أمل دنقل.. المستغرق في الفن حتى الثمالة

شيرين صبحي

رؤية
عمان – صدر حديثًا عن دار عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع بالأردن، كتاب “الميتا لغة فى شعر أمل دنقل”، للدكتور حسن عزوز، أستاذ النقد الأدبي المعاصر بجامعة الشهيد حمة لخضر الوادي بالجزائر.
 
يؤكد المؤلف في دراسته أن أمل دنقل شاعر وفنان تشكيلى مبدع وحيوى متقد ومستغرق فى الفن حتى الثمالة وهو فى حركية الإبداع والإيقاع والموسيقى، فى حمحمة الخيول وتموج البحار ورقرقة الينابيع وشفافية الهواء وكثافة الروح الزرقاء، ورشة فنية بأكملها، ومؤسس الحروفية العربية والمحاصر بالذهب المعتق حتى نخاع عظامه والمحاط بأقواس قزح الألوان المختلفة والأصوات المتعددة، بالرقص والدراويش والدوران واللولبية والمولوية والتلاشى فى الأبعاد وفضاءات التشكيل المستمر والمتواصل حتى الحلم والإشراق وغيبوبة الغياب فى حضور فيضى عارم، وبحران ورائى لا نهائى أيضًا.
 
ويوضح أن نصه التشكيلي لا يقال في اللغة فقط، فالتصورات أقوى وحرائقه الفكرية المضطرمة المصطرخة لا تهدأ ولا تكن ولا تستكين، معبأة دائمًا بجمار الألوان ومجروحة بالنور الذى يشرق من أعماقه متزاوجة مع ضياءات الخارج، وحده الإنسانى والروحي، غاية أمل، فى هذا الفن، إنه مختبر فنى شاسع الأصداء وجسد متوتر، متوفز وروحه ثملة سكرى، بالوجد والجوى وهو فى المتحول والمختلف دائمًا لا يبدأ من بدء ولا ينتهى إلى نهاية، إنه فى الصيرورة الجمالية الممتعة وفي الرؤى الفلسفية الفكرية يغتبق خمرة الإيمان وينهل من ماء الخلود، وهو في هذا المناخ الغرائبى المدهش الرائع، شاعر يسكنه هم قومه لذلك فإنه لا يمكن بأى حال من الأحوال إلا أن يرتبط برصيد قومه الحضاري وبتحولاتهم فى الحاضر والماضى.

ربما يعجبك أيضا