حلب.. معارك ضارية على تخوم المدينة

رؤية – محمود سعيد

وتدور منذ 14 يناير/ كانون ثاني الجاري، معارك ضارية بين قوات النظام والمليشيات متعددة الجنسيات الموالية لإيران بدعم روسي مباشر من جانب وبين الفصائل المقاتلة على عدة محاور قتال في إدلب وحلب واللاذقية من جانب آخر، أسفرت عن تقدم قوات النظام ومليشيات إيران في مناطق جنوب وشرق إدلب خصوصا، وذلك بسبب استخدام استراتيجية الأرض المحروقة في تلك المناطق الخاضعة لما يسمى” اتفاقات أستانا” والسبب الرئيسي كذلك أن تلك المناطق منبسطة ومكشوفة للطيران العسكري الروسي، أما في تخوم حلب وريفها الغربي والجنوبي، فتدور معارك طاحنة بين عناصر من الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الأجنبية الموالية لإيران ولواء القدس ضد فصائل المعارضة السورية، إلا أن الأمر في تخوم حلب مختلف كثيرا عن ريف إدلب.

حلب

المعارك العنيفة التي دارت على عدة محاور مع قوات النظام وميليشيات إيران وقوات روسيا المهاجمة، تم فيها بحسب فصائل المعارضة، تكبيدها قوات النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وفق ما أكدت مصادر عسكرية، وتمكنت الفصائل، من استعادة السيطرة على عدة نقاط على محور بيوت الصحفيين غرب حلب، بعد اشتباكات استمرت لساعات بعد تقدم قوات النظام إليها وسيطرتها على المنطقة تحت نيران القصف والتمهيد الناري المكثف.

وأوضحت المصادر العسكرية أن قوات النظام وإيران خسرت العشرات من القتلى والجرحى بهجوم معاكس من الفصائل، مؤكداً أن المنطقة باتت في قبضة الفصائل وتمكنت من استعهادتها كاملة، وكانت شنت قوات النظام وإيران هجوم ليلي على تلة الهندسة على محور الصحفيين غرب حلب وتمكنت من السيطرة على عدة نقاط، وردت فصائل الثوار بهجوم معاكس وتمكنت من استعادة السيطرة على التلة وإعادة الوضع على ما كان عليه وقتل وجرح عدد من قوات النظام في التلة.

وتستمر على محاور شويحنة والصحافيين والراشدين الخامسة غرب حلب ومحاور أخرى في محيط خلصة وخان طومان جنوب المدينة.

المليشيات الإيرانية

استقبلت المناطق اللبنانية الموالية لميليشيا حزب الله، أمس الأربعاء، جثث أولى المجموعات المشاركة إلى جانب نظام الأسد وروسيا في المعارك الدائرة على محاور الشمال السوري.

ونعت صفحات ومواقع مؤيدة لـ”حزب الله” ثلاثة من عناصر الميليشيا ادعت أنهم قُتلوا أثناء “تأدية واجبهم الجهادي”، وهم المدعو “عمار درويش” من بلدة “شوكين” في جنوب لبنان، و”عباس يونس جعفر” و”عباس طه” من “بعلبك”.

وأكد موقع “جنوبية” اللبناني المهتم بنقل أخبار الميليشيا وانتهاكاتها أن العناصر الثلاثة لقوا حتفهم في المعارك الدائرة على محاور ريفَيْ حلب الجنوبي والغربي، مشيراً إلى مشاركة “حزب الله” فيها وتعرُّضه لخسائر على إثرها.

يُذكر أن صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية نشرت مؤخراً تسجيلات لاسلكية مسربة تؤكد وجود مشاركة كبيرة للميليشيات الإيرانية في معارك إدلب وحلب، وبحسب التسجيل فإن هذه المشاركة جاءت تنفيذاً لأوامر “قاسم سليماني” قائد ميليشيا فيلق القدس قبيل مقتله.

عناصر المصالحات

في سياق متصل، أرسلت قوات نظام الأسد، خلال الأيام الماضية، تعزيزات عسكرية من عناصر التسوية في جنوب دمشق إلى محافظة إدلب وأرياف حلب للمشاركة في المعارك الدائرة ضد فصائل الثوار.

وأفاد موقع “صوت العاصمة”، أن الفرقة الرابعة في نظام الأسد أصدرت قرارا بنقل 150 عنصرا من بلدات “يلدا” و”ببيلا” و”بيت سحم” جنوبي دمشق إلى الشمال السوري.

وأضاف الموقع، أن التعزيزات تضمنت عناصر سابقين في فصائل الثوار، وتمركزت معظمها في محاور ريف حلب الغربي فيما نقل الآخرون إلى ريف إدلب الجنوبي.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن مقتل 211 عنصرا من نظام الأسد خلال الأسابيع الماضية على يد فصائل الثوار في محافظة إدلب وأرياف حلب.

تجدر الإشارة إلى، أن نظام الأسد والميليشيات الروسية عملت خلال السنوات الماضية على زج أبناء مناطق المصالحات (السنة) في الخطوط الأمامية ضد فصائل الثوار في إدلب وحلب بهدف استخدامهم كدروع بشرية.

اتفاق فصائلي

فيما كشفت وسائل إعلام محلية عن اتفاق بين “هيئة تحرير الشام” وحركة “نور الدين الزنكي”، المنضوية في صفوف الجيش الوطني السوري، يقضي بالسماح للأخيرة المشاركة بمعارك ريف حلب الغربي. ونقلت صحيفة “عنب بلدي” عن مصدر حضر الاجتماع وصفته بالخاص، أن الطرفين اتفقا على تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم مقاتلي ريف حلب الغربي الموجودين في الريف الشمالي. وبيّن المصدر أن الغرفة المشتركة ستتولى مهمة تقديم السلاح الثقيل والخفيف للمقاتلين، الذين سيبدؤون بالتوجه إلى جبهات القتال غداً.

ويأتي الاتفاق بعد مطالبة مقاتلين من أبناء ريف حلب الغربي، منضوين ضمن حركة نور الدين الزنكي وفصائل أخرى، بالسماح لهم بالوصول إلى جبهات القتال مع قوات الأسد، بعد رفض تحرير الشام السماح بمرورهم من ريف حلب الشمالي. يُذكر أن جبهات ريف حلب تشهد تصعيداً عسكرياً من نظام الأسد وروسيا، مصحوباً بهجوم بري بدعم من الميليشيات الإيرانية، وسط تصدي من الفصائل، في مقدمتها الجبهة الوطنية للتحرير.