«مسبار الأمل» نقطة انطلاق جديدة في التنمية الاقتصادية الإماراتية لعصر ما بعد النفط

أماني ربيع

رؤية

أبوظبي – تظهر القراءة الرقمية في مهمات مسبار الأمل إلى كوكب المريخ قدرة الإمارات على استثمار قطاع صناعة الفضاء لتعزيز ريادة الاقتصاد الوطني الذي أصبح يتصدر قوائم التنافسية العالمية في الرقمنة والابتكار واستقطاب الاستثمارات، وفي القدرة على التكيف مع مختلف التحولات والتغيرات العالمية.

وفي الحسابات الرقمية للآثار الاقتصادية لمسبار الأمل فإن اقتحام الإمارات لقطاعات الصناعات الفضائية، الذي تجاوزت استثمارات الدولية فيه 22 مليار درهم، يعد نقطةُ انطلاق جديدة في سجل إنجازات الدولة وذلك كون المهمة تأتي في سياق ثوابت التنمية المستدامة التي تنشدها الدولة، علاوة على أنها استثمار اقتصادي في رأس المال البشري الذي هو العُدّة الإماراتية لعصر ما بعد النفط.

وقال حمد عبيد المنصوري رئيس الحكومة الرقمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات رئيس مجلس إدارة “مركز محمد بن راشد للفضاء” إنه وخلال رحلة التأسيس والتمكين ومراكمة الإنجاز على مدى السنوات الخمسين الماضية، كان اقتصاد دولة الإمارات قائما على النفط. وبفضل الرؤى القيادية الرشيدة الطموحة، جرى بناء نموذج للتنمية المستدامة أصبحت فيه دولةً رائدةً في بناء الشراكات القطاعية والدولية، القائمة على الجدارة والثقة والتنوع في الموارد وكفاءة ارتياد المستقبل.

وبحسب وكالة أنباء الإمارات، أكد المنصوري أن وصول ” مسبار الأمل ” إلى مداره المقرر حول كوكب المريخ يجسد ذروة الخط البياني في النمو الاقتصادي الإماراتي الشامل، والمستهدف في ” رؤية 2021″، حيث سيتولى المسبار جمع البيانات حول الغلاف الجوي للكوكب وهي البيانات التي ينتظرها على الأرض مجتمع علمي عالمي يجمع أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية.

ومثل ذلك في الأهمية الاستثمارية، أو يزيد، أن مسبار الأمل الإماراتي في هذا الإنجاز، يجسّد نبعاً للإلهام، ليس فقط للشباب الإماراتي وإنما للعالم بأسره والإلهام بمعني الشحنة العالية من تجديد الأمل الإنساني الذي تناوبت عليه في السنوات الأخيرة جوائح الإرهاب والعوز والأوبئة المولدة لليأس.

وإذا كانت هوية الإمارات وقوتها الناعمة تعززت على مدي النصف الأول من مئوية الدولة، بحزمة من الإنجازات الاقتصادية والتي أضحت فيه الدولة حاضرة وبوابة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنها الآن تضيف لهذه القوة الناعمة رسالة الأمل الممهورة بأختام التقدم التكنولوجي والاستقطاب الاستثماري والطموح والأمن والتسامح والملاءة في تصدير التكنولوجيا.

وبالأرقام فإن تكلفة مشروع “مسبار الأمل ” ستقابلها عوائد اقتصادية رصدتها العديد من الدراسات الأكاديمية بـ 8 فوائد تساهم في زيادة مشاركة القطاع غير النفطي في التنمية الشاملة.

فالصناعة الفضائية الإماراتية ومنها مسبار الأمل تضيف تطويرا نوعيا في صناعة نطاق الاتصالات العريض للمستهلكين، ومُخرجاتها تقدم صادرات إماراتية جديدة في الخدمات المدارة، وتحليلات البيانات الناتجة عن رصد الأرض.

كما تؤهل اقتصاد الدولة بنوعيات توظيف جديدة تعمل في صناعة إعلام الأقمار الصناعية، وتصنيع أجهزة وتطبيقات الملاحة، والبحوث الفضائية التجارية، وتصنيع الأقمار الصناعية الصغيرة، إضافة إلى تعدين الفضاء الذي تُقدر قيمته المادية المحتملة بأكثر من 100 تريليون دولار أمريكي، علما بأن القيمة المادية للقطاع على الأرض تبلغ نحو 1.7 تريليون دولار.

لقد دخلت الإمارات عضوية نادي العشرين الكبار في العديد من القطاعات، لذا فإن عضويتها المتحققة الآن في نادي استكشاف المريخ وبناء المستوطنات البشرية المحتملة فيه، كفيلة لزيادة قوة وهيبة الهوية الإماراتية، وفي تنافسية اقتصادها بالتنويع في الموارد، وفي المشاركة بصناعة المستقبل من موقع الريادة والابتكار والثقة، وفي تمكين “رؤية الإمارات 2071” باقتصاد يمتلك قوة الاستدامة الوثيقة.

ربما يعجبك أيضا