شهادة «استثنائية» تدين ترامب بالاقتحام المسلح لمقر الكونجرس

رنا أسامة

وصفت هاتشينسون سلوك ترامب يوم اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021 بأنه كان غير أمريكي وغير وطني.


أدلت الموظفة رفيعة المستوى السابقة في البيت الأبيض، كاسيدي هاتشينسون، بشهادة تدين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في حادثة اقتحام مبنى الكابيتول، مقر الكونجرس.

هاتشينسون قالت في شهادتها أمام لجنة التحقيق في الحادثة بمجلس النواب، أمس الثلاثاء 28 يونيو 2022، إن ترامب كان على علم بوجود أسلحة مع بعض أنصاره، ومع ذلك حثهم على اقتحام المبنى، في محاولة لإلغاء نتائج انتخابات عام 2020 الرئاسية، حسب نيويورك تايمز، لكنه ينفي.

شهادة استثنائية

بصوت هادئ، تحدّثت هاتشينسون، 26 عامًا، عن كيفية فشل محاولات منع ترامب من التحريض على العنف أو إقناعه بإنهائه، ومخاوف كبير محامي البيت الأبيض من ارتكاب ترامب جرائم وهو يقود البلاد إلى “حافة أزمة دستورية”، وذلك في شهادة وصفتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأنها استثنائية، حتى بمعايير ترامب المخالفة للقواعد خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إن هاشينستون، التي عملت مستشارة رئيسة لرئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، أدلت بتفاصيل مهمة حول سلوك وتصريحات ترامب قبل وفي أثناء اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، لمنع التصديق على فوز المرشح الديموقراطي وقتها جو بايدن بانتخابات الرئاسة.

 

شهادة هاتشينسون تدين ترامب في اقتحام الكابيتول

هاتشينسون: كان رئيسًا مختلًا

استندت شهادة هاتشينسون إلى محادثات قالت إنها سمعتها في الجناح الغربي للبيت الأبيض الذي يضم المكتب البيضاوي ومكاتب الفريق الرئاسي، بجانب روايات مسؤولين كبار، لترسم شهادتها صورة لرئيس “مختل ومهووس بالسلطة ومستعد لتأجيج العنف طالما أنه لن يطاله”، على حدّ وصف نيويورك تايمز.

ووصفت هاتشينسون سلوك ترامب في 6 يناير بأنه كان “غير أمريكي” و”غير وطني”، قائلة: “أتذكر شعوري بالإحباط وخيبة الأمل. لقد كنت حزينة للغاية”، مُضيفة: “بصفتي مواطنة أمريكية، شعرت بالاشمئزاز. كان سلوكًا غير وطني وغير أمريكي. كُنا نشاهد مبنى الكابيتول يُهدم بسبب كذبة. ما زلنا نكافح من أجل نسيان تلك المشاعر”.

ترامب طلب الانضمام إلى مسيرة الكابيتول

تُعد هاتشينسون إحدى الجمهوريين وموظفي البيت الأبيض السابقين المُتعاونين مع تحقيقات الكونجرس، لكنها أول من يُدلي بشهادة مباشرة في القضية. وخلال جلسة الاستماع السادسة التي أعلن عنها على عجل أمس، شهدت بأن ترامب وكبار موظفيه كانوا على علم باحتمال اندلاع أعمال عنف، لكنهم مضوا قُدمًا في تنظيم المسيرة التي انضم إليها مُسلحون بسكاكين ورذاذ فلفل ومسدسات صعق كهربائي وبنادق.

وبحسب شهادة هاتشينسون، قال ترامب حينها إن المُسلّحين الحاضرين “ليسوا هنا لإيذائي” وإنه لا يعبأ بامتلاكهم أسلحة، طالبًا الانضمام شخصيًّا إلى مسيرة الكابيتول. وزعمت أن ترامب كان علِم بإبعاد عناصر استخبارية لبعض مؤيديه لأنهم كانوا مسلحين، لكنه دعا لإبعاد الأجهزة الأمنية وملء مساحة التجمع الرسمية بكل سعتها، مشددة على القول إنه ردد مرارًا “إنهم ليسوا هنا لإيذائي” ويجب “السماح لهم بالدخول”.

لجنة6 يناير تحقق في اقتحام الكابيتول

تحذيرات سابقة: مسيرة الكابيتول خطر على إرث ترامب

روت هاتشينسون في الجلسة التي استمرت ساعتين، أن مسؤولين كبارًا حذروا مرارًا وتكرارًا من أن مسيرة ترامب في 6 يناير قد تخرج عن السيطرة، بمن فيهم مدير الاستخبارات الوطنية، جون راتكليف، الذي حذّر من أن الحدث قد يكون “خطيرًا على إرث الرئيس”، وكذلك المحامي بات سيبولوني، الذي أعرب عن مخاوفه من أن الأمر سيبدو كأن البيت الأبيض يُحرّض على أعمال شغب.

واستذكرت هاتشينسون قول ميدوز، قبل أيام من الهجوم، إن الأمور “قد تسوء إلى حد كبير جدًّا”. مع ذلك، في صباح يوم 6 يناير، عندما أُبلغ ميدوز بأن الحاضرين في تجمع ترامب بحوزتهم أسلحة وسكاكين وأسلحة أخرى، بالكاد أبعد عينيه عن شاشة هاتفه وسأل “أي شيء آخر؟”، وفق شبكة “بي بي سي” البريطانية.

ترامب رفض دعوة أنصاره للتراجع عن الشغب

قالت هاتشينسون إنه في يوم اقتحام الكابيتول، رفض ترامب جهود مساعديه وأفراد أسرته، منهم ابنته إيفانكا، لإصدار بيان يدعو فيه أنصاره للتراجع. بدلًا من ذلك، غرّد عبر تويتر مهاجمًا نائبه مايك بنس، الذي كشفت تحقيقات لجنة 6 يناير أنه كان يبعُد 40 قدمًا عن مثيري الشغب في مبنى الكونجرس، بحسب نيويورك تايمز.

وشهدت بأنها استمعت إلى محامي البيت الأبيض، بات سيبولوني، يقول لميدوز، عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول: “نحن بحاجة إلى التحرك. إنهم يدعون حرفيًّا إلى شنق نائب الرئيس”، فرد عليه الأخير: “يعتقدون أن مايك (بنس) يستحق ذلك. إنهم لا يعتقدون أنهم يرتكبون أي خطأ”، على حد قولها.

اقتحام الكابيتول

ترامب: أنا الرئيس.. اذهبوا بي إلى الكابيتول

ادعت هاتشينسون أن ترامب غضب بشدة حينما أبلغه عميل تابع لجهاز الخدمة السرية الأمريكي، بأن سيارة الليموزين الرئاسية التي كانت تقلّه إلى جانب ضباط آخرين لن تتوجه إلى مسيرة الكابيتول لأن الرحلة غير آمنة، وأنها ستعود بدلًا من ذلك إلى البيت الأبيض، لكن ترامب قال: “بربكم أنا الرئيس وآمركم أن تذهبوا بي إلى الكابيتول الآن”، حسب الرواية التي قالت إنها استقتها من توني أورناتو، رئيس العمليات المفضل لدى ترامب بالبيت الأبيض.

ووفق الرواية، حاول ترامب الغاضب أن يُمسك بعجلة قيادة الليموزين المعروفة باسم “الوحش”، فتلقف أحد ممثلي الخدمة السرية يده قائلًا: “سيدي، يجب أن ترفع يدك عن عجلة القيادة. سنعود إلى الجناح الغربي للبيت الأبيض، لن نذهب إلى مبنى الكابيتول”. وردًّا على ذلك، حاول ترامب الإمساك بضابط الخدمة السرية، ويُدعى روبرت إنجل، من عنقه، على حدّ زعمها.

غضب ترامب خرج عن السيطرة: رشّ الكاتشاب على الجدران

في الوقت نفسه، شهدت هاتشينسون بأن غضب ترامب خرج عن السيطرة في الأسابيع التي تلت انتخابات 2020.

وروت أنه عندما رفض المدعي العام ويليام بار، مزاعم الرئيس بتزوير الانتخابات، خلال مقابلة في ديسمبر 2020، حطم ترامب أواني فخارية، في رد فعل زعمت أنه فعله سابقًا عندما رش “الكاتشب” على جدران صالة الطعام في البيت الأبيض.

ترامب..

ترامب يُكذّب رواية هاتشينسون: زائفة ومخادعة

بالتزامن، نفى ترامب رواية هاتشينسون المتعلقة بمحاولته قيادة السيارة الرئاسية للتوجه، عنوةً، إلى الكابيتول، واصفًا لجنة 6 يناير بأنها مجرد سيرك.

وكتب على حسابه بمِنصته الإلكترونية الخاصة “تروث سوشيال”: “قصتها المزيفة التي زعمت فيها محاولتي الاستيلاء على عجلة قيادة في سيارة ليموزين البيت الأبيض للتوجه إلى مبنى الكابيتول مريضة ومخادعة”. ووفق “بي بي سي”، ستواصل لجنة 6 يناير عملها بعقد جلستين علنيتين أخريين على الأقل خلال الشهر المقبل.

أدلة على العبث بالشهود

حسب شبكة “سي إن إن“، استمعت لجنة 6 يناير إلى شهادة شهود رئيسيين حول هجوم الكابيتول، بما في ذلك أفراد من الدائرة الداخلية لترامب وأفراد بعائلته. لكن ليز تشيني، الجمهورية بمجلس النواب الأمريكي عن ولاية وايومنج، ألمحت إلى أن ترامب قد يفرض حصارًا، في حين أن اللجنة تملك أدلة على العبث بالشهود.

وقالت إن شاهدًا لم تكشف اللجنة عن هويّته قال في شهادته: “أخبروني أنني ما دمت لاعبًا في إدارة ترامب، فأنا أفعل الشيء الصحيح، بحماية من أحتاج إلى حمايته. سأنعم في عالم ترامب”، مُشيرًا إلى أن شخصًا في دائرة ترامب أخبره أن الأخير “يعرف أنك مخلص ويأمل أنك ستفعل الشيء الصحيح عندما تذهب للإدلاء بشهادتك”.

ليز تشيني..

إحالة جنائية مُحتملة

قالت تشيني إن لجنة “6 يناير”، التي تُحقق منذ عام في كيفية اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونجرس، تأخذ تلك الأدلة على محمل الجدّ، وتدرس احتمالية إحالة ترامب أو المُقربين منه للمحاكمة جنائيًّا، على وقع العبث بالشهود أو عرقلة سير التحقيق، وفق “سي إن إن”.

وفي هذا الصدد، ناشد رئيس اللجنة، النائب الديمقراطي عن ولاية ميسيسيبي، بيني طومسون، الشهود المُحتملين تقديم مزيد من التعاون، قائلًا: “إذا تجرأتم للإدلاء بشهادتكم، ستظل أبوابنا مفتوحة”.

ربما يعجبك أيضا