“لبنان ينفض غبار الحرب”.. خطوة أولى في إعمار مرفأ بيروت

أسماء حمدي

تطوي لبنان صفحة ماضية نحو مستقبل شفاف ومزدهر من خلال بناء قطاع مرافىء شفاف ومتطوّر


أطلق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم (الجمعة)، الخطوة العملية الأولى في مشروع النهوض بمرفأ بيروت وإعادة إعماره.

وقال ميقاتي، في احتفال في السراي الحكومي، إن “انفجار مرفأ بيروت عام 2020 شكل محطة موجعة في تاريخ الوطن، لن يمحي آثارها مرور الزمن مهما طال”، لافتا إلى أن “ورشة النهوض بالمرفأ من جديد وإعادة إعماره ونفض غبار الحرب عنه، تبقى أولوية وطنية واقتصادية”.

إعمار مرفأ بيروت

جاء كلام ميقاتي خلال إطلاق “الرؤية الوطنية للمرافئ والمخطط التوجيهي لمرفأ بيروت والإطار القانوني الجديد لقطاع المرافئ” من السرايا الحكومية، بدعوة من وزير الأشغال علي حمية وبالتعاون مع البنك الدولي.

وقال ميقاتي: “نطلق اليوم الخطوة العملية الأولى في مشروع النهوض بالمرفأ مجددا وإعادة إعماره”، مشددًا على أن “ما نحن بصدده اليوم هو التحضير لقانون جديد لقطاع المرافىء، ومن ضمنها مرفأ بيروت لكي يكون عامل جذب للشراكة مع شركات متخصصة للاستثمار الأمثل”، مشددًا “نريد أن يبقى مرفأ بيروت منارة هذا الوطن وبوابته الأولى بالتعاون والتكامل مع كل المرافئ اللبنانية”.

مرحلة رائعة

رحب مدير دائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي ساروج كومار جاه، في كلمته، اليوم بإنطلاق إعادة إعمار مرفأ بيروت، ووصفها بـ”المرحلة رائعة”، ويرى ساروج كومار جاه الإجراءات التي اطلقت اليوم، في لبنان أنها تطوي صفحة ماضية نحو مستقبل شفاف ومزدهر من خلال بناء قطاع مرافىء شفاف ومتطوّر، وهو من الأمور الاستراتيجية، ويوفر فرصا هائلة للبنان ليعود كما كان عليه في السابق”.

وقال : “إنّي عملت ومن خلال مسؤولياتي في البنك الدولي مع إيران وسوريا، والأردن والعراق، وكنت دائماً أتساءل لماذا تفشل بعض البلدان؟ وتبين لي بأن أي بلد يفشل، ليس بسبب الثقافة والتاريخ والجغرافيا، فما يفرق بين بلد مزدهر وبلد فاشل هو الحوكمة والمؤسسات الجيدة”.

أضرار جثيمة

وفي 4 أغسطس 2020، شهد العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت حريقا هائلا، تبعه بعد دقائق من السادسة مساءا بتوقيت بيروت، انفجار مروع ألحق دماراً ضخماً في المرفأ، والأحياء القريبة منه، وأسفر عن مقتل 214 شخصاً، وإصابة 6500 آخرين، فضلا عن دمار مادي هائل في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.

وساهمت بعض الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، في تأهيل وترميم بعض المنازل والمحلات التجارية، إلا أن القسم الأكبر منها ما يزال على حاله منذ ذلك اليوم، إذ امتدت الأضرار الناجمة عن الانفجار على مسافة 8 كلم، وطالت نحو 62 ألف وحدة سكنية و20 ألف مؤسسة تجارية.

وتشير تقديرات للبنك الدولي إلى أن انفجار مرفأ بيروت ألحق أضراراً في الأصول المادية بلغت قيمتها حوالي 4.5 مليار دولار، تُضاف إليها الأضرار التي لحقت بالمنازل والمستشفيات والمدارس والشوارع.

وقُدرت حاجات إعادة إعمار القطاع العام بمليارَي دولار، في حين قدرت السلطات اللبنانية الخسائر الإجمالية التي خلفها الإنفجار بـ 15 مليار دولار.

ربما يعجبك أيضا