بن سلمان وماكرون: تقييم مستمر للتهديدات بالشرق الأوسط

وليد أبوالمعارف

شدد البيان الختامي لزيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لباريس، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على تعزيز التعاون والشراكة في المجالات الدفاعية.

ووفقًا للبيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، اليوم الجمعة 29 يوليو 2022، جرى خلال اللقاء عقد جلسة مباحثات رسمية استعرض الطرفان فيها العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، وتبادلا وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.

الشراكة الاستثمارية والاستراتيجية

شملت المباحثات سبل تعميق الشراكة الاستثمارية بين البلدين عبر رفع وتيرة التعاون الاستثماري والاقتصادي، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتعاون في مجال الهيدروجين النظيف، والالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات وليس على المصادر.

وتناولت المباحثات جوانب الشراكة الاستراتيجية وسبل تطويرها، وأهمية استقرار أسواق الطاقة العالمية، واستقرار الإمدادات الغذائية من القمح والحبوب لجميع دول العالم وعدم انقطاعها، والحفاظ على وفرة المعروض واستقرار الأسعار.

التقييم المستمر للتهديدات المشتركة

جرى التأكيد خلال المباحثات على ضرورة التقييم المستمر للتهديدات المشتركة لمصالح البلدين ولأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وأهمية تعزيز التعاون والشراكة في المجالات الدفاعية. وتناولت المباحثات مناقشة سبل تطوير وتعزيز التعاون والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومنها مكافحة الإرهاب وتمويله ومكافحة الجرائم بجميع أشكالها، وتبادل الخبرات والتدريب.

وتطرقت المباحثات إلى أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار واحترام وحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وتطرقت إلى الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان سلمية برنامج إيران النووي، وحث إيران على التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأشاد الجانب الفرنسي بجهود المملكة ودعمها للهدنة في اليمن، وجرى الإعراب عن تقدير المملكة لدعم فرنسا للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وفقًا للمرجعيات الثلاث.

دعم سيادة لبنان القضية الفلسطينيةوأزمة سوريا

شملت المباحثات دعم البلدين لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة. وأعرب الطرفان عن ارتياحهما لعمل الصندوق السعودي ـ الفرنسي لدعم العمل الإنساني والإغاثي في لبنان بأعلى معايير الشفافية.

تناولت المحادثات تطابق وجهات النظر حول ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وفقًا لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

وطرحت المحادثات أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، يحافظ على وحدة أراضي سوريا وسلامة شعبها.

ترشيح الرياض لاستضافة إكسبو 2030

في سياق آخر، عبّر ولي العهد للرئيس ماكرون عن تقدير المملكة لتأييد فرنسا لترشح مدينة الرياض لاستضافة المعرض الدولي إكسبو 2030.

وفي ختام الزيارة أعرب الأمير محمد بن سلمان عن شكره وتقديره لماكرون على ما حظي به والوفد المرافق له من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. ومن جانبه أعرب ماكرون عن أطيب تمنياته بالصحة والسعادة للأمير محمد بن سلمان، وبمزيد من التقدم والرقي لشعب المملكة العربية السعودية الصديق.

ربما يعجبك أيضا