع العراقيل أمام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بمحاولة فرض وزراء سنّة من المؤيدين للحزب ولهذا التصرف أهداف خفية.

الأول يتمثل في إعاقة تشكيل الحكومة ومحاولة إدخال لبنان في الفوضى، وآخر استراتيجي يرمي إلى تعميق الهوة بين مكونات الطائفة السنّية في لبنان، ليبقى الاستقرار السياسي المنشود في لبنان معلقاً هو الآخر إلى أجل غير مسمى مثله مثل العراق والفاعل واحد.