خبراء: اكتشاف غاز البحر الأسود لا يشكل عصا سحرية لحل مشاكل أردوغان الاقتصادية

إبراهيم جابر

رؤية

أنقرة – اعتبر خبراء أن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اكتشاف كبير للغاز الطبيعي في البحر الأسود، كان مبالغا به، ولن يحل الأزمة الاقتصادية أو يرمم شعبيته المتهالكة.

وأشاروا في تقرير إلى أن تركيا تعتمد على واردات الطاقة لتلبية أكثر من ثلاثة أرباع احتياجاتها، خاصة من روسيا وأذربيجان وإيران، وأن قيمة تلك الواردات بلغت حوالي 41 مليار دولار عام 2019، وكان يمكن أن تزيد عن ذلك بكثير لو لم تشهد الأسعار هبوطا حادا.

وقال أشلي شيرمان من مؤسسة “وود ماكنزي” البريطانية للطاقة: “تواجه تركيا فاتورة ضخمة بواردات الطاقة، ولا أعتقد أن اكتشاف ذلك الحقل يشكل عصا سحرية لحل مشاكل تركيا الاقتصادية”.

لكنه أشار لموقع “دويتشه فيله” الإخباري الألماني، إلى أنه “اكتشاف مهم وسيتيح لأنقرة أن تعزز موقفها في المفاوضات مع مورّدي الغاز خاصة، وأن عقود الغاز طويلة المدى والمبرمة مع هؤلاء الموردين من الخارج سيتم تمديدها عدة سنوات”.

ورأى التقرير، أن الاكتشاف، الذي وصفه أردوغان بـ”المعجزة”، والبالغ احتياطه التقديري حوالي 320 مليار متر مكعب، يثير أسئلة كثيرة.

وقال نيت شينكان من “مركز الحرية للأبحاث” الأمريكي: “السؤالان الرئيسيان هما عما إذا كان بالإمكان استخراج كامل الكمية من الحقل، أو أن الإعلان يهدف لاستعادة شعبية أردوغان خاصة، وأن الاكتشاف تم الإعلان عنه بسرعة كبيرة وبعد فترة قصيرة من أعمال التنقيب”.

وأضاف أنه “إذا كانوا يقولون أن هذا الاكتشاف معجزة اقتصادية وسيكون له تأثير كبير إيجابي على الاقتصاد، عليهم أولا أن يشرحوا طبيعة وآلية العملية”، وتابع قائلا: “نريد أن نعرف تكلفة استخراج الغاز ومعدل الاستخراج والسعر الذي يمكنهم بيع الغاز”.

وأشار شينكان إلى أن “الحقيقة أن تاريخ تشغيل الحقل هو طموح للغاية لأنه يتطلب تنفيذ مشروع لم يسبق أن تم تنفيذه بهذه السرعة”.

ونقل التقرير عن الخبراء قولهم إن تركيا قد تكون بحاجة لنحو 10 سنوات للبدء باستخراج الغاز، وأن عليها الدخول في مشروع مشترك مع عمالقة طاقة عالميين من أجل استغلال الحقل بشكل كامل على الرغم من إصرار أنقرة على أنها ستنفذ المشروع دون مشاركة أجنبية، في حين ستكون بحاجة لمقاول عالمي لبناء أنبوب لنقل الغاز إلى البر.

وقال شينكان: “لا اعتقد أن هذا الاكتشاف سيغير قواعد اللعبة لتركيا سواء بالنسبة لمشاكلها الاقتصادية المتفاقمة أو إستراتيجيتها للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، التي أدت إلى تصاعد التوتر بشكل كبير مع اليونان“، لافتا إلى أنه ”من الواضح أن أنقرة تندفع على جميع الجبهات وهو ما يبدو على أنه نهج سياستها الخارجية في السنوات الماضية”.

ربما يعجبك أيضا