في سابقة تاريخية.. ألمانيا تدين ضابطا سوريا بتهمة ارتكاب جرائم حرب

ولاء عدلان

رؤية

برلين – أصدر القضاء الألماني، اليوم الأربعاء، أول حكم قضائي ضد عسكري سابق في الاستخبارات السورية تمت محاكمته في قضية تتعلق بانتهاكات نسبت إلى نظام بشار الأسد، وهي المرة الأولى في العالم التي تصدر فيها محكمة حكما في قضية مرتبطة بالقمع الوحشي والدامي من قبل دمشق للاحتجاجات التي جرت عام 2011.

وبحسب قناة “العربية”، قررت محكمة ألمانية اليوم، الحكم بالسجن 4 سنوات ونصف على الضابط السوري إياد الغريب 44 عاما، بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية.

والغريب متهم بالمشاركة في اعتقال وحبس ما لا يقل عن ثلاثين متظاهرا في دوما – كبرى مدن الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق- في معتقل سري تابع للنظام ويسمى “الفرع 251” أو الخطيب في سبتمبر وأكتوبر 2011.

وسيكون أول متهمين يمثلان منذ أبريل أمام المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز لتلقي عقوبتهما بعد أن اختار القضاة تقسيم الإجراءات إلى قسمين.

من جهة أخرى، سيحاكم متهم ثان هو أنور رسلان 58 عاما – الذي يعتبر أكثر أهمية في جهاز الأمن السوري-  الملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وقتل 58 شخصا وتعذيب أربعة آلاف، ومن المتوقع أن تستمر محاكمة هذا العقيد السابق حتى نهاية أكتوبر على الأقل، بحسب “فرانس برس”.

ولمحاكمة الغريب وأرسلان، تطبق ألمانيا مبدأ الولاية القضائية العالمية الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي أخطر الجرائم بغض النظر عن جنسيتهم ومكان حدوث الجرائم.

وطالبت النيابة عقوبة السجن لمدة خمس سنوات ونصف السنة ضد إياد الغريب الذي كان مسؤولا في أدنى مستويات الاستخبارات قبل أن ينشق في 2012 ويهرب في نهاية المطاف من سوريا في فبراير 2013، وكان قد وصل في 25 أبريل 2018 إلى ألمانيا بعد رحلة طويلة في تركيا ثم في اليونان ولم يخف ماضيه يوما، وعندما روى رحلته الشاقة للسلطات المسؤولة عن البت في طلب اللجوء الذي قدمه، أثار اهتمام القضاء الألماني ما أدى إلى اعتقاله في فبراير 2019، ويؤكد الادعاء أنه كان جزءا من نظام يُمارس فيه التعذيب على نطاق واسع.

 ولزم الغريب الذي طغى على حضوره أنور رسلان خلال جلسات الاستماع التي استمرت عشرة أشهر، الصمت وأخفى وجهه عن الكاميرات.

ربما يعجبك أيضا