الأولى منذ التصعيد الأمريكي الصيني حول تايوان.. مكالمة مرتقبة بين بايدن وشي

رنا أسامة

المكالمة المُرتقبة بين الرئيسين الأمريكي، جو بايدن، والصيني شي جين بينج، تأتي بعد أشهر من قمة افتراضية بينهما في مارس الماضي.


قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه سيجري مكالمة مع نظيره الصيني، شي جين بينج، مُشككًا في زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي لتايوان.

وقال الرئيس الأمريكي، في تصريحات لصحفيين في واشنطن سافروا معه في رحلة ليوم واحد إلى ماساتشوستس، أمس الأربعاء 20 يوليو 2022: “أظن أنني سأتحدث مع الرئيس شي خلال الـ10 أيام المُقبلة”، بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست الصينية.

مكالمة بايدن وشي

سبق لبايدن وشي أن تحادثا هاتفيًا مرتين، لكن المكالمة المُرتقبة تأتي بعد أشهر من قمة افتراضية بينهما في مارس الماضي، بحثا خلالها على مدى ساعتين إدارة المنافسة بين البلدين، والحرب الروسية الأوكرانية، وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتعد المكالمة ثاني لقاء مباشر بين الولايات المتحدة والصين منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، والأول منذ تصعيد وزيريّ دفاع البلدين خطابهما ضد بعضهما البعض في حوار شانجريلا بسنغافورة، المؤتمر الدفاعي الأول في آسيا، على وقع أزمة تايوان، وفق تقرير الصحيفة، المنشور في 21 يوليو 2022.

اجتماع افتراضي بين بايدن وشي

قانون العلاقات مع تايوان

بحسب التقرير، فإن تلويح بايدن، في مايو الماضي، بتدخّل الولايات المتحدة عسكريًا إذا حاولت بكين غزو تايوان مهّد الطريق لحوار شانجريلا، الذي أعرب خلاله وزير الدفاع الصيني الجنرال، وي فنجي، عن رفضه لما يُسمى بقانون العلاقات مع تايوان.

وأشار التقرير إلى أن مسؤولي إدارة بايدن يستشهدون بهذا القانون في كل مرة يشرحون فيها سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين، ويخول لواشنطن دعم القدرة الدفاعية العسكرية لتايوان.

مصدر توتر مستمر

لطالما كانت تايوان مصدرًا للتوتر بين واشنطن وبكين، حتى قبل تصريحات بايدن حول الدفاع عن الجزيرة ذاتية الحكم، وتتهم بكين واشنطن بتغيير موقفها بشأن القضية من خلال زيادة التواصل مع المسؤولين في تايبيه.

وردًا على ذلك، صعّد الجيش الصيني من التوغلات في منطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان، لمنع حكومة الجزيرة من تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، بحسب تشاينا مورنينج بوست.

زيارة بيلوسي تؤجج التوتر

تجددت التوترات مؤخرًا بين بكين وواشنطن على وقع تقارير تفيد بأن رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، ستزور تايوان في أغسطس المُقبل، حذّرت وزارة الخارجية الصينية من عواقب الزيارة التي عدّتها مسًا خطيرًا لسيادة الصين وسلامة أراضيها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، في مؤتمر صحفي دوري يوم الثلاثاء الماضي، إن بكين ستتخذ إجراءات قوية، استراتيجيًا وعسكريًا، لحماية سيادتها وسلامة أراضيها، وفق صحيفة جلوبال تايمز.

توتر صيني أمريكي حول تايوان

خطأ تاريخي فادح

أضاف متحدث الخارجية الصينية، أن الزيارة ستمثل انتهاكًا خطيرًا لمبدأ الصين الواحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين بكين وواشنطن. وعدها محاولة جادة للإضرار بسيادة الصين ووحدة أراضيها، من شأنها ضرب الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية، وإرسال إشارات خاطئة للانفصاليين في تايوان.

ونددت افتتاحية التحرير بصحيفة جلوبال تايمز، يوم الثلاثاء، بالزيارة، قائلة إنها ستمثل خطأ تاريخيًا فادحًا لواشنطن، وستكون بيلوسي أكبر مشرّع أمريكي يزور الجزيرة، بعد زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق، الجمهوري نيوت جينجريتش في عام 1997، وفق الصحيفة.

بايدن يُشكك

مع ذلك، عندما سُئل بايدن، أمس الأربعاء، عن الزيارة، أجاب: “أظن أن الجيش يرى أنها ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي، لكنني لا أعرف حقيقة الوضع”.

وتجنّب الحديث عما إذا كان يعتزم إلغاء التعريفات العقابية التي فرضها سلفه دونالد ترامب، على الواردات الصينية قبل 4 سنوات، وردًا على سؤال عما سيقوله لنظيره الصيني بشأن التعريفات، قال ساخرًا: “سأقول له أن يحظى بيوم جيد”، بحسب تشاينا مورنينج بوست.

رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي

إحباط أمريكي

في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن ثمة إحباط أمريكي من رفض بكين إدانة الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت في رفع أسعار الغذاء والطاقة بجميع أنحاء العالم، مما دفع إدارة بايدن إلى مضاعفة دعمها لأوكرانيا الواقعة في أوروبا الشرقية، بتزويدها بمعدات عسكرية ومساعدات أخرى.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الشهر الفائت، إن الولايات المتحدة تقف بحزم ضد روسيا لثني ما أسماهم “المعتدين المحتملين”، مثل الصين، عن اتخاذ إجراءات مماثلة.

دبلوماسية استباقية

تتبنّى إدارة بايدن دبلوماسية استباقية في آسيا من أجل تغيير البيئة الاستراتيجية حول الصين، وذكر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، خلال خطاب سياسي في مايو، بدلًا من محاولة فرض تغيير في سياسات بكين.

وشمل ذلك إطلاق إطار عمل اقتصادي لمنطقة الهندوباسيفيك في نهاية زيارة بايدن الأولى لشرق آسيا، وإنشاء تحالف أوكوس الثلاثي مع بريطانيا وأستراليا، وتبادله مع قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا في قمة خاصة، وفق الصحيفة.

ربما يعجبك أيضا