قائد الجيش البريطاني يحذر: نفعل كل ما في وسعنا لتجنب حرب عالمية ثالثة

آية سيد
الجيش البريطاني

حذر قائد الجيش البريطاني، الجنرال باتريك ساندرز، من أن بلاده والدول الحليفة تواجه "لحظة 1937" في ظل تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية.


حذر القائد الجديد للجيش البريطاني من أن بلاده والدول الحليفة تواجه “لحظة عام 1937” في إشارة إلى توقيت انفجار الصراع مع الزعيم النازي، أدولف هتلر، وخططه التوسعية.

وقال الجنرال باتريك ساندرز الذي أصبح رئيسًا للأركان في يونيو 2022، إنه يجب فعل كل ما يمكن لتجنب اندلاع حرب عالمية ثالثة، بحسب ما أوردت شبكة سكاي نيوز البريطانية، بالتزامن مع التوقعات بإعلان رئيس الوزراء، بوريس جونسون، زيادة الإنفاق الدفاعي.

لحظة 1937

قائد الجيش البريطاني باتريك ساندرز

 

طموحات بوتين التوسعية

من المقرر أن يتحدث ساندرز أمام المؤتمر السنوي للجيش، اليوم الثلاثاء 28 يونيو 2022، وبحسب مقتطفات وزعت على وسائل الإعلام من كلمته المنتظرة، حذّر رئيس الأركان البريطاني من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، و”طموحاته التوسعية” يشكل التهديد الأكبر على السيادة والديمقراطية، وحرية العيش دون عنف.

وأضاف أن تركيزه الوحيد هو “تعبئة الجيش للمساعدة في منع انتشار الحرب في أوروبا” عن طريق الاستعداد للقتال والانتصار إلى جانب حلفاء وشركاء الناتو. ومن المتوقع أن يطرح ساندرز أيضًا رؤيته بشأن كيفية التكيّف مع التهديد الذي تفرضه روسيا، مع التركيز بصورة أكبر على إعادة بناء مخزونات الأسلحة التي جرى تفريغها منذ نهاية الحرب الباردة.

تجنب حرب عالمية جديدة

بحسب المقتطفات، يقول ساندرز إن خطوة التعبئة ستتطلب من كل الرتب العسكرية “الاستعداد، والتدريب الجاد والمشاركة”، مضيفًا أن هذه بمثابة “لحظة 1937” في إشارة إلى الفترة الحاسمة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. موضحًا في الوقت ذاته “لسنا في حرب، لكن يجب أن نتحرك سريعًا لكي لا ننجر إلى حرب من خلال الفشل في احتواء التوسع الإقليمي”.

وأضاف “سأفعل كل ما بوسعي لضمان أن يلعب الجيش البريطاني دوره في تجنب الحرب”. ولفتت سكاي نيوز إلى أن التحدي يتمثل في تحديث الجيش، وتبني التكنولوجيات الحديثة مثل الحرب السيبرانية، والصواريخ بعيدة المدى، إلى جانب الاحتفاظ بالمهارات التقليدية للجنود.

زيادة الانفاق على الجيش البريطاني

وفق سكاي نيوز، من المتوقع أن يكرر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الدعوة إلى زيادة الإنفاق على القوات المسلحة بداية من العام 2025. وفي هذا الشأن، نقلت القناة عن مصدر في وزارة الدفاع أنه “من المتوقع أن يشدد الوزير على أنه بما أن التهديد تغيّر، يجب على الحكومات الاستعداد لإبقاء شعوبها آمنة”.

وقال مصدر آخر “نحن لا نعلق على التسريبات المزعومة. لطالما قال وزير الدفاع ورئيس الوزراء إن الحكومة سترد على أي تغييرات في التهديد، لهذا السبب تلقت وزارة الدفاع في 2020 تسوية دفاعية قياسية”.

«لحظة 1937»

لحظة 1937

رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين

في 28 مايو 1937، أصبح نيفيل تشامبرلين رئيسًا لوزراء بريطانيا. وعندما كانت أوروبا على شفا الحرب العالمية الثانية، اتبع تشامبرلين “سياسة الاسترضاء” مع ألمانيا، في محاولة لمنع هتلر من جر أوروبا إلى حرب عالمية جديدة، وفق تقرير لصحيفة دايلي تليجراف.

وكان تشامبرلين يأمل في منع الحرب بأي ثمن. وقال: “طالما لم تبدأ الحرب، يوجد دائمًا أمل في منعها،” واصفًا نفسه بأنه “رجل سلام” وأن الصراع المسلح يمثل كابوسًا بالنسبة له.

ولكن في أواخر 1938، انهارت المفاوضات بين هتلر وتشامبرلين، وبدأت الحرب العالمية الثانية في 1 سبتمبر 1939، بغزو ألمانيا لبولندا، ما حثّ الحلفاء، بريطانيا وفرنسا، على إعلان الحرب على ألمانيا بعدها بيومين.

معاهدة ميونيخ

في 30 سبتمبر 1938، توصلت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا إلى تسوية سمحت للألمان بضم إقليم السوديت التابع لتشيكوسلوفاكيا، بحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، وكان الإقليم يضم نحو 3 ملايين شخص من أصول ألمانية، وفي مايو 1938 أصبح واضحًا أن هتلر يخطط لاحتلال الدولة.

ولذلك، حاول تشامبرلين تجنب الحرب، وسافر إلى ألمانيا 3 مرات لمقابلة هتلر. وفي آخر رحلة إلى ميونيخ، توصل تشامبرلين إلى اتفاقية مع هتلر تسمح له بضم أجزاء من تشيكوسلوفاكيا مقابل إنهاء التوسع النازي. ولكن بعدها بـ6 أشهر، نكث هتلر وعوده وأمر قواته بالتقدم نحو العاصمة التشيكية، براج. وفي غضون عام، كانت بريطانيا وفرنسا في حرب مع ألمانيا.

ربما يعجبك أيضا