القمة الخليجية الـ39.. قضايا محورية وقطر تسقط من الطاولة

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

استكمالًا لمسيرة العمل الخليجي المشترك، تحتضن العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأحد، اجتماع الدورة الـ39 لمجلس التعاون الخليجي برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز لبحث عدد من القضايا الخليجية المشتركة، فضلًا عن بعض القضايا الراهنة وعلى رأسها الإرهاب والأزمة اليمنية، وتنطلق القمة هذا العام بخطوة سعودية لافتة بدعوة أمير قطر للقمة وسط غموض من مستوى التمثيل، لاسيما وأن القمة تنطلق هذه المرة من الرياض التي تشهد توترًا مع الدوحة بسبب دعم الأخيرة للإرهاب.

قمة الـ39 وأبرز ملفاتها

بحسب ما تناقلته عدة مواقع إعلامية، فمن المتوقع ان يجتمع القادة الخليجيون اليوم، لبحث أخر مستجدات الساحة السياسية الإقليمية والدولية، وعلى رأسها: (ملف الحرب على الإرهاب والتطرف، أزمة اليمن والقمة المرتقبة في السويد، رفض التدخلات الإيرانية في المنطقة).

وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف الزياني، قد أكد الأهمية البالغة لاجتماع قادة دول المجلس خلال الدورة الـ93 للمجلس.

وبين الزياني، أن القادة سيبحثون عددًا من الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والقانونية، فضلًا عن تطورات القضايا الراهنة والمواقف الدولية تجاهها.

وقد سبق هذه القمة، القمة الخليجية بالكويت 5 ديسمبر 2017، والتي صدر عنها إعلان الكويت، حيث أكد قادة دول المجلس على ضرورة تعزيز دور مجلس التعاون والحفاظ على مكتسباته وتحقيق تطلعات مواطنيه بالمزيد من الإنجازات بفضل حكمة وحنكة قادة دول مجلس التعاون ورعايتهم لهذه المسيرة التي أصبحت ركيزة أمن واستقرار وازدهار على المستوى الإقليمي والدولي.

شعار السلطنة يتصدر

رغم انعقاد القمة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض، كان من اللافت في شعار القمة السنوي للمجلس اعتلاء رمز دولة سلطنة عمان (وهو خنجرٌ موضوعٌ على سيفين متقاطعين) على شعار القمة بجانب أعلام الدول الخليجية الست مع اسم “الدولة التاسعة والثلاثون للمجلس”.

وجاء رمز السلطنة في أعلى شعار القمة، لأنه كان يفترض أن تنتقل رئاسة الدورة السنوية للمجلس من الكويت التي استضافت القمة الأخيرة، إلى سلطنة عمان، وذلك بحسب الترتيب الهجائي لأسماء الدول، إلا أن القمة الـ39 تنعقد اليوم بعد تعديل لدولة الرئاسة “سلطنة عمان” يسمح بانعقاد القمة في دولة المقر، وهو إجراء تم الاتفاق عليه خلال القمة الخليجية الـ37 التي عُقدت بمملكة البحرين 2016.

ويطبق هذا الإجراء لأول مرة هذا العام؛ وبناء على هذا التعديل؛ فإن القمة الخليجية الـ39 ستكون للسلطنة رئاستها، وإدراة اللجان؛ أما القمة فترأسها السعودية لأنها تعقد في الرياض.

خطوة لافتة والأزمة مستمرة

في خطوة سعودية لافتة، سلم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، دعوة رسمية للأمير القطري للمشاركة في القمة، وذلك من خلال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني سُلمت لوزير دولة قطر للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريحي.

وبعد الغموض حول مستوى تمثل قطر، أعلنت وكالة “الأناضول” نقلا عن مصادر قطرية أن أمير قطر لن يشارك في وقت كتب فيه رجل الأعمال القطري، عادل علي بن علي، أن وزير دولة قطر للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي، سيترأس وفد قطر خلال القمة.

رغم اللفتة السعودية، إلا أن ذلك لا يعني انتهاء الأزمة بين قطر وعدد من الدول الخليجية بالإضافة إلى مصر، والتي انتهت بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة منذ يونيو 2017.

الأزمة مع الدوحة لم تفلح خلالها محاولات الوساطة، وأكدت فيها السعودية والإمارات والبحرين أن الأزمة السياسية ستنتهي عندما تتوقف قطر عن دعم الإرهاب.

كانت القمة الخليجية التي استضافتها الكويت العام الماضي، شهدت غياب قادة السعودية والإمارات والبحرين وكذلك سلطنة عُمان، بينما حضرها أمير قطر وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالإضافة إلى وفود على مستوى الوزراء من باقي الدول.

وتشير تلك الأجواء التي تنطلق فيها القمة إلى استمرار نهج الدول المقاطعة لقطر في تجاهل الأزمة للمحافظة على منظومة مجلس التعاون الخليجي، لاسيما في ظل المكتسبات الاقتصادية التي كان لها بالغ الأثر على صمود المجلس في مواجهة الأزمة القطرية، في وقت استطاع فيه المجلس تحقيق النجاحات طوال الـ30 عامًا المنصرمة بفضل سياساته الاقتصادية وقدرته على تجاوز أزماته السياسية.