ضعف شعبية قادة مجموعة «السبع».. كيف سيؤثر على نجاح أو فشل القمة؟

هالة عبدالرحمن

هذه القمة مهمة للغاية، في ظل تحديات متعددة يواجهها العالم، وإذا فشلت فسيجري تقوية المعسكر المعادي، ومن بينهم الصين.


في ظل تصاعد الاستقطابات الدولية الحادة على وقع الأزمة الأوكرانية، سيناقش الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وحلفاؤه قادة مجموعة الـ7 سبل معاقبة روسيا.

وبحسب “سي إن إن”، سيكون التركيز الأكبر لقمة مجموعة الـ7، المنعقدة، اليوم الأحد 26 يونيو 2022، في جبال الألب البافارية، على إدارة تحديات الاقتصاد العالمي، وكيفية الرد على قمة مجموعة “بريكس” برئاسة بكين، التي شكلت تكتلًا دوليًّا مساندًا لموسكو  ضد الغرب.

عقوبات جديدة ضد موسكو

قال الرئيس الأمريكي، عبر تويتر، صباح اليوم: “إن قادة مجموعة الـ7 اتفقوا على إعلان حظر استيراد الذهب الجديد من روسيا”، والذهب هو ثاني أكبر تصدير لروسيا بعد الطاقة.

وصرح منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي: “ستكون أول فاعلية لبايدن، اليوم، هي اجتماع ثنائي مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، تليها الجلسة الافتتاحية لمجموعة الـ7 التي تركز على القضايا الاقتصادية العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب الأوكرانية”، بحسب “سي إن إن”.

مواجهة التحديات العالمية

أضاف كيربي: “أعتقد أن القادة سيبحثون أولًا كيفية توقيع عقوبات جديدة ضد بوتين وإيلامه اقتصاديًّا، وثانيًا التقليل قدر الإمكان من تأثير ارتفاع أسعار النفط، والطريقة التي استخدم بها الطاقة كسلاح ضغط في جميع أنحاء العالم”.

ووفقًا لـ“سكاي نيوز” فإن مجموعة الـ7 تواجه تحديات الحرب والمجاعة والتضخم الجامح والركود وأزمة الطاقة، وإذا فشل قادة المجموعة في مواجهة هذه التحديات فإن العالم سيفقد الثقة في قيادة تلك البلدان الليبرالية، وقدرتهم في الدفاع عن القيم التي يؤمنون بها.

تقدم عسكري لموسكو يحرج بايدن

ضربت صواريخ روسية العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الأحد، بعد يوم من سقوط مدينة سيفيرودونيتسك شرق أوكرانيا في يد القوات الموالية لروسيا في انتكاسة كبيرة لأوكرانيا وإحراج لموقف زعماء العالم في أوروبا، الذين يناقشون فرض المزيد من العقوبات ضد موسكو، حسبما أفادت “رويترز”.

ويشكل استيلاء روسيا على سيفيرودونتسك بداية محرجة لقادة القمة، بعدما سيطر بوتين على جزء كبير من منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، وسيؤدي التقدم الروسي إلى زيادة حدة الانتقادات الموجهة إلى بايدن لعدم قيامه بما يكفي لقيادة معركة الغرب العسكرية ضد بوتين.

ضعف شعبية قادة مجموعة الـ7

يتعرض قادة مجموعة الـ7، المملكة المتحدة وأمريكا وكندا واليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، إلى ضغوط للحفاظ على حملة الضغط ضد بوتين، مع مواجهة التضخم المتزايد الذي كلف بعض القادة سقوطًا سياسيًّا في الداخل، وأوضحت “سكاي نيوز” في تقريرها، أن الغرب منقسم حول أوكرانيا، ويعاني من ضعف القيادة.

وتتمثل هذه التحديات في مواجهة رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، دعوات للاستقالة بعد هزيمتين في الانتخابات الفرعية، بينما فشل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في الحصول على أغلبية بالبرلمان الفرنسي، وتراجعت نسبة تأييد بايدن إلى 36%، بفارق 3 نقاط فقط عن أدنى مستوى سجله دونالد ترامب على الإطلاق.

في مواجهة قمة البريكس

حسبما أفادت “سكاي نيوز”، تأمل ألمانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة الـ7، ألا تقتصر محادثات المجموعة على الأزمة في أوروبا الشرقية، وقال شولتز: “إن الحرب يجب ألا تؤدي بمجموعة الـ7 إلى إهمال مسؤوليتنا عن التحديات العالمية مثل أزمة المناخ والوباء”،

وأوضح المستشار الألماني أنه إذا لم تدعم مجموعة الـ7 الدول الفقيرة، فإن “قوى مثل روسيا والصين ستستفيد من ذلك”، وتمثل قمة “البريكس”، التي ضمت قادة كل من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، دورًا موازيًا لمجموعة الـ7 وحتى المنظومة الأوروبية.

وجاء إعلان بكين للقمة 14 لدول “بريكس”، الذي نشر، في 24 يونيو، على الموقع الإلكتروني للقمة، “تمكين وإصلاح النظام المتعدد الأطراف، يتمثل في جعل أدوات الحوكمة العالمية أكثر شمولًا وتشاركية، وتعزيز مشاركة أكثر نشاطًا وذات مغزى من البلدان النامية، في عمليات وهياكل صنع القرار العالمية”.

جدول أعمال القمة

نتقسم أجندة قمة مجموعة الـ7 إلى جلسة المناقشة الأولى وتشمل غداء العمل ومناقشة الوضع الاقتصادي العالمي، وجلسة المناقشة الثانية عن البنية التحتية والاستثمارات، وجلسة المناقشة الثالثة تشمل عشاء عمل ومناقشة السياسة الخارجية والأمنية، خاصة روسيا والعقوبات، وغيرها من الجلسات بشأن الطاقة النظيفة والتغير المناخي والوباء.

وفي نهاية قائمة طويلة لجدول أعمال القمة، ربما تأتي قضية تغير المناخ، فيجب على مجموعة الـ7 أيضًا معالجة أزمة الغذاء الناجمة عن الحرب التي تتحد مع تغير المناخ لتهديد العالم بأزمات ومجاعات، وحذرت “يونيسف” من “موت جماعي للأطفال دون سن الخامسة في إفريقيا التي تشهد أسوأ أزمة جفاف منذ عقود”، وفقًا لـ”سكاي نيوز”.

أهمية القمة

خيبت مجموعة الدول الـ7 آمال العالم بالتزاماتها الفاترة عندما اجتمعت في كورنوال ببريطانيا العام الماضي، لكن حتى هذه التعهدات المخففة قد يجري تخفيفها أكثر، فيما تقود ألمانيا جهودًا لتأجيل خطط إنهاء تمويل مشاريع الوقود الأحفوري في الخارج.

وأوضحت “سكاي نيوز” أن هذه القمة مهمة للغاية، في ظل تحديات متعددة يواجهها العالم، وإذا فشلت فسيجري تقوية المعسكر المعادي، ومن بينهم الصين، ومن المرجح أن تنتشر الاضطرابات التي حدثت في الشهور القليلة الماضية وتزداد سوءًا.

ربما يعجبك أيضا