هيئة علماء المسلمين بالعراق: أمريكا جعلت صورة البلاد سوداء

محمود سعيد

رؤية

بغداد – انتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق، ما خلفه الاحتلال الأمريكي بعد العام 2003 من مشاكل زادت من مأساة الشعب العراقي ومحنته؛ أبرزها دعم العملية السياسية واتخاذها سبيلاً وخياراً وحيداً لا مفر منه.

وقالت الهيئة في رسالة مفتوحة للأمين العام، مثنى الضاري، في الذكرى الـ14 للاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، التي توافق (9 أبريل/نيسان): إن “المشكلة الحقيقية التي ما تزال مستمرة هي الاحتلال الأمريكي وما خلفه من عملية سياسية، إلى جانب دعم هذه العملية دولياً وإقليمياً، واتخاذها سبيلاً وخياراً وحيداً، لا فكاك منه ولا مفر؛ الأمر الذي زاد المأساة وأطال أمد المحنة والمعاناة على الشعب العراقي”.

وأشارت الهيئة التي تتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقراً لها، إلى أن “العراقيين ما زالوا هم الضحية في مراحل ما بعد الاحتلال؛ إذ أزهقت أرواحهم ظلماً وعدواناً، واعتقلوا عبثاً وتعسفاً، وعذّبوا بوحشية وسادية وتنكيل، ثم هجّروا ونزحوا وتغربوا، وهدمت بيوتهم وجرّفت مزارعهم وحرقت بساتينهم وصودرت ممتلكاتهم، وما زالوا يدفعون ثمن الاحتلال جريمة العصر الحديث بلا أي جُرم اقترفوه”.

وأكدت رسالة الهيئة أن “صوت العراقيين مغيّب ودورهم مهمّش، وتطلعاتهم للتغيير وبناء مستقبلهم ومستقبل بلدهم تقمع وتوأد في مهدها فور انطلاقها”، مشيرة إلى أنهم “وصلوا إلى حالة اليأس من أي خير يأتي من خارج بلدهم، أو ممّن يتسلط ويتحكّم بمقدراتهم من السياسيين”.

وشددت الهيئة على أن الاستمرار في تجاهل الجهود الحقيقية، التي تحقق للعراقيين حريتهم وأمنهم واستقرارهم؛ والإصرار على تجريب الحلول السابقة دون وضع رؤية لحل شامل وكامل للقضية العراقية، وغياب الجهد العربي والإقليمي لتحقيق التوازن أمام الهيمنة الإيرانية؛ لن يحقق للعراقيين شيئاً، وسيكون الفشل نتيجته كسابقها، محذرة ممّا سيخلفه ذلك من تداعيات مؤلمة تزيد من معاناة العراق والعراقيين.

وفي هذا السياق؛ نبهت الهيئة إلى أن “واقع الفشل الذريع للعملية السياسية؛ يستدعي المراجعة الحقيقة والجادة لجدواها، مؤكدة أن الضوء الأمريكي الأخضر -في ظل الإدارة الجديدة- والقاضي باستمرار العملية السياسية على وفق ما بدأت به وانتهت إليه من قواعد ومحددات ظالمة وإقصائية وطائفية وعنصرية؛ يعني استمرار معاناة العراقيين لسنوات أربع قادمة”.

ولفتت إلى أن “الحل الشامل والكامل الذي يمكن بواسطته خلاص العراق ممّا هو فيه من صورة سوداء مأساوية؛ يستلزم أن يقوم على أسس رئيسة ومهمة، تعالج واقع الفشل المطبق الذي يرزح فيه منذ أربع عشرة سنة”.

وبشأن رؤيتها للحل، أوضحت الهيئة أن ذلك يتمثل في “معالجة واقع الفشل، منها: التمسك بوحدة العراق أرضاً وشعباً، ورفض تقسيمه، والتكفل بحفظ ثرواته ومقدراته، وحمايتها من العدوان الخارجي، بما يحقق للبلاد التنمية والتطور، والعمل على إزالة آثار الاحتلال، ومحاسبة المفسدين وإعادة الحقوق لأهلها، وحل مع معالجة القضايا العالقة في إطار سيادته ووحدته بالحوار البناء بما يضمن حقوق الجميع”.

وأشارت إلى أن ذلك يكون في ظل نظام سياسي وطني، ووفق آلية التداول السلمي للسلطة، واعتماد التعددية السياسية ونبذ كل أشكال الاستبداد السياسي والإقصاء مع ضمان استقلال العراق وسيادته، وإرجاعه لمكانته الدولية، وتعزيز مبادئ حسن الجوار، والمصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

ومع أن رسالة الهيئة تضمنت ملامح لحل أزمة العراق بعد 2003، فقد دعت إلى “التوقف عن سياسات الاحتواء والتطبيع غير المجدية مع حكومة بغداد، ومحاولات المحافظة على النظام السياسي القائم بكل ما فيه من كوارث ومثالب ومشاكل؛ أودت بالعراق إلى الهاوية”.

(وكالات)

ربما يعجبك أيضا