خبراء لـ «رؤية»: الساحة الإسرائيلية حُبلى بالمفاجآت والانتخابات هي السيناريو الأقرب

رؤية

سيطرت الخلافات بين الأحزاب المشكلة للحكومة الإسرائيلية وأحزاب الائتلاف حول موعد التصويت على حلّ الكنيست، وإجراء الانتخابات المبكرة، بعد أن نجحت المعارضة الإسرائيلية بزعامة رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو في منع حل الكنيست الإسرائيلي أمس الاثنين.

وأطاحت المعارضة بفرصة حل الكنيست بعد يوم طويل وصعب، في محاولة لكسب الوقت وتشكيل حكومة بديلة من خلال الكنيست نفسه وتجنب الذهاب إلى انتخابات خامسة.

انتخابات مبكرة أم حكومة بزعامة نتنياهو؟

بين هذا وذاك أصبحت العملية السياسية في إسرائيل بين خيارين كلاهما مُر ، فإما حل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر طائلة، أو تشكيل حكومة إسرائيلية بزعامة نتنياهو.

ويرى أستاذ الدراسات العبرية بكلية الآداب جامعة المنصورة وخبير الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أشرف الشرقاوي، أن حل الكنيست السيناريو الأقرب. وهو المرغوب بشكل غير معلن من كل الأطراف الإسرائيلية الآن.

الانتخابات المبكرة هي السيناريو الأقرب

قال خبير الشؤون الإسرائيلية في تصريحات لشبكة «رؤية» الإخبارية، اليوم الثلاثاء 28 يونيو 2022 ، من المنتظر أن يأتي الرئيس الأمريكي قريبا لزيارة المنطقة. ويتوقع الساسة الإسرائيليون حدوث ضغط عليهم للتقدم نحو ظروف تتيح تسوية سياسية في الشرق الأوسط. لذلك فالأفضل لإسرائيل، بدلا من رفض المقترحات الأمريكية والظهور بمظهر الرفض للسلام،القول بإنها في مرحلة عدم استقرار وليس لديها حكومة في الوقت الحالي.

من جانبه، أشار خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز الدراسات الإستراتيجية وتنمية القيم، سعد عبد العزيز إلى أن فُرص المعارضة لتشكيل حكومة دون انتخابات خامسة ضعيفة للغاية، وبالتالي الذهاب لانتخابات خامسة مبكرة هي السيناريو الأقرب.

مستقبل العلاقات مع إيران

أضاف سعد عبد العزيز في تصريحات لشبكة “رؤية” الإخبارية : بمجرد الموافقة على قانون حل الكنيست، سيتولى لبيد منصب رئيس الوزراء حسب اتفاق التناوب لحين إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة. بينما سيتولى بينت منصب نائب رئيس الوزراء  والمسؤول عن ملف إيران، ولهذا سيواصل الموساد الإسرائيلي عمليات اغتيال العلماء الإيرانيين وتخريب المنشآت النووية، رغم تهديدات طهران باستهداف الإسرائيليين في تركيا.

ويعني حل الكنيست دخول إسرائيل نفق الانتخابات الخامسة خلال أقل من ثلاث سنوات ونصف، في ظل تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة. وبحل الكنيست سيُسدل الستار على تجربة سياسية هي الأولى من نوعها في تاريخ إسرائيل، بعدما شارك أول حزب عربي ذي مرجعية إسلامية في الائتلاف الحكومي الذي ترأسه بينيت واستمر لمدة عام كامل.

موعد الانتخابات القادمة

من المتوقع إجراء الانتخابات الخامسة في أواخر أكتوبر أو الأول من  نوفمبر هذا العام، كما ستُجرى خلال شهر أغسطس المقبل، انتخابات تمهيدية في حزبي الليكود والعمل – ومن المتوقع الانتهاء من تحديد قوائم المرشحين للانتخابات البرلمانية في 8 سبتمبر. وبموجب القانون يجب إجراء الانتخابات بعد مدة لا تقل عن 90 يوماً من الموافقة على قانون حل الكنيست في القراءة الثالثة.

ورغم أن استطلاعات الرأي الأخيرة أعطت الليكود قرابة 36 مقعدا يليه حزب المستقبل 20 مقعدًا، إلا أن  كتلة نتنياهو لن تتخطى 60 مقعدًا واليسار 55 مقعدا، وهو ما يعني أن الأزمة السياسية ستظل قائمة لأن أي معسكر لن يحقق الأغلبية المطلوبة(61 مقعدا) لتشكيل الحكومة، الأمر الذي سيضطر أي معسكر للاستعانة بضم أحد القوائم العربية.

وأخيرًا، فإن الأسابيع المقبلة ستكون حُبلى بالمفاجآت داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث ستحتدم الحملات الانتخابية المصحوبة بالاتهامات المتبادلة بين الحريديم والعلمانيين وبين اليسار واليمين وحتي بين القائمتين العربيتين (الموحدة والمشتركة) في صراع لكسب مزيد من الأصوات.

ربما يعجبك أيضا