مؤتمر باريس لدعم السودان.. إسقاط ديون وتعهدات مالية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

بدأت في باريس، أعمال مؤتمر دولي لدعم السودان، ومساعدته على الاندماج مجددا في المجتمع الدولي، تستمر أعماله يومين.

وجاء المؤتمر في أعقاب رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية، وتقدمت جدول أعماله مسألة إلغاء الديون أو إعادة جدولتها لتمكين السودان من الاستفادة من مبادرة “الدول الفقيرة المثقلة بالديون” HEPC التي يديرها صندوق النقد الدولي ومساعدة حكومة المرحلة الانتقالية في البلاد للنهوض اقتصاديا ومواجهة التحديات.

وحصل السودان منذ مطلع العام الجاري، على قروض من دول ومؤسسات مالية، لسداد ديون أخرى مستحقة عليه، لخفض كلفة الإقراض وإعادة بناء الدين العام، ويطمح السودان لإعفائه من ديون خارجية بقيمة 58 مليار دولار مستحقة لمؤسسات مالية دولية، ودائنين ثنائيين، دولا ومؤسسات تجارية.

ماكرون والبرهان

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “نؤيد إلغاء كامل ديون السودان لفرنسا، وهي من أكبر الديون على السودان بنادي باريس، وتقدر بحوالي 5 مليارات دولار، وهو أمر يظهر التزامنا ناحية الشباب السوداني”.

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير: إن بلاده ستقرض السودان 1.5 مليار دولار أمريكي، لمساعدته على سداد ديون مستحقة عليه (لجهات أخرى) منذ سنوات.

من جانبه، أكد البرهان تقدير الحكومة والشعب السوداني لخطوة الحكومة الفرنسية باستضافة مؤتمر باريس.

وقال البرهان إن إلغاء الديون الفرنسية على السودان “سيفتح الطريق أمام بقية الدائنين والداعمين للسودان ليحذو حذو فرنسا”.

البلدان الغربية

وأوضحت الخارجية السودانية أن “المملكة المتحدة خصصت كل حصتها في موارد صندوق النقد لتصفية ديون السودان”، لافتة إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية والسويد مستعدة لتقديم منح لتغطية النواقص في متأخرات الديون”.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن ألمانيا وإيطاليا تعهدتا بإلغاء الديون الثنائية على السودان، التي تبلغ نحو مليار ونصف المليار دولار، وبحسب بيان للخارجية السودانية، ستخصص المملكة المتحدة كل حصتها في موارد صندوق النقد لتصفية ديون السودان، وأكدت الخارجية السودانية أن “ألمانيا وإيطاليا تعفي ديونها الثنائية للسودان بما يقارب مليار ونصف إضافة لعشرات الملايين للبنك الدولي”.

فيما أعلنت النرويج، إلغاء جميع ديونها على السودان، والمساهمة في تسوية الديون المستحقة عليه لصندوق النقد الدولي.

وقالت وزيرة الخارجية النرويجية، إيني إريكسون سوريد في بيان: “نحن ملتزمون بالمساهمة في إنجاح عملية الانتقال في السودان”، وأضافت: “تماشيا مع هذا، فقد اتّخذنا قرارا بإلغاء جميع الديون، ونهدف للحفاظ على مستوى عالٍ من المساعدة، وهذا سيجعل السودان أحد المتلقين الرئيسيين للمساعدات التنموية النرويجية”.

البلدان العربية

كما وجه العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتقديم منحة للمساهمة في تغطية جزء من الفجوة التمويلية لجمهورية السودان لدى صندوق النقد الدولي بحوالي 20 مليون دولار، وذلك كمبادرة من المملكة للمشاركة في معالجة المتأخرات وتخفيف أعباء الديون على جمهورية السودان.

ودعا وزير الخارجية السعودي جميع الدول والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية للاستجابة العاجلة لاحتياجات السودان وإحراز تقدم سريع في عملية معالجة الديون لتمكين السودان من عبور هذه المرحلة الصعبة والوصول للرخاء والازدهار المستدام.

من جانبه، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته أمام مؤتمر باريس لدعم السودان، التزام مصر الراسخ بمواصلة دعم الأشقاء في السودان لتحقيق الاستقرار والتنمية التي يستحقها الشعب السوداني، داعيًا جميع شركاء السودان لمواصلة دعم ومساندة الجهود السودانية.

كما أثني الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عالياً على ما وصفها بالرؤية الواضحة التي تسير عليها الدولة السودانية بكل مسئولية رغم كل الصعاب.

بدوره قال خليفة شاهين المرر وزير الدولة الإماراتي: “إن دولة الإمارات تعمل مع الحكومة الانتقالية في السودان من أجل إرساء السلام والاستقرار والإصلاح الاقتصادي ومساعدة هذا البلد الشقيق على إقامة علاقة طبيعية وبناءة مع المجتمع الدولي”.

وأوضح المرر أن دولة الإمارات قدمت للسودان دعما قدره 3.3 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس الماضية..

ونوه بأنها التزمت في العام 2019 بتقديم 1.5 مليار دولار تحت إدارة صندوق أبوظبي للتنمية إلى جانب إيداع 250 مليون دولار في بنك السودان المركزي.

البنوك والمؤسسات دولية

إلى ذلك فقد أكد بنك التنمية الإفريقي أنه سيعفي أكثر من 400 مليون دولار من الديون، ويمنح 160 مليون دولار دعم مباشر للزراعة والبنى التحتية.

من جهته كشف نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة شرق وجنوب أفريقيا، حافظ غانم، عن منحة لدعم السودان بمبلغ ملياري دولار، بجانب دعم برنامج الأسر ومكافحة جائحة كورونا وقطاع الطاقة خاصة الطاقة الشمسية وتعزيز استخدام التقنية.

الأمين العام للأم المتحدة أنطونيو غوتيريس وجّه رسالة دعم قوية للسودان، وقال: “لدينا مسؤولية تجاه السودان لتعزيز انتقاله نحو الديمقراطية وإعادة بناء اقتصاده”. وأضاف خلال كلمته خلال مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان: “ندعو كافة المانحين للاستثمار في السودان”.

ربما يعجبك أيضا