الجالية الإسلامية تعتصم أمام “الأوروبي” تضامنا مع مسلمي الروهنجيا

محمود سعيد

رؤية – سحر رمزي

لاهاي – تصاعد غضب الجالية المسلمة في أوروبا بسبب ما ينشر من تقارير وصور وفيديوهات علي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

 مما جعل العديد من الحقوقيين وغيرهم  تنظيم وقفة احتجاجية، بل بعضهم أعلن الاعتصام أمام البرلمان الأوروبي  تضامناً مع شعب الروهنجيا المنكوب في ميانمار وسيكون ذلك في الثالثة من عصر بعد غد السبت،

وفى الوقفة سوف  يندد المتظاهرون بالصمت العالمي علي الإبادة الجامعية لمسلمي ميانمار ويطالبون بالتضامن من اجل نصرة هذا الشعب المنكوب والذي يتعرض إلي إبادة جماعية، في ظل سكوت عالمي علي كل الجرائم التي ترتكب في حق هذا الشعب المنكوب، وبالأخص من جانب الأمم المتحدة.

ومن جانبه أدان الناشط الحقوقي الدكتور إسماعيل خلف الله الصمت الرهيب لمنظمة المؤتمر الإسلامي أمام مجازر مسلمي الروهنجيا،
وفي السياق نفسه  وقع أكثر من 49 ألف شخص على عريضة تطالب بسحب جائزة نوبل من رئيسة وزراء ميانمار (بورما)، أونغ سان سو كي، بسبب صمتها عما تتعرض له أقلية الروهنجيا المسلمة من اضطهاد، في ولاية راخين، شمال غربي البلاد.

ويسعى الموقعون على العريضة، المنشورة على موقع “أفاز”، إلى إقناع لجنة الجائزة النرويجية بالتراجع عن تكريم سيدة لم تندد على نحو صريح بما ارتكبه جيش بلادها.

وكانت سو تشي حصلت على جوائز دولية رفيعة، وتوجت بنوبل سنة 1991، تقديرا لما قامت به في معارضة النظام السياسي في بلادها، وتعرضها للإقامة الجبرية طيلة أعوام بسبب دعواتها إلى إرساء حكم ديمقراطي.

ومنذ 25 اغسطس المنصرم، تتحدث وسائل إعلام عالمية عن قيام جيش ميانمار بعمليات تقترب من التطهير العرقي بحق الأقلية المسلمة الموجودة شمالي إقليم أراكان.

  وفي السياق نفسه طالب العديد من الحقوقيين  باستدعاء أونغ سان سوكي امام المحكمة الجنائية الدولية (إيسك) بشأن الإبادة الجماعية في روهينجيا،  وذلك بناء علي مستندات و لقطات وتقارير جري التحقق من صحتها من خلال وسائل الإعلام والحكومات والمفتشين بالأمة المتحدة مثل رئيس الأمم المتحدة السابق كوفي عنان والمحققين الحاليين للأمم المتحدة، تيريزا ماي، جيريمي كوربين، بي بي سي، تايمز، وما إلى ذلك على حد سواء أكدوا جميعا أن حكومة ميانمار قد اضطهدت وتضطهد أخلاقيا جماعة الروهنجيا الأقلية (ولاية راخين) وشعبها.

وأكدوا أن هذا التعذيب  سببه الوحيد  أنهم مسلمين، والتهمة الملصقة بهم هي (الإسلام)، الذي يعتبره الجيش والحكومة دينياً أجنبيا لدين الدولة أي البوذية. البوذيون أنفسهم مثل الرهبان يأخذون الأسلحة ويدمرون الكائنات والقرى البريئة.

كما أن الأطفال الصغار والنساء والرجال، وكبار السن والمعوقون يتعرضون جميعا للتعذيب، وإضرام النار، والاغتصاب، والقتل، وأحرقت منازلهم. وأكدت المنظمات الحقوقية علي ضرورة أن تتخذ الإجراءات ضد المسؤولين بالدولة، أن ويقف كل من  رئيس دولة ميانمار أونغ سان سو كي والقائد العام للقوات المسلحة مينغ أونغ هلينغ امام  المحكمة الجنائية الدولية (لاهاي) المحكمة الجنائية الدولية بشأن قضية الإبادة الجماعية والكراهية وذلك على حد سواء .

وفى تقرير نشر في وسائل الاعلام المختلفة يؤكدون ان القادة الحاليون صامتون و لم يبدوا سوى ملاحظات قليلة. وانه في العام الماضي قد دعت تيريزا ماي ماينمار إلى داونينج ستريت لإجراء نقاش والانضمام إليها لتناول الشاي بعد الظهر لمناقشة الامر. ووصفوا هذه الدعوة  بالسخيفة.

من هم الروهنجيا؟

تعتبر بورما دولة متعددة العرقيات، حيث تضم أكثر من 140 عرقية، أهمها البورمان 68 في المائة، والشان 9 في المائة، والكارين 7 في المائة، والراخين (مسلمو الروهنجيا) 4 في المائة، والصينيون 3 في المائة، والهنود 2 في المائة، والمون 2 في المائة، إضافة إلى عرقيات أخرى تبلغ نسبتها نحو 5 في المائة حسب موقع كيفاش.
ويعد الروهنجيا المسلمون الأقلية الأكثر اضطهادًا في بورما، حيث ينص القانون البورمي حول الجنسية، الصادر في 1982، على أن المجموعات الإثنية التي تثبت وجودها على الأراضي البورمية قبل 1823 (قبل الحرب الأولى الإنجليزية – البورمية التي أدت إلى الاستعمار) هي وحدها التي يمكنها الحصول على الجنسية البورمية، لذلك حرم هذا القانون الروهنجيا من الحصول على الجنسية، رغم أن الإسلام وصل إلى بورما في القرن السابع الميلادي.

حصيلة اضطهاد مسلمي الروهنجيا

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في وقت سابق، فرار أكثر من 87 ألف من الروهنجا من أراكان إلى بنغلاديش، بسبب الاضطهاد ومذابح الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها يد الأغلبية البوذية في ميانمار.
وقال موظفو الإغاثة، الذين يوفرون للفارين الغذاء والملاجئ المؤقتة، إن عشرات من القادمين مصابون بجروح سببتها طلقات نارية، وأن معظم الفارين من النساء والأطفال، وأنهم في حالة سيئة.
 

ربما يعجبك أيضا