الفيصل “وُلد ملكًا”.. عن رحلته لبريطانيا وبصمتها في تاريخ السعودية

مها عطاف

وأعرب الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس الإدارة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاستراتيجية، عن سعادته بعرض الفيلم العالمي، قائلًا: “بالفعل الفيصل وُلِدَ ملكًا، واستطاع لفت أنظار العالم في سنوات عمره الأولى، وتصدى لتحديات كبيرة لأجل شعبه وأمته، وتنبأ لبلده بمستقبل باهر، فقد تربى في بيت علم، ونهل العلم والسياسة من والده الملك المؤسس عبدالعزيز، ومثَّل والده وبلده في العديد من المؤتمرات والمناسبات المهمة، بداية بدعوة الملك جورج الخامس لزيارة لندن وسنه 13 عامًا، ثم تلبيته لدعوة الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى لمؤتمر السلام في باريس”.

رؤية – مها عطاف

تشهد صالات السينما السعودية والعالمية، نهاية شهر سبتمبر من العام الجاري، عرضًا لفيلم جديد تحت اسم “وُلد ملكًا”، والذي يؤرخ زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز النادرة وهو في عمر الـ13 عام 1919، إلى بريطانيا، والتي تعتبر من المحطات التي غيرت تاريخ المملكة، خاصة أن الملك الراحل قاد بلاده بحكمة وشجاعة، وكان لمواقفه ومبادراته التاريخية تأثير مفصلي وعميق في مختلف القضايا على مستوى الوطن والمنطقة والعالم.

ويأتي فيلم “ولد ملكا”، الذي جرى تصويره بين الرياض ولندن، من إنتاج مشترك بين السعودية وإنجلترا وإسبانيا، ويخرجه الإسباني أجوستي فيلارونغا، وشارك في كتابته بدر السماري من السعودية، بالإضافة إلى ري لوريجا وهنري فرتز، وتم تصوير عدد من المشاهد التاريخية في السعودية لمدة شهر تقريبا، وهو من بطولة هيرميوني كورفيلد وإد سكرين ولورانس فوكس وجيمس فليت، إضافة إلى طفل سعودي مثل شخصية الفيصل في سن الـ8 سنوات، والممثل السعودي راكان عبدالواحد، وأكثر من 80 شابا سعوديا.

ويركز الفيلم الهوليوودي على تلبية الأمير فيصل دعوة الملك جورج الخامس لزيارة لندن التي أراد منها والده الملك عبدالعزيز إدخاله في السياسة في سن مبكرة، وكان للزيارة أهداف سياسية لتأمين المملكة والحرص على سلامتها في زمن يشهد اضطرابات بين كبريات الدول في العالم، وكان على الأمير فيصل أن يتعامل مع عدة شخصيات سياسية بارزة مثل جورج كرزون وزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث في المملكة المتحدة، وونستون تشرشل رئيس الوزراء الأسبق في المملكة المتحدة، وبشخصيته الهادئة والمتزنة استطاع الأمير السعودي أن يكون صداقات مع العديد من الشخصيات مثل الأميرة ماري ابنة الملك جورج الخامس، ويركز الفيلم أيضًا على تعريف الأجيال الناشئة بشخصية الملك فيصل بوصفه نموذجًا للقائد التاريخي الذي أفنى حياته في خدمة أبناء وطنه ونهضة بلاده.

كما عبر منتج الفيلم الإسباني أندريس غوميز، الحاصل على جائزة الأوسكار، عن سروره الكبير بإنتاج الفيلم، وقال إنه بعد إنجازه كثيرًا من الأفلام مع كبار المخرجين والممثلين في العالم تمكن من إنتاج فيلم “وُلد ملكًا”، مشيرًا إلى أن المشروع كان لمدة طويلة محل تفكير وحلم، ولم يكن ليتحقق حتى عام 2015م عندما التقى الأمير تركي الفيصل.

وينتظر الجمهور السعودي، عرض الفيلم العالمي بفارغ الصبر، حيث قاموا بتدشين هاشتاج باسم الفيلم، على موقع التدوين المصغر “تويتر”، بعد خروج التريلر الأول إلى النور.