بابا الفاتيكان.. “رسول السلام” في العالم

وليد أبوالمعارف

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – خطف جثو بابا الفاتيكان فرانسيس على ركبيته لتقبيل قدمي رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار، لمطالبتهم باحترام الهدنة الموقعة بينهما، وحقن الدماء، والالتزام بتشكيل حكومة وحدة الشهر المقبل، أنظار الملايين في العالم، ولاقى إعجاب الكثيرين، موضحين أنها رسالة من أحد أهم “رسل السلام” في العالم.

المشاهد الإنسانية للبابا فرانسيس، تعددت في العديد من المناسبات، حيث يسعى دومًا إلى حث المجتمعات على نشر ودعم السلام والمحبة، بين الجميع.

“قبلة السلام”

قام البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أمس، بلفتة مثيرة، عندما قبل أقدام زعماء جنوب السودان، خلال وجودهم في “خلوة روحية” في الفاتيكان، لحثهم على تعزيز اتفاق السلام الذي يهدف لإنهاء الحرب الأهلية في أحدث دولة في العالم.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولتها وسائل إعلام دولية، بابا الفاتيكان وهو يركع ليقبل قدمي ميارديت ومشار، وهو ما أثار استغراب كثيرين إزاء الخطوة غير المسبوقة.

وحث البابا رئيس جنوب السودان ونائبه السابق، الذي تحول لاحقاً إلى زعيم المتمردين، على احترام الهدنة، والوفاء بالتزامهما بتشكيل حكومة وحدة وطنية في مايو المقبل، وفقاً لاتفاق السلام الموقع بين أطراف الصراع بالبلاد، في سبتمبر الماضي.

“محبة الأطفال”

وكعادة مواقفه الإنسانية، أوقف البابا فرانسيس موكبه خلال حضوره القداس البابوي في مدينة زايد الرياضية بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد أن اندفعت طفلة نحو سيارته المكشوفه، وسط حضور 135 ألف شخص.

حينها أمر البابا بإيقاف السيارة، وطلب من رجال الأمن برفع الطفلة إلى السيارة، حيث احتضنها، وسط تصفيق وتأثر الآلاف من الحضور، ليتابع بعدها طريقه نحو المنصة لإقامة القداس التاريخي في الإمارات.

وفي لفتة إنسانية أخرى خلال إحدى مقابلاته العامة، دعا البابا صبيا يبلغ من العمر 17 عامًا، مصابا بمتلازمة داون لركوب سيارته الخاصة.

“غسل أقدام المهاجرين”

وفي 30 مارس 2018، قام بابا الفاتيكان، مساء أمس الخميس، خلال قداس “العشاء الأخير”، ورتبة غسل الأرجل، يوم احتفال الكنيسة الكاثوليكية بخميس الأسرار، في أحد السجون في روما، حيث غسل أقدام 12 معتقلًا بينهم مسلمان وأورثوذكسي وبوذي.

وبعد لقاء مقتضب على انفراد مع السجناء المرضى، أحيا البابا، القداس، ثم مارس طقس غسل أقدام 12 سجينًا من سبعة بلدان مختلفة، في سجن ريجينا تشيلي للرجال في روما، على غرار ما فعله البابا القديس يوحنا بولس الثاني عام 2000، وبولس السادس عام 1964، ويوحنا الثالث والعشرون عام 1958.

“الأخوة الإنسانية”

وخلال شهر فبراير الماضي، وقع البابا فرانسيس وشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في العاصمة الإماراتية، وثيقة “الأخوة الإنسانية” خلال فعاليات لقاء الأخوة الإنسانية، الذي احتضنه “صرح زايد المؤسس”.

الوثيقة جاءت بعد بعد 10 سنوات من العلاقات المتوترة بين مشيخة الأزهر الشريف والفاتيكان، بسبب تصريحات أدلى بها البابا السابق بنديكت الـ16، وفسرت على أنها تربط بين الإسلام والعنف قبل أن تنتهي في عام 2016، عقب لقاء بين قادة المؤسستين الدينيتين الأبرز في العام، في روما.

الوثيقة الجديدة، ركزت على عدد من النقاط المهمة، أبرزها ‏التأكيد على أن الأديان “لم تكن أبدا مثيرة للعنف وإراقة الدماء”، كما تطرقت إلى عدد من القضايا والمشكلات، التي يعاني منها العالم اليوم، ‏مثل التشدد والإرهاب والفقر، ‏داعية العالم أجمع إلى ‏التكاتف من أجل التوصل إلى حلول. ‏

“صلاة البابا”

البابا فرانسيس الثاني، حرص دوما على مساندة الضحايا في شتى بلدان العالم دون النظر إلى دينهم، فأعلن عن صلاته مرة من أجل ضحايا حادث المريوطية الذي وقع في مصر نهاية العام الماضي، وضحايا مسجد الروضة في شمال سيناء، والذي وقع في نوفمبر عام 2017.

البابا فرانسيس، واصل دعمه للضحايا، من خلال صلاته لضحايا حرائق الغابات بولاية كاليفورنيا الأمريكية وبرودة الطقس بالساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، وضحايا تسونامي في إندونسيا، وسكان جزيرة “مينداناو” الفلبينية التي دمرتها الفيضانات والانهيارات الأرضية، وضحايا الهجرة غير الشرعية.