أسرار سور الصين العظيم !

رؤية

استخدم سور الصين العظيم إبان الحرب العالمية الثانية كأفضلية تكتيكية في وجه الجيش الياباني، وتوجد بعض الإشاعات التي تقول أن بعض أجزاء السور العظيم ما زالت تستخدم في تدريب الجيش الصيني الحديث. من الواضح أن أجيالًا تعاقبت على بناء هذه الصرح العظيم، ولكن لماذا اختارت تلك الحضارة إنشاء مشروع عملاق كهذا؟ ولماذا يرغب أي أحد ببناء سور ضخم كهذا؟

لم يسبق أن سعت أي حضارة لمسعى بهذا الحجم؟ فما الذي دفع الصين إليه؟ من الجدير بالذكر أن السور الصين العظيم لم يبنى من قبل امبراطور واحد، إذ تم بناء أجزاء مختلفة منه في دول مختلفة آنذاك، وفي الأساس، كان السور العظيم مشروعًا قائمًا رفضت الصين القديمة التخلي عنه.

ولايات متفرقة – البداية: ورد أول ذكر للسور العظيم حسب ما نقلت مجلة ” وسع صدرك” المنوعة خلال القرن السابع قبل الميلاد في القصائد الصينية، وقبل أن تتوحد الصين تحت ظل سلالة كين أو تشين، كان هناك مشاحنات كثيرة، إذ تنافست دويلات على السلطة، وحكمت تلك الدويلات من قبل حكام مختلفين.

قرر إحدى هؤلاء الحكام؛ دوق مملكة تشي، بناء سور ليحمي نفسه من مملكة تشو المجاورة، فقام الحكام الآخرين باتباع خطواته وبناء أسوارهم الخاصة بهم، ومثلت تلك الأسوار المراحل البدائية مما يعرف اليوم بسور الصين العظيم.

سلالة كين – التوحيد: في عام 221 قبل الميلاد، طرأ شيء استثنائي، إذ وحد الامبراطور كين شي هوانج الصين كلها تحت حكمه، وكما نعرف، فإن القوة الهائلة تتطلب مسؤولية هائلة، لذلك كان على الإمبراطور أن يجد وسيلة جديدة لحماية امبراطوريته، وليتمكن من ذلك، اختار أن يصنع الأفضل مما لديه.

فبدأ بوصل جميع الأسوار التي بنيت من قبل وتحصينها بأحدث تقنيات ذلك العصر، فامتد سوره 5000 كيلومتر من ليناتو إلى الغرب حتى لياودونج إلى الشرق.

سلاسة هان – التوسع: في ظل الامبراطورية الجديدة، عمل هان جازو على توسيع السور حتى وصل إلى 6000 كم قبل موته، بدءًا من دانهوانج إلى الشرق وانتهاءًا بالمحيط الهادي إلى الغرب.

سلالة مينغ – النهضة: أطاحت سلالة مينغ بسلالة يوان الأجنبية في أواخر القرن الثالث عشر بعد الميلاد، وبعودة الصينيين إلى الحكم، قرروا إدخال تحديثات جادة على السور العظيم، الذي مثل الخط الدفاعي الأوحد في وجه الغزاة المستقبليين.

سلالة كينج – النهاية: بغض النظر عن يقظة سلالة مينج وحذرها الدائم، أثبت السور العظيم في عام 1644 م عدم كفاءته في وجه الغزوات الأجنبية، إذ قدم الغزاة من ولاية مانشو الشمالية، فإطاح المانشوريون بسلاسة مينج الحاكمة وأسسوا سلالة كينج الخاصة بهم. ومن المفارقة أن السور العظيم الذي لطالما كان درعًا في وجه الغزاة الأجانب، حكم عليه بأن يحمل سياح أجانب في كل عام وإلى الأبد.
   

ربما يعجبك أيضا