بعد تسلم منظومة الدفاع الروسية.. كيف سيكون رد واشنطن على أنقرة؟

وليد أبوالمعارف

رؤية- محمود رشدي 

استمرت تركيا في تنفيذ صفقة التسليح الروسية التي أعلنت أنقرة شراءها عام 2017، وسط تهديد من الولايات المتحدة الأمريكية بحرمان تركيا من صفقة طائرات إف-35 المتطورة، فضلا عن فرض عقوبات، لتضرب أنقرة بتصريحات واشنطن عرض الحائط، وأعلنت وزارة الدفاع التركية، استلام الأجزاء الأولى من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس 400″، فيما سيجري تسليم القطع المتبقية، خلال الأيام المقبلة.

أتت سياسات الرئيس التركي رجب أردوغان المتخبطة بآثارها السيئة على الاقتصاد التركي المتداعي بالأساس، ففور إعلان وزارة الدفاع التركية تسلم أنقرة الأجزاء الأولى من نظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس ٤٠٠”، هبطت الليرة التركية 1.2% أمام الدولار الأمريكي، أمس، وسط مخاوف من عقوبات أمريكية تعقيباً على الإصرار التركي لإتمام الصفقة الروسية.

المنظومة الروسية تتسبب في هبوط الليرة التركية

سجلت الليرة 5.7460 مقابل العملة الأمريكية، بعد أن هبطت في وقت سابق من جلسة أمس، وفي بورصة إسطنبول تراجع المؤشر الرئيس للأسهم التركية 2.25٪، في حين هبط مؤشر القطاع المصرفي 3.2٪، بحسب وكالة “رويترز”.

وعلى المستوى التركي، تسبب إعلان بدء تسليم المرحلة الأولى من المنظومة الروسية، تراجعت الليرة التركية بنحو 2% أمام الدولار، حيث هبطت الليرة من 5.67 إلى 5.78 أمام الدولار، وسط مخاوف من فرض عقوبات أمريكية على أنقرة، بسبب معارضة الولايات المتحدة لهذه الصفقة العسكرية.

ويشير محللون اقتصاديون إلى أنّ تسليم الدفعة الأولى من هذه المنظومة يمكن أن يؤدي إلى قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات صارمة، كما حدث العام الماضي، وهو الأمر الذي قد يكون طوفاناً مدمراً للاقتصاد التركي”.

انتصار روسي

إن شراء تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية يعد انتصارا أدبيا لروسيا، كما أن موسكو نجحت في تحقيق هدفها وهو إحداث شرخ في جدار الناتو، وطالما سعت روسيا لتحقيق هذا الهدف طيلة السنوات الماضية”.

من جانبه، لم تتأخر الولايات المتحدة في الردّ على استلام تركيا منظومة الصواريخ الروسية “إس ٤٠٠”؛ إذ قال القائم بأعمال وزير الدفاع  الأمريكي، مارك إسبر: إنّ “موقف واشنطن لن يتغير، ما يشير إلى حرمان أنقرة نهائياً من الحصول على المقاتلات الأمريكية “إف ٣٥”.

وأكّد إسبر -في تصريحات له، أمس- أنّ “الولايات المتحدة لم تغير موقفها بشأن دور تركيا في برنامج الطائرة المقاتلة “إف ٣٥”، مضيفاً أنّه “سيتحدث مع وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، في وقت لاحق اليوم”.

ووصلت 4 بطاريات لهذه المنظومة الدفاعية المضاد للطائرات إلى قاعدة في العاصمة التركية أنقرة، أمس، وهي التي كلفت حكومة أردوغان 2.5 مليار دولار”.

في الوقت ذاته، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”، عن مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قوله: “نشعر بالقلق إزاء التداعيات المحتملة لقرار تركيا حيازة منظومة “إس ٤٠٠”، في إشارة إلى أنً وصول الأسلحة الروسية إلى تركيا يشكل خطراً على أمن دول الحلف.

ويخشى أعضاء الناتو، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، من أن يؤثر وصول الصفقة الروسية إلى تركيا وتواجد مسؤولين روس لتشغليها خطراً على المقاتلات الأمريكية؛ إذ يمكن للروس التجسس للوصول إلى المعلومات الدقيقة عن الأنظمة العسكرية الأمريكية ونقاط الخلل فيها.

 
إلى ذلك، دعا مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس دونالد ترامب لتوقيع عقوبات على الحكومة التركية، وإخراجها من برنامج إنتاج الطائرة الأمريكية الأحدث “إف ٣٥”، بسبب بدء استلامها منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس ٤٠٠”.

ونُشر البيان الخاص بمجلس الشيوخ الأمريكي من قبل نائبين من الحزب الجمهوري، ونائبين من الحزب الديمقراطي.

وأكد البيان، أنّ الرئيس التركي أردوغان فضل الدخول في شراكة خطيرة مع بوتين، مضحّياً بوحدة حلف الناتو، والرفاهية الاقتصادية، وأمن بلاده، بعد أن وافق على صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية  “إس ٤٠٠”.

وأشار البيان إلى أنّ هذا التوجه من الرئيس التركي يعطي رسائل مقلقة وغير مطمئنة، كما أنّه يهدّد برنامج “إف ٣٥”، داعين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتوقيع العقوبات المنصوص عليها في قانون مواجهة الدول المعادية للولايات المتحدة الأمريكية بالعقوبات  (CAATS)، كما دعا مجلس الشيوخ الأمريكي لإنهاء مشاركة تركيا في برنامج إنتاج المقاتلة الأمريكية “إف ٣٥”.