قطر و”اللوبي الإسرائيلي” وثائقي منعته الدوحة

أشرف شعبان

رؤية

الدوحة – في العالم 2017، وجدت الإمارة الصغيرة في الخليج العربي نفسها معزولة عن جيرانها كافة، فحاولت اللجوء إلى ما تبقى من حلفاء لها في الولايات المتحدة، وبخاصة إدارة الرئيس دونالد ترامب، في محاولة فاشلة لجعل واشنطن تقف إلى جانب الدوحة في إطار الأزمة القطرية.

ومع انبعاث روائح الصفقات القطرية مع المجموعات المتطرفة والإرهابية كما التدخل في شؤون الدول المجاورة منها، شعرت الدوحة بالخوف من إمكانية خسارة من يتبقى لها داخل الأروقة الأمريكية، الأمر الذي دفعها لمحاولة تجنيد مجموعات ضغط وحلفاء للحصول على لائحة من 250 شخصاً يستطيعون التأثير على قرارات ترامب.

ويرى تقرير نشرته صحيفة “جيروزالم بوست” اليوم الإثنين، أن الإدارة القطرية كانت تتخوف من أن يؤدي وثائقي تم إعداده في 2017، ويظهر خلاله مشاهد لتحقيق تم تصويره بتقنية الكاميرا الخفية كان يراد منه فضح “اللوبي الإسرائيلي”، إلى سلاح يستخدم ضد نظام آل ثاني و”الجزيرة” المدعومة من الدوحة، مما قد يودي بالقناة إلى تصنيفها “عميلاً أجنبياً”.

وسبق أن اتخذت الإدارة الأمريكية قراراً بتسجيل قناة “روسيا اليوم” كعميل أجنبي لعلاقاتها الواسعة مع نظام فلاديمير بوتين بحيث تبث المواضيع والتقارير التي تناسب مع أجندة الكرملن، بشكل يشبه إلى حد كبير تغطية “الجزيرة” لشؤون الشرق الأوسط والعالم التي تتأرجح بشكل واسع، استناداً إلى ما إذا كان حكام قطر يتعاونون مع قادة الدول الأخرى أم لا.

ويتابع تقرير الصحيفة الإسرائيلية، أن مقاطع من وثائقي “الجزيرة” بدأ يتم تسريبها على الإنترنت في الوقت عينه الذي تم تسريب لائحة الـ250 مؤثراً إلى الإعلام، ما يزيد من الإحراج تجاه الإمارة الخليجية ويظهر مدى سعي النظام القطري لشراء التأييد في واشنطن.

وفي 29 أغسطس (آب) الماضي، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً عن محاولة قطر شراء تأييد 250 من المؤثرين على ترامب سعياً لتغيير السياسة الأمريكية لمصلحة الدوحة، حيث سجّل تلقي بعضهم ما لا يقل عن 3 مليون دولار من الحكمة القطرية، بالإضافة إلى عشرات رحلات “الاستجمام”.

ويوم الجمعة الماضي، ظهرت على مواقع إلكترونية أجزاء من وثائقي “الجزيرة” عن اللوبي الإسرائيلي، نشر موقع “الانتفاضة الإلكترونية” أجزاءاً منه، بعد أن منع عن العرض إبان إعلان دول عربية عدة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

وكان الصحافي الفرنسي آلان غريش كشف معلومات خاصة يوم الأربعاء الماضي تتعلق الفيلم الوثائقي الذي تسبب منع عرضه في سخط داخل أوساط القناة.

وقال غريش، بحسب ما نقله موقع راديو “مونت كارلو الدولية” إن السبب وراء ذلك يعود إلى صفقة عقدتها الدوحة مع “الجناح الأيمن للوبي الصهيوني” قررت من خلالها تأجيل بث الفيلم “مقابل توقف اللوبي عن التحريض على قطر داخل الإدارة الأميركية” وذلك في إطار محاولة لكسب ود واشنطن وتأييدها في الأزمة الخليجية المستعرة. وتابع غريش إنه تمكن “بفضل أحد الأصدقاء المقيمين في الخليج”من مشاهدة الحلقات الأربع و”مدة كل منها خمسون دقيقة في شكلها شبه المُنجَز”.

وظهرت على “يوتيوب” مقاطع فيديو من الفيلم الوثائقي تم تسريبها إلى وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حول قصة “مندس” شغلته قناة الجزيرة في أوساط الجماعات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة منذ عام 2016 اسمه “طوني كلاينفيلد” تمكن من جمع كل “المكونات المطلوبة لإنتاج تحقيق باهر”.

وكتب كلايتون سويشر، الذي لعب دوراً رئيسياً في إخراج الفيلم الوثائقي داخل قناة الجزيرة مقالة رأي في مجلة “The Forward” في مارس (آذار) الماضي، يؤكد فيها أن الدوحة سعت لتقديم نسختها المعدلة من الأزمة القطرية مع دول الجوار العربي من خلال استضافة مسؤولين وقادة دول، بما في ذلك أعضاء من الجالية اليهودية – الأمريكية.

وفي أبريل (نيسان) الماضي، تفاخرت المنظمة الصهيونية الأمريكية بأنها نجحت في إقناع قطر بعدم السماح بعرض الفيلم الوثائقي عن اللوبي الإسرائيلي.

وعلى الرغم من محاولات استجداء اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ومحاولات شراء لمؤثرين على دائرة الرئيس دونالد ترامب، تؤكد الصحيفة الإسرائيلية أن جميع المحاولات القطرية فشلت في توسيع دوائر نفوذها وعلاقاتها في واشنطن.

ربما يعجبك أيضا