بعد احتجاج لاعبي النرويج وألمانيا ضد قطر.. لماذا لم يعاقبهم «الفيفا»؟

ولاء عدلان

رؤية

زيورخ – على مدار سنوات عارض الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، احتجاجات اللاعبين والأندية والجماهير أو رفع شعارات سياسية، لكن يبدو أن الفيفا أصبح على استعداد الآن للتغاضي عن عدم وضوح الخط الفاصل الذي رسمه يومًا ما بين السياسة والرياضة.

ويوم الأربعاء الماضي، ارتدى لاعبو منتخب النرويج، قمصانًا كُتب عليها:”حقوق الإنسان.. داخل وخارج الملعب” قبل مواجهة جبل طارق في تصفيات كأس العالم 2022، وفي اليوم التالي احتج لاعبو ألمانيا بشكل مماثل قبل مواجهة آيسلندا في دويسبورغ، هذا وفقا لما نقله موقع “إرم نيوز”، اليوم السبت.

وفي الحالتين، أوضح اللاعبون أن هذه الاحتجاجات كانت موجهة إلى قطر الدولة الخليجية التي تستضيف كأس العالم العام المقبل وتواجه مزاعم، نفتها بالفعل، بشأن سوء المعاملة، وعدم الالتزام بحقوق العمال المهاجرين.

وكانت هذه اللفتات والإشارات التي ظهرت مؤخرًا، ستؤدي بالتأكيد إلى إجراءات عقابية وغرامات محتملة من الفيفا، لكنه قال إنه لن يتخذ أي إجراء.

وعلى مدار سنوات عارض الفيفا أي احتجاجات أو شعارات سياسية خلال المباريات أو داخل الملاعب، وتوجد القواعد المقيدة لرفع شعارات على القمصان أو ما تحتها من ملابس في المادة الرابعة من قوانين اللعبة، لكن القواعد الأوسع المتعلقة بالإشارات السياسية واردة في قواعد الانضباط والقيم.

ومع ذلك، فإن القواعد أقل وضوحًا فيما يتعلق بالملابس التي يرتديها اللاعبون قبل المباريات مباشرة، وقد تطور موقف الفيفا، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم “اليويفا” بشأن هذا الموقف بشكل عام بمرور الوقت.

وغرَّم اليويفا “روبي فاولر” مهاجم ليفربول السابق في عام 1997 بعد عرضه قميصًا يدعم عمال ميناء محليين تم طردهم بعدما سجل هدفًا في مباراة في كأس الكؤوس الأوروبية.

وفي 2013 تم إيقاف المدافع الكرواتي يوسيب سيمونيتش 10 مباريات، وغاب عن نهائيات كأس العالم في العام التالي بعد ترديده هتافات سياسية مع الجماهير في نهاية مباراة.

وقال الفيفا حينها في بيان:لاحظت لجنة الانضباط أن اللاعب بصحبة الجماهير قد هتف بتحية كرواتية كانت تستخدمها حركة “أوستاشي” الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي مواجهة عدد من حالات رفع قمصان اللاعبين لكشف عن شعارات، غالبًا ما تكون رسائل غير ضارة مثل أمنيات أعياد الميلاد، تبنى المجلس الدولي لكرة القدم المسؤول عن سن قوانين اللعبة، حظرًا شاملًا.

وتغير موقف الفيفا أكثر، في العام الماضي، بعد وفاة جورج فلويد، الرجل الأسود الأعزل الذي قُتل أثناء احتجازه من قبل الشرطة في الولايات المتحدة، حيث رفع بعض اللاعبين الألمان في دوري الدرجة الأولى شعارات تدعم حركة الاحتجاج.

وقال غياني إنفانتينو رئيس الفيفا إن اللاعبين يستحقون “التصفيق وليس العقاب”.

ومساندة للحركة قام لاعبو الدوري الإنجليزي الممتاز بالانحناء على ركبهم قبل المباريات على مدار العام الماضي والموسم الماضي، كما ارتدوا شعارات حياة السود مهمة، على أكمام القمصان وهي لافتة أيدتها رابطة الدوري الممتاز وسلطات كرة القدم في البلاد.

واتخذ الفيفا موقفًا مماثلًا هذا الأسبوع عندما رد على احتجاجات النرويج ضد قطر، قائلا: نؤمن بحرية التعبير والدور الذي تلعبه كرة القدم ضمن قوى الخير، ولا توجد إجراءات انضباطية من الفيفا بخصوص هذه القضية.

ربما يعجبك أيضا