كورونا اليمن.. الميليشيات الحوثية تتسبب في كارثة إنسانية

ترجمات رؤية

رؤية – محمود سعيد

يواصل وباء كورونا حصد المزيد من أرواح سكان العاصمة اليمنية صنعاء والمناطق  التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية الحوثية الموالية لإيران، الوباء خرج عن السيطرة في تلك المناطق بسبب ضعف وانهيار القطاع الصحي، وبسبب إنكار المليشيات وجود فيروس كورونا والتكتم على أعداد المصابين والوفيات، ويشهد اليمن، وفق التقارير الأممية أعلى معدلات الوفيات بالفيروس على مستوى العالم.

ميليشيات الحوثي أقرت ضمنًا، بتفشي الفيروس في مناطق سيطرتها، دون الإفصاح عن أعداد المصابين والمتوفين، وزعمت أن عدم دقة وكفاءة المحاليل والمسحات المرسلة إليهم من قبل منظمة الصحة العالمية، أثر على نتائج الفحوصات، أما عدد الإصابات في صنعاء، بلغ حتى العشرين من مايو الماضي 2600 حالة إصابة، فيما بلغت الوفيات جراء الوباء 320، وذلك بحسب مركز العاصمة الإعلامي، وهذه الأرقام والمعلومات جمعت اعتماداً على التواصل مع عائلات متوفين وسكان وأطباء ومسؤولين في مقابر العاصمة، إضافة إلى مسؤولي منظمات عاملة بشكل وطيد مع الحوثيين.

ترك مصابي كورونا بلا علاج

من جهتها، اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بتعمد ترك مصابي كورونا بلا علاج، وطالبت بتحقيق دولي في تفشي الفيروس بمناطق الحوثيين، كما اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بارتكاب جرائم إبادة بحق سكان صنعاء، وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قال: “الحوثيون تركوا مصابي فيروس كورونا في صنعاء في صراع مع الموت بمنازلهم واضطرتهم لعدم الذهاب للمستشفيات خوفًا من تصفيتهم، ما يحدث في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين هي “جرائم إبادة جماعية” لليمنيين الذين يموتون بالمئات يوميًا بصمت”.

غلق عيادات صنعاء

ميليشيات الحوثي شنت كذلك حملة واسعة من أجل إغلاق مرافق ومنشآت صحية في صنعاء لمنعها من تقديم خدمات لمرضى يعانون من أعراض كوفيد 19، وأفادت مصادر طبية أن الميليشيات أغلقت 27 عيادة وصيدلية في مديرية معين بالعاصمة بذريعة استقبالها حالات تشكو من أعراض كورونا، فيما خصصت أماكن للعزل الصحي، معتبرة أنه “ليس من اختصاص تلك العيادات استقبال المصابين”.

أطباء في صنعاء قالوا إن حملة الميليشيات الموالية لإيران جاءت بعد ملاحظة إقبال كبير من المواطنين المصابين بأعراض مطابقة لأعراض الفيروس المستجد على العيادات لتلقي العناية الطبية، بعد إغلاق المستشفيات ومراكز العزل في وجوههم، كما أشارت المصادر إلى أن مراكز العزل المخصصة من قبل الميليشيات ترفض استقبال أي شخص تظهر عليه أعراض الفيروس التاجي أو حتى من يشكو من الإنفلونزا العادية.

دمار 60 % من المنشآت الصحية

وزير الصحة اليمني ناصر باعوم، قال إن الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة أدى إلى تدمير وإلحاق الضرر بنحو 60% من المنشآت الصحية في البلاد، ما أفقدها القدرة على مواجهة انتشار العديد من الأوبئة الفتاكة وعلى رأسها فيروس كورونا.

ودعا باعوم، في بيان، المنظمات والدول المانحة كافة لدعم اليمن، والبدء بدعم القطاع الصحي، ضمن خطة الاستجابة الإنسانية العاجلة، لرفع قدرة القطاع وتمكينه من مواجهة التحديات القائمة، وأكد أهمية حشد التمويل للمشاريع والبرامج الإنسانية في اليمن، داعياً لتوفير مستشفيات ميدانية وتدريب الكوادر الطبية في مواجهة الأوبئة والحميات، وتقديم أجهزة فحص PCR ومحاليلها وأجهزة التنفس الصناعي وألبسة الحماية والوقاية بكميات كافية تتناسب مع حجم التحديات، ضمن خطة الاستجابة الطارئة.

كورونا يفتك بقيادات حوثية

أفادت مصادر طبية في صنعاء، بأن القيادي الحوثي عبدالرحمن القادري وكيل وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين، توفي إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، الذي تفشى بشكل كبير في العاصمة ومناطق سيطرة ميليشيات الحوثي.

كما أكدت المعلومات بحسب “العربية” وفاة عبد الرحمن حسن الحسني، وكيل وزارة الشباب والرياضة بفيروس كورونا، وذلك في وقت تواصل فيه الميليشيات التكتم على عدد الإصابات ووفيات كورونا في صنعاء.

امتلاء المقابر

في سياق متصل، أُعلِن في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن امتلاء مقبرة خزيمة، كبرى المقابر في العاصمة اليمنية، ويُرجح أن يكون ذلك الأمر بسبب استقبالها لمئات المتوفين بفيروس كورونا المستجد خلال الأيام الماضية.

ودعا إعلان وُضِع على مدخل المقبرة أهالي المتوفين لتوجيه الجنائز إلى مقابر بديلة، مثل مقبرة عطان ومقبرة الأحمر ومقبرة ماجل الدمة، في مؤشر يبين الوضع الذي باتت عليه صنعاء وانفجار أعداد المتوفين بفيروس كورونا بشكل غير متوقع في ظل استمرار ميليشيات الحوثي بسياسة التعتيم، ما أسهم في عدم التزام المواطنين بالإجراءات والتدابير الوقائية، وفق اتهامات ناشطين.

وأكد ناشطون يمنيون أن الإعلان عن امتلاء مقبرة خزيمة الشهيرة وسط صنعاء وعدم وجود مساحات إضافية لدفن الموتى، يأتي في ظل زيادة عدد الوفيات جراء تفشي كورونا الذي ترفض ميليشيات الحوثي الكشف عن عدد الإصابات والوفيات به في مناطق سيطرتها.