1200 شخص ضحايا التجسّس القطري في أمريكا

دعاء عبدالنبي

رؤية 

واشنطن – بعد أقل من 3 أيامٍ على فضح تورّط النظام القطري في مخططٍ واسع النطاق للتجسس الإلكتروني في الولايات المتحدة، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مزيداً من التفاصيل حول الشخصيات التي جرى استهدافها، في إطار هذا المخطط، ومن بينهم مسؤولون ودبلوماسيون ونشطاء حقوقيون عرب وغربيون، وكذلك مسؤولة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي ايه”.

وفي تقريرٍ إخباريٍ أعده دافيد كيركباتريك، أفادت الصحيفة بأن وثائق جديدة جمعها محامو رجل الأعمال الأمريكي البارز إليوت بريودي -الذي كان بدوره ضحية للقرصنة القطرية- تُظهر أن مؤامرة الدوحة في هذا الصدد شملت نحو 1200 شخص من جنسيات مختلفة، تعرّضت حسابات البريد الإلكتروني الشخصية والمهنية الخاصة بهم، لعمليات سطو وتجسس وقف وراءها “تنظيم الحمدين”.

ومن بين الشخصيات المستهدفة، مسؤولون وشخصيات سياسية وإعلامية من عدد من الدول العربية والولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا.

ووردت أسماء بعض هذه الشخصيات في تقريرٍ مؤلف من 11 ألف صفحة، يشكل خلاصة جهود بذلها فريق من المحامين والخبراء العاملين لحساب بريودي على مدار الشهور القليلة الماضية، لإثبات تورط النظام الحاكم في الدوحة في الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها بريودي أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري، في محاولة للانتقام من انتقاداته العلنية للسياسات التخريبية والطائشة لهذا النظام.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن محامي بريودي قولهم: إن التقرير يثبت بشكل قاطع وقوف عملاء قطر وراء هذه الهجمات المعقدة التي تلقى خلالها رسائل تبدو بريئة المظهر، بغرض السطو على كلمات المرور وغير ذلك من المعلومات السرية الخاصة بحسابات بريده الإلكتروني.

وشدد المحامون في سجلات قضائية رسمية على أن تتبع مصدر هذه الرسائل أثبت أن بعضها أُرْسِلَ من شبكة للاتصالات في قطر، رغم الجهود المستميتة التي بذلها منفذوها لإخفاء هويتهم وهوية مشغليهم.

ويتضمن التقرير تفاصيل آلاف المواقع الوهمية التي تم إنشاؤها خصيصاً بهدف نصب “شِراك للشخصيات المُستهدفة.. وكذلك عناوين حسابات البريد الإلكتروني لهذه الشخصيات”.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أنه على الرغم من أن هذه التفاصيل لا توضح هوية من تمكنت قطر بالفعل من اختراق حساباتهم، فإن الأدلة تفيد بأن القراصنة الإلكترونيين العاملين لحساب الدوحة أمطروا الضحايا المستهدفين برسائل متكررة للاستيلاء على المعلومات الخاصة بحساباتهم.

ونقلت الصحيفة عن محامي رجل الأعمال الأمريكي قولهم: إن الأدلة الجديدة تثبت بشكل قاطع ضلوع عملاء النظام القطري في عملية السطو والقرصنة التي تعرض لها موكلهم الصديق المقرب من الرئيس دونالد ترامب، وشكلّت محوراً لدعوى رفعها أمام إحدى المحاكم الأمريكية.

واتهم بريودي في دعواه الدوحة بالاستعانة بشركة “غلوبال ريسك أدفيزرز” العاملة في مجال تقديم الاستشارات الخاصة بالأمن الإلكتروني، من أجل تنسيق حملة القرصنة هذه التي أفضت إلى السطو على بعض الرسائل الخاصة به، وتسريب تفاصيلها إلى وسائل الإعلام بعد تحريفها وتغيير بعض التفاصيل الواردة فيها، للإيحاء بأنه سعى للتأثير على ترامب ودفعه لاتخاذ سياسات متشددة إزاء قطر، لخدمة مصالحه الخاصة.

ربما يعجبك أيضا