” Darkest Hour”.. تشرشل يخطط للحرب في مترو الأنفاق

أماني ربيع

أماني ربيع

يبدو أن فيلم “Darkest Hour” سيكون فرس الرهان الأوفر حظا في موسم الجوائز لعام 2018، وقد سحب البساط بقوة من فيلم كريستوفر نولان “Dunkirk” رغم أن موضوعهما هو الحرب العالمية الثانية، لكن إذا كان نولان اختار معركة في الميدان فقد اختار المخرج جو رايت كواليس الحرب وما كان يدور في أروقة رئاسة الوزراء والبرلمان في بريطانية في ساعة حالكة بدا فيها الزعيم النازي أدولف هتلر وكأنه لا يقهر.

في ذلك الوقت عام 1940، دخل إلى الساحة وإلى التاريخ السياسي البارع والمخضرم وينستون تشرشل ليصنع فارقا في ميزان الحرب، التي كانت في أيامها الأولى.

أجاد النجم المخضرم دور وينستون تشرشل ونال عنه جائزة جولدن جلوب لهذا العام، ويبدو أنه الممثل الذي سيتوج بجائزة أحسن ممثل أيضا، في اعتراف متأخر بموهبته الجبارة.

ورغم أن ميزانيته لم تتعد 30 مليون دولار إلا أن الفيلم حقق في شباك التذاكر العالمي منذ طرحه يوم 22 ديسمبر 2017 نحو 57 مليون دولار، وحاز بحفاوة نقدية كبيرة، وحصل على 85% على موقع Rotten Tomatoes، وهو من إنتاج استوديوهات “فوكس” وكتابة أنطوني مكارتني، ويشارك جاري أولدمان البطولة سكرين سكوت توماس في دور زوجة تشرشل كلمنتين وليلي جيمس في دور سكرتيرة تشرشل، إلى جانب ستيفن ديلان وبن مندلسون.

نحن في بداية اندلاع الحرب وتحديدا مايو 1940والكل مأخوذ ومشلول عاجز عن اتخاذ القرار، لم يعد الشعب ولا القيادة السياسية واثقين في رئيس الوزراء الحالي نيفيل تشامبرلين، وكانت أوروبا في حالة من الفوضى والرعب، فقد أطاح جيش النازي بالدنماركيين والهولنديين والبلجيكيين، وانهارت القوات البريطانية في أوسلو، ولم يكن الحال بأفضل منه في فرنسا ولم يجد ملك بريطانيا جورج السادس أمامه إلا تكليف تشرشل برئاسة الوزراء في ساعة حرجة سيطر فيها النازي على أوروبا تقريبا، وكان أمامه خياران إما مواصلة الحرب ضد هتلر وإما اللجوء إلى التفاوض.

ومع كل فيلم يتناول أحداثا تاريخية حقيقية يبرز السؤال إلى أي حد كان الفيلم أمينا على ما حدث بالفعل، وإلى أي حد تلاعب المؤلف بالحقائق من أجل الدراما، نستعرض معكم إجابة السؤال فيما يخص فيلمنا:

في ذلك الوقت وقبل حادث بيرل هاربر بشهور، كانت الولايات المتحدة تلتزم موقف الحياد في هذه الحرب وتشاهد من بعيد، ظهرت في الفيلم مكالمة تليفونية بين تشرشل والرئيس الأمريكي تيودور روزفلت، ولم تكن التفاصيل فيما يتعلق بتلك المكالمة دقيقة جدا، هذا إذا ذكرنا أن خطوط الاتصال الساخنة بين رؤساء الدول لم توجد إلا بحلول عام 1943.

وفيما يتعلق بقرار الحرب، تؤكد الحقائق التاريخية إنه لم يكن هناك صراخ حول قرار مواصلة الحرب كما ظهر في الفيلم، وإنما أحاديث جانبية تنصح بتوخي الحذر والتحلي بالحكمة مع شخص مثل هتلر من أجل التوصل لحل يجنب البلاد كارثة.

لكن تشرشل فعلا وكما جاء في الفيلم لم يقتنع بعقد اتفاق مع هتلر وكانت حجته أنه لا يثق في التزام هتلر بأي اتفاق أو هدنة.

في واحد من المشاهد المهمة نرى تشرشل وسط مجموعة من المواطنين البريطانيين داخل عربة بمترو الأنفاق وهو يتحاور معهم بشأن الحرب ويستطلع رأيهم هل تواصل بريطانيا أم لا، ويجد مواطنيه متحمسين لمواصلة الحرب ويرفضون الاستسلام والخضوع لهتلر، يبدو لمشهد وكأنه فانتازيا من وحي خيال كاتب السيناريو فهل حدث هذا المشهد بالفعل؟

يوضح السيناريست أنطوني مكارتني أن الموقف نفسه لم يحدث بالتفاصيل ذاتها، لكنه جاء استنادا لمواقف مشابعهة حدثت بالفعل.

وقال: إن تشرشل خلال الحرب كان يختفي فجأة ليظهر فجأة في مكان عام مع المواطنين في قلب لندن، كان يريد أن يعرف فيما يفكرون.

ورغم تصدر تشرشل المشهد السياسي في بريطانيا بمنصب رفيع إلا أن أوضاع بيته المالية لم تكن جيدة فدخله لا يغطي احتياجات بيته، خاصة وأنه كان يهوى الحياة الفاخرة، وحتى كتاباته السياسية لم تف بالغرض، فهو كاتب مهم منذ أول كتاب نشره عن تجربته كضابط في الجيش البريطاني بالسودان في نهاية القرن 19، ورأينا في الفيلم حرصه على اختيار الكلمات المناسبة دوما، وحبه للكتابة.

لكن لم يكن تشرشل سكيرا كان يحب الخمر لكنه يمزجها بالماء لتخفيف تأثير الكحول.

لم تكن علاقة الملك جورج السادس جيدة بتشرشل في البداية فقد كان مؤيدا لسلفه تشمبرلين، وذلك بسبب رفض تشرشل قرار الملك إدوارد بالتنازل عن العرش للزواج من الأمريكية واليس سيمبسون، لكن بمرور الوقت ومع تنامي ثقة الملك في تشرشل وقدرته على إدارة دفة الأمور تحسنت العلاقات.

ولا ننسى خطاب تشرشل الملهم والحماسي الذي جعل البريطانيين يؤمنون بالنصر: “سندافع عن جزيرتنا مهما كان الثمن، سنحارب على الشواطئ، لن نستسلم أبدًا، سنقاتل على البر، سنقاتل على البحر، وسنقاتل في الجو، سنقاتل على شواطئنا وفي ودياننا، سنحارب من قرية إلى قرية، ومن بيت إلى بيت حتى يكتب الله لنا النصر”.

جاري أولدمان في دور تشرشل

كريستين سكوت توماس في دور كلمنتين زوجة تشرشل

ليلي جيمس في دور إليزابيث لايتون سكرتيرة تشرشل
بن مندلسون في دور ملك بريطانيا جورج السادس
https://www.youtube.com/watch?v=4pNOCzV5jG0
https://www.youtube.com/watch?v=MkTw3_PmKtc

ربما يعجبك أيضا