«الأمن القومي الأمريكي»: مستشار ترامب المقال لم يحصل على أسرارنا العملياتية

شيرين صبحي

رؤية

واشنطن – نفى الجنرال باول ناكاسون مدير وكالة الأمن القومي الأمريكية أن يكون مايكل إيلينز -الذي عينه ترامب مستشارا للوكالة قبيل تنصيب بايدن بساعات- قد تمكن من التأثير على سير عمل الوكالة أو الحصول على أسرار عملياتية.

وقال: إن قصر مده تواجده في الوكالة بسبب مقاومتها لتعيينه قد ساعد في الحفاظ على سرية العمل بها وعدم الانحراف به إلى مقاصد سياسية، وقال: إن قرار تعيين مايكل إيلينز قد صدر في السادسة من مساء يوم السادس عشر من يناير الجاري وقد قاومت الوكالة تنفيذ قرار التعيين عمليا حتى السادسة من مساء يوم التاسع عشر من يناير أي قبل تنصيب بايدن بساعات، وفقا لوكالة “أ ش أ”.

وبحسب دورية إنتلجنس أونلاين الأمريكية المعنية بالشأن الاستخباري ومكافحة التجسس فقد باءت مساعي ترامب كلها بالفشل و تحطمت على صخرة مقاومة شديدة من قيادات وكالة الأمن القومى الأمريكية الذين رفضوا استخدام جهازهم كأداه لتصفية الحسابات السياسية بالمخالفة لدستور الولايات المتحدة والقوانين المنظمة لعمل الوكالة وقواعد عدم الإفصاح عن الأسرار العملياتية للوكالة.

وكشفت الدورية الأمريكية عن جهود جبارة قام بها الجنرال باول ناكاسون المدير العام لوكالة الأمن القومي الأمريكية لمقاومة نشاط صديق ترامب مايكل إيلينز في الوكالة بعد أن ضغط عليه كريستوفر ميللر القائم بعمل وزير الدفاع الأمريكي بتعيينه مستشارا قانونيا للوكالة ، وكان ذلك بضغط من الرئيس الأمريكي على وزير دفاعه حيث أراد ترامب الابتعاد عن الصورة في هذا الشأن .

من جهتها.. ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكي واسعه الانتشار أن مكتب المفتش العام للبنتاجون سيتولى مباشرة بعمل التحقيقات اللازمة مع مايكل إيلينز، أما شبكة سي بي إس الإخبارية الأمريكية فتوقعت أن يواجه إيلينز تهمة السعي لكشف سرية مستندات حساسة في وكالة الأمن القومي الأمريكية، الآن أن الشبكة لم تحصل على جواب قاطع سواء من وكالة الأمن القومي الأمريكية أو من مفتش عام البنتاجون حيث كلاهما لم يؤكد خضوع إيلينز للتحقيق وفي نفس الوقت لم ينفوا حدوث ذلك.

كانت وكالة الأمن القومي الأمريكية التي تعد كبرى مؤسسات التجسس الإلكتروني والمراقبة الرقمية في الولايات المتحدة قد أوقفت مستشارها القانوني الذي كان ترامب قد عينه قبيل ساعات من ترك منصبه، وجاء في بيان صادر عن الوكالة في ساعة متأخرة من مساء أمس، أنها أعطت مستشارها القانوني مايكل إيلينز، وهو محام من الدائرة المقربة من ترامب إجازة إدارية إجبارية لحين إنهاء عمله في الوكالة بعد استيفاء التحقيقات الخاصة مع حول ملابسات قرار متعجل صدر من إدارة ترامب بتعيينه في هذا المنصب الحساس.

وقد عمل مايكل إيلينز مستشارا سياسيا حتى العام 2017 للنائب الجمهوري دافيد نانز الذي انتقل للعمل في طاقم مستشاري الأمن القومي للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض مصطحبا معه مايكل إيلينز، وقد شغل مايكل إيلينز بعد ذلك منصب المستشار القانوني لمجلس الأمن القومي الأمريكي، وفي العام 2020 أسند إليه ترامب إدارة شئون الاستخبارات في مجلس الأمن القومي الأمريكي.

وفي نوفمبر الماضي وقبل أيام من خسارته في الانتخابات الرئاسية سعى ترامب إلى تعيين مايكل إيلينز في منصب المستشار العام لوكالة الأمن القومي الأمريكية التي تتخذ من ميريلاند مقرا لها وتعد الجهاز الأول في الولايات المتحدة المعني بالتنصت الإلكتروني ومراقبة الاتصالات، ويعد شاغل هذا المنصب من الناحية العملية هو المسئول الأول عن تقنين الإجراءات العملياتية في الوكالة .

ونظر المراقبون إلى قرار ترامب المتعجل بالدفع بصديقه مايكل إيلينز لهذا المنصب على انه محاولة من الرئيس الأمريكي إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سجلات المكالمات والاتصالات الخاصة به والتي قد تكون وكالة الأمن القومي الأمريكية قد رصدتها وذلك قبل مغادرة ترامب لمنصبه.

ولم يستبعد المراقبون كذلك أن يكون ترامب قد سعى من وراء الدفع بصديقه مايكل إيلينز لوكالة الأمن القومي الأمريكية إلى الحصول على تسجيلات ومكالمات واتصالات سرية لعدد من خصومه السياسيين بقصد ابتزاز مواقفهم بها في صراعه السياسي والانتخابي مع جو بايدن والديمقراطيين.

ربما يعجبك أيضا