«COP28» فرصة لوضع الخطط الملزمة بخفض انبعاثات غازات الدفيئة

حسام أحمد

تشير تقارير الأمم المتحدة بشأن المناخ إلى أن الظواهر الجوية المتطرفة من بين الأسباب الكامنة وراء الارتفاع العالمي في معدلات الجوع وسوء التغذية.


حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، من تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية ما لم يخفض العالم انبعاثات غازات الدفيئة في العقود المقبلة.

وقالت اللجنة إن استمرار الاحترار العالمي سيجعل العواقب المناخية أكثر شدة، ما يسعى العالم إلى تجنبه وهو يستعد للمشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي تستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر المقبل.

مخاطر استمرار الاحترار العالمي

وصلت تركيزات غازات الدفيئة إلى أعلى مستوياتها منذ مليوني سنة، وهي مستمرة في الارتفاع، ونتيجة لذلك، زادت درجة حرارة الأرض بنحو 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه في القرن 19، وفق ما أوردته شبكة سكاي نيوز.

وتشير تقارير الأمم المتحدة عن المناخ إلى أن كل عقد منذ ثمانينات القرن الماضي كان أكثر دفئًا من العقد السابق له، وتشهد جميع مناطق اليابسة تقريبًا المزيد من الأيام الحارة وموجات الحر، وتجعل درجات الحرارة المرتفعة العمل في الهواء الطلق أكثر صعوبة، وتشتعل حرائق الغابات بسهولة أكبر وتنتشر بسرعة أكبر عندما تكون الأجواء أكثر سخونة.

اقرأ أيضًا| محمد بن زايد يبحث مع أردوغان تعزيز علاقات التعاون المشترك

الأعوام الأكثر دفئًا على الإطلاق

يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تبخر المزيد من مياه البحار، وبالتالي هطول أمطار غزيرة وحدوث فيضانات مدمرة، وكذلك تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، وزيادة مخاطر الجفاف في ما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي في المحاصيل، ويزيد الجفاف من ضعف النظم البيئية، ويمكن أن يثير أيضًا عواصف رملية وترابية مدمرة قد تنقل مليارات الأطنان من الرمال عبر القارات.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إن الأعوام الـ8 الماضية كانت الأكثر دفئًا على الإطلاق، في حين بلغت تركيزات غازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، ذروتها، وحذرت المنظمة من الذوبان السريع للأنهار الجليدية في العالم خلال العام الماضي، من دون القدرة على لجم الوضع في ظل بلوغ مؤشرات تغيّر المناخ مجددًا مستويات قياسية.

اقرأ أيضًا| خلال اتصال هاتفي.. رئيسا الإمارات وكازاخستان يبحثان العلاقات الثنائية

أكبر تهديد صحي للبشرية

ذكر تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن متوسط درجة الحرارة العالمية خلال عام 2022 كان أعلى بـ1.15 درجة مئوية فوق المعدل للسنوات ما بين عامي 1850 و1900.

وشهدت الأنهار الجليدية المرجعية في العالم، أي تلك التي لها بيانات على المدى الطويل، خسارة في السماكة بمتوسط يزيد على 1.3 متر بين أكتوبر 2021 وأكتوبر 2022، وهي خسارة أكبر بكثير من المتوسط على مدى العقد الماضي، في حين بلغت الخسائر التراكمية لسماكة الجليد منذ العام 1970 ما يقرب من 30 مترًا.

وتشير تقارير الأمم المتحدة بشأن المناخ إلى أن الظواهر الجوية المتطرفة من بين الأسباب الكامنة وراء الارتفاع العالمي في معدلات الجوع وسوء التغذية، ويعد تغيّر المناخ أكبر تهديد صحي يواجه البشرية، من خلال تلوث الهواء، والأمراض، والظواهر الجوية الشديدة، والتهجير القسري، والضغوط على الصحة العقلية، ووفق منظمة الأمم المتحدة، تودي العوامل البيئية بحياة نحو 13 مليون شخص سنويًّا.

ربما يعجبك أيضا