«الإيكونوميست»: توتر العلاقات مع واشنطن فتح كنز صناعة الأسلحة أمام الصين

ولاء عدلان

رؤية

لندن – قالت مجلة “الإيكونوميست”: إن توتر العلاقات الصينية – الأمريكية فتح كنز صناعة الأسلحة على مصراعيه أمام مجمع الصناعات الدفاعية في الصين، الذي انتعش على وقع سخونة الأحداث بين البلدين، غير أنها استدركت قائلة إن نفس التوتر تسبب في الوقت ذاته في مصاعب جمة لصناعة السلاح الصينية بسبب السعي المتواصل للإدارة الأمريكية للجمها بتشديد العقوبات والقيود المفروضة عليها.

وأكدت المجلة البريطانية أن صناعة السلاح الصينية استفادت وأضيرت، في آن واحد، من ذلك التوتر المتزايد بين بكين وواشنطن، وساقت على ذلك أمثلة، من بينها شركة “جيانجانج” الصينية، المتخصصة في تصنيع معدات الطائرات، إذ باتت تكافح من أجل إغراء المستثمرين للدخول في استثمارات لتصنيع منظومة خزانات الوقود الجوية التي تحاول الصين بناءها لاستخدامها لتزويد طائراتها الحربية في الجو، هذا وفقا لما نقلته “أ ش أ”، مساء أمس الجمعة.  

وسجلت “جيانجابج”، المملوكة لـ”مؤسسة صناعة الطيران في الصين” AVIC، أضخم مؤسسة للصناعات الفضائية والدفاعية في الصين، تراجعاً في أسعار أسهمها بنسبة 50 في المائة منذ طرحها للتداول في بورصة شنغهاي العام الماضي، بيد أن الطلب على منتجاتها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، شهد ارتفاعاً حاداً، وقالت الشركة في 28 مايو الماضي إن صافي أرباحها تضاعف خلال تلك الفترة على أساس سنوي. وقد أوقف التداول على أسهمها بعد ارتفاع زادت نسبته على 10 في المائة، وهو الحد الأقصى المسموح به للارتفاع في يوم واحد في بورصة شنغهاي.

وتقول “الإيكونوميست”: إن شركة “جيانجانج” هي مجرد واحدة من بين عشرات الشركات العسكرية التي تعتلي قمة الأداء في الصين، ومعظمها غير متداول أسهمها ولا تفصح إلا عن النزر البسيط من معلوماتها المالية، كما أن الشركات المصنعة للسفن البحرية العسكرية لديها “أساطيل” من الفروع المسجلة والتابعة لها.

وتعد شركة AVIC المجموعة الرئيسية الراعية لبرنامج تصنيع الطائرات الحربية المقاتلة في الصين بأصول يزيد مجملها على تريليون يوان صيني -بما يعادل نحو 157 مليار دولار أمريكي- ولديها 24 فرعاً تابعاً لها يُتداول أسهمها في أسواق المال.

وبنظرة سريعة على هذا القطاع، فإن هناك محللين يتابعون العشرات من أسهم الشركات العسكرية الصغيرة، فعلى سبيل المثال يقوم “سيتيك سيكيوريتز”، وهو بنك استثمار، بتتبع أسهم 58 شركة، بينما تتولى شركة “إفربرايت” للسمسرة المملوكة للدولة، بمتابعة أسهم 115 شركة.

وبلغت مبيعات الأسلحة الإجمالية للشركات الأربع الكبرى في الصين- وأضخمها AVIC- أكثر من 50 مليار دولار على الأقل منذ عام 2015، حسبما أفاد “معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام”.

وزاد الدخل التشغيلي المجمع للشركات التي تتابع أسهمها شركة “إفربرايت” للسمسرة، بنسبة 11 في المائة العام الماضي لتصل إلى 475 مليار يوان. وأبرز بنك “سيتيك” الاستثماري، أن الربح الصافي للقطاع الصناعي للشركات التي يتابعها حقق نمواً نسبته 50 في المائة في 2020.

وبينما يحقق الاقتصاد الصيني انتعاشاً، ولاسيما مقارنة بالصعوبات التي عاناها في ظل إغلاقات العام الماضي بسبب جائحة “كوفيد-19″، فإن قطاع شركات التصنيع الزراعي ومناجم المعادن غير الحديدية، هي الوحيدة التي حققت نموا في إيراداتها على أساس سنوي أسرع مما حققته إيرادات مجمع الصناعات العسكرية.

ويعود السبب في انتعاش أنشطة المجمع الصناعي العسكري الصيني إلى أن “كنز صناعة الأسلحة” يتصاعد بصورة ضخمة على وقع سخونة العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، وفي إحدى اللافتات التي أعدتها شركة سمسرة “هواكسي للأوراق المالية”، صورت فيها قبضتين تلتف إحداها بالعلم الأمريكي والأخرى بالعلم الصيني، وتحلق القبضتان سوياً في الهواء مقابل بعضهما.

ويرى محللو “هواكسي” أن محاولات أمريكا لـ”منع الصين من التقدم التكنولوجي”، أثارت موجة جديدة من النمو.

 أما بنك “سيتيك” الاستثماري فيتحدث عن “حقبة من التقلبات لم نعشها منذ 100 عام”، وتوقع “فترة نادرة من التطور السريع” في مشروع التصنيع العسكري الصيني نتيجة لذلك.

أما معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام “سبيري” فقد لفت في ديسمبر الماضي إلى أن مجموعات صناعة الأسلحة الصينية استفادت كثيراً من برامج استهدفت تحديث القوات المسلحة في الصين.

للاطلاع على النص الأصلي أضغط هنا

ربما يعجبك أيضا