«لوموند»: أمن المواقع النووية يؤجج الخلاف بين الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية

ولاء عدلان

رؤية

باريس – أفاد تقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، أمس الجمعة، بأن استهداف المواقع النووية الاستراتيجية الإيرانية وتخريبها أحدث حالة انشقاق وخلافات بين الحرس الثوري ووزارة المخابرات التابعة للرئيس حسن روحاني.

ويقول التقرير: إن التخريب الذي تعرضت له محطة الطاقة النووية في نطنز، والذي ألقت طهران باللوم فيه على إسرائيل، أحدث موجات من الصدمة في المشهد السياسي الإيراني، فمنذ الهجوم الذي دمر العديد من أجهزة الطرد المركزي في محطة تخصيب اليورانيوم في 11 أبريل الجاري تعرضت وزارة الاستخبارات المسؤولة عن حماية المنشآت النووية لانتقادات، وتواجه الوزارة التابعة للرئيس حسن روحاني اتهامات من قبل خصومها – ولا سيما الحرس الثوري، الجيش الأيديولوجي للبلاد – بـ “عدم الكفاءة” و”سوء الإدارة”، هذا وفقا لما نقله موقع “إرم نيوز” عن الصحفية الفرنسية، صباح اليوم السبت.

ووفق التقرير، “وصف محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري والمرشح الرئاسي المعلن في 18 يونيو، حادثة نطنز بأنها هجوم على شرف البلاد، داعياً إلى تطهير أمني داخل الأجهزة التي يفترض أن تحمي البرنامج النووي، ولإثبات وجود ثغرات داخل وزارة الاستخبارات، ذهب رضائي إلى حد تأكيد سرقة الأرشيف النووي الذي تطالب به تل أبيب، وهو ما نفته السلطات الإيرانية حتى الآن”.

ويشير التقرير إلى أنه منذ حادثة نطنز لم يكن محسن رضائي السياسي الوحيد الذي كشف عن معلومات سرية سابقا حول الثغرات الأمنية في البرنامج النووي بهدف تشويه سمعة حكومة روحاني، ففي 13 أبريل، أكد النائب عن حزب المحافظين والرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي لأول مرة أن حادثة يوليو 2020 في نطنز لم تكن حادثة كما قال المسؤولون الإيرانيون بل “انفجارا” تسببت فيه ذخيرة نُقلت إلى الموقع وتجاوزت يقظة رجال الأمن.

ويتابع التقرير أنه دعما لهذه الانتقادات الموجهة إلى وزارة المخابرات، دعا موقع أخبار المشرق الإخباري – المحافظ المتشدد والمقرب من الحرس الثوري- إلى حماية البرنامج النووي ونزع مسؤولية حمايته من الحكومة.

وبحسب علي فتح الله نجاد، الباحث الإيراني المنتسب إلى مركز الشرق الأوسط، فإن هذه الخلافات بين جهازي المخابرات كانت موجودة دائما، ويقول: حقيقة أن كلا الجانبين يكشفان الآن نزاعاتهما علنا ترجع في المقام الأول إلى زيادة حدة الهجمات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، ما يدل على مستوى تسلل الموساد إلى الخدمات الإيرانية، ثانيا هذه الصراعات المكشوفة بين الأجهزة الإيرانية لها أيضا هدف انتخابي من خلال تحميل الطرف الآخر المسؤولية عن الحوادث النووية، حيث يحاول كل معسكر كسب نقاط للانتخابات الرئاسية من خلال تشويه سمعة خصمه.

للاطلاع على النص الأصلي أضغط هنا

ربما يعجبك أيضا