في 6 سنوات.. إدوارد ميندي من البطالة إلى القمة

حسام الدين صالح
إدوارد ميندي خلال فترته مع رين وبعد انتقاله إلى تشلسي

شهدت الفترة الماضية تحولات جذرية في مسيرة إدوارد ميندي، ليتصدر المشهد الكروي قاريا وعالميا، بعد أن كان على بعد خطوات من الاعتزال في عام 2014.


يمر حارس المرمى السنغالي إدوارد ميندي بأفضل فترات مسيرته، بعدما تُوج مع منتخب بلاده بكأس الأمم الأفريقية لأول مرة في تاريخه، ليضيف إنجازًا جديدًا إلى سجلاته، ويصبح من أبرز حراس العالم، بعد أن كان على بعد خطوات من الابتعاد عن عالم كرة القدم بشكل كامل قبل سنوات.

فاز ميندي خلال الموسم الماضي بدوري أبطال أوروبا مع تشلسي الإنجليزي، وحصل على جائزة أفضل حارس في العالم المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وتأهل مع منتخب بلاده للدور الفاصل المؤهل لكأس العالم 2022، قبل الفوز بأمم أفريقيا، ليجتاز كل الصعوبات ويحجز مكانه بين الكبار بعد فترات من المعاناة.

ميندي ورحلة البحث عن فريق

في عام 2014، كان الحارس السنغالي قريبًا من ترك عالم كرة القدم في عمر الـ22 عاما، وذلك بعدما انتهى تعاقده مع فريق شيربورج في الدرجة الرابعة الفرنسية، واتخاذ الإدارة قرارًا بعدم التجديد له، ليبدأ في البحث عن عمل، ويحصل على إعانة البطالة من الحكومة الفرنسية.

يقول ميندي عن هذه الفترة في تصريحات نقلها موقع صحيفة «جارديان» البريطانية: “كنت أحصل على إعانة من الدولة (فرنسا)، من أجل تخصيص معظم وقتي لكرة القدم، والبحث عن فريق. كانت الأمور صعبة للغاية ولم تكن الإعانة كافية للعائلة، خاصة أننا كنا ننتظر طفلنا الأول”.

وأضاف: “تعقدت الأمور بشكل أكبر، ولذلك بدأت في البحث عن عمل آخر بعيدًا عن كرة القدم، قبل أن تسنح لي الفرصة للعب في صفوف فريق مارسيليا، وتسير الأمور على ما يرام”.

بداية رحلة مختلفة في الملاعب الفرنسية

بدأ النجم السنغالي مسيرة مختلفة في صفوف الفريق الرديف لمارسيليا، ولم تستمر رحلته طويلًا مع الفريق، بعدما قرر الرحيل إلى صفوف ريمس، الذي كان ينشط في الدرجة الثانية وقتها، بحثًا عن المشاركة بشكل أكبر.

لم ينتظر الحارس كثيرًا من أجل المشاركة مع الفريق وخطف مكانه الأساسي في التشكيلة خلال موسم 2017-2018، وأسهم في تأهل الفريق إلى دوري الدرجة الأولى بالحفاظ على نظافة شباكه في 18 مباراة، ليواصل مسيرة التألق مع الفريق وينتقل بعدها إلى رين، مقابل 4 ملايين يورو.

مسيرة قصيرة مع رين وبداية تحدي تشلسي

لفت ميندي الأنظار في صفوف رين سريعًا، في الوقت الذي كان يبحث فيه تشلسي عن حارس مرمى بديل للإسباني كيبا أريزابالاجا، بسبب تراجع مستواه بشكل ملحوظ تحت قيادة المدير الفني السابق فرانك لامبارد، ليقع الاختيار على حارس المرمى السنغالي في عام 2020 مقابل 20 مليون يورو.

حجز الحارس مركزه الأساسي بعد فترة قليلة من انضمامه لـ«البلوز»، وأصبح الاختيار الأول للامبارد وللألماني توماس توخيل، الذي تولي الفريق في منتصف الموسم الماضي، وأصبح أحد الركائز الأساسية في مسيرة بحث الفريق عن الألقاب محليًا وقاريًا.

حصاد أعوام من المعاناة

وبعد أعوام من المعاناة، واقترابه من اعتزال كرة القدم والبحث عن عمل في أي مجال آخر، أصبح ميندي حديث وسائل الإعلام الرياضية، بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا وبعده بكأس السوبر القاري، قبل أن يفوز بكأس الأمم الأفريقية مع السنغال، على مصر في المباراة النهائية وتألقه في ركلات الترجيح الحاسمة.

وعلى الصعيد الفردي، فاز النجم السنغالي بجائزتي أفضل حارس في العالم المقدمة من الفيفا و«القفاز الذهبي» في منافسات أمم أفريقيا، وذلك قبل المشاركة في كأس العالم للأندية مع تشلسي، وهي البطولة التي ربما تضاف لسجله بعد أيام قليلة من التتويج القاري مع منتخب «أسود التيرانجا».

ربما يعجبك أيضا