«رويترز» نقلًا عن أمنيين: ضربات إسرائيل بسوريا تستهدف مواقع لإنتاج صواريخ إيرانية

ولاء عدلان

رؤية

القدس المحتلة – نقلت وكالة “رويترز”، اليوم الخميس، عن مصادر أمنية غربية وإسرائيلية، أن إسرائيل تستهدف من خلال ضرباتها على سوريا تدمير ما تشتبه أنها مراكز إيرانية لإنتاج الصواريخ والأسلحة في الأراضي السورية.

وتقول مصادر في أجهزة مخابرات إسرائيلية وغربية ومنشقون سوريون إن إيران تعمل على الاستفادة من تحالفها القديم مع سوريا بنقل عناصر من صناعة الصواريخ والأسلحة المتقدمة لديها إلى مجمعات أقيمت سلفا تحت الأرض وذلك لتطوير ترسانة أسلحة متطورة يصل مداها إلى المراكز العمرانية الإسرائيلية.

كان التدخل الإسرائيلي الوحيد في الصراع السوري في السابق يتمثل في ضربات جوية متفرقة لتدمير شحنات أسلحة متجهة إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ومنع الميليشيات من إقامة قواعد في جنوب غرب سوريا قرب الأراضي المحتلة.

إلا أن ثلاثة مسؤولين أمنيين إسرائيليين واثنين من المسؤولين الغربيين المطلعين على التطورات قالوا لـ”رويترز”: إن إسرائيل اتجهت أخيرا إلى استهداف الاختراق الإيراني للبنية التحتية العسكرية في سوريا.

وقال 12 مسؤولا من العسكريين في سوريا وأجهزة المخابرات الغربية إن على رأس قائمة الأهداف الإسرائيلية أي بنية تحتية يمكن أن تعزز مساعي إيران لإنتاج المزيد من الصواريخ دقيقة التوجيه التي يمكن أن تضعف التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة وليس أي إمكانيات عسكرية قائمة مرتبطة بإيران.

وقال المسؤولون إن تطوير الصواريخ دقيقة التوجيه سرا في سوريا يعتبر نشاطا أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية من نقلها عن طريق البر أو الجو من إيران.

وقال البريجادير جنرال يوسي كوبرفاسر المدير العام السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية والرئيس السابق لجناح الأبحاث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية: لا أعتقد أن إسرائيل مهتمة بضرب كل هدف يخص القوات التي تعمل تحت قيادة إيرانية، فهذه ليست المشكلة، نحن نحاول ضرب الأهداف ذات الأثر الإستراتيجي.

وأضاف: نحن نريد منع إيران من تحويل سوريا إلى قاعدة إيرانية قريبة من إسرائيل ربما تحدث تغييرا إستراتيجيا جذريا في الوضع، ولهذا السبب نواصل دك القواعد الإيرانية حتى لا يسيطرون على سوريا.

وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين ومسؤول غربي رفيع في المنطقة إن طائرات حربية وصواريخ وطائرات مسيرة إسرائيلية أصابت خلال العام الأخير مجموعة أكبر كثيرا من الأهداف مما هاجمته إسرائيل في السنوات الخمس السابقة، من مواقع يشتبه أنها مراكز لأبحاث وإنتاج الصواريخ الإيرانية دقيقة التوجيه إلى مستودعات تخزين السلاح.

وفي أحدث هجوم اليوم الخميس، هاجمت إسرائيل منطقة الضمير على المشارف الشمالية الشرقية للعاصمة دمشق التي سبق أن هاجمتها مرارا حيث توجد شبهات أن لميليشيات تدعمها إيران وجودا قويا فيها.

وأشارت صور أقمار صناعية حصلت عليها “رويترز” إلى أن بعض الأنشطة التي يشتبه أنها إيرانية للأبحاث والتطوير عانت من اضطراب بسبب هجمات متكررة.

وقال مسؤولان غربيان مطلعان على الضربات إن قنابل إسرائيلية دمرت بالكامل قطاعات تحت الأرض من قاعدة الإمام علي العسكرية بالقرب من معبر البوكمال مع العراق في يناير الماضي، في واحدة من عدة هجمات على مدار العام الأخير لدك أنفاق تستخدم في تخزين شاحنات أو نقل أنظمة أسلحة متقدمة.

وذكر عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الغربيين والإسرائيليين ومنشقين عسكريين سوريين، أن خمسة مواقع على الأقل تصوب إسرائيل أنظارها عليها يديرها مركز البحوث والدراسات العلمية التابع لمجمع الصناعات العسكرية السوري.

وقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 271 من العاملين في المركز وأغلبهم من السوريين اعتقادا منها أن المركز مسؤول عن تطوير أسلحة غير تقليدية بما في ذلك الغازات السامة ونظم توصيلها لأهدافها.

وتعرض أحد مراكز البحث والتطوير العسكرية في مجمع جبلي بالقرب من مدينة مصياف في غرب سوريا للقصف الإسرائيلي مرتين خلال ستة أشهر كما أنه على قائمة للعقوبات الأمريكية بسبب ما يشتبه أنه دوره في تطوير الأسلحة الكيماوية.

ويقول عدد من مسؤولي المخابرات والمنشقين العسكريين السوريين إن الحرب الجوية الإسرائيلية الآخذة في الاتساع دفعت الميليشيات المدعومة من إيران إلى إعادة الانتشار من مواقع متقدمة قرب حدود سوريا الجنوبية الغربية مع إسرائيل باتجاه الحدود الشرقية.

وقال مسؤولون إسرائيليون وغربيون إنه لو لم تصعد إسرائيل حملتها الجوية لكانت إيران قد اقتطعت لنفسها قاعدة إستراتيجية على مقربة من إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا