شبح 2013 يلوح مجدداً في الأسواق الناشئة

هدى اسماعيل

رؤية

واشنطن – مع استمرار موجة صعود قياسية لعوائد السندات الأميركية ونمو قوي متوقع للاقتصاد العالمي في 2021 وسط مؤشرات على التعافي من تبعات الجائحة، يلوح في أفق الأسواق الناشئة مخاوف من تكرار ما حدث في العام 2013 حينما تحرك الفيدرالي الأميركي للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية وقام برفع أسعار الفائدة.

وقال تقرير صادر عن معهد التمويل الدولي، اطلعت «العربية.نت» على نسخة منه، إن المعطيات على الأرض تشير إلى موجة نزوح محتملة جديدة وهروب لرؤوس الأموال الأجنبية من الأسواق الناشئة حتى مع التوجهات المستقبلية للفيدرالي لاستهداف معدلات التضخم والتي لا تضع في حسبانها استهداف خفض عوائد السندات.

وأضاف المعهد “أولى توقعاتنا للاقتصاد الكلي العالمي في 2021 تركزت على المخاطر المتعلقة بما حدث بالعام 2013. وينبع قلقنا من أن العام الجاري سيشهد معدلات نمو قوية مع إعادة فتح الاقتصادات. وقد اتضح هذا الأمر بشدة في موجة النزوح الأخيرة من الأسواق الناشئة”.

كانت الأمور تسير على ما يرام للأسواق الناشئة في العام 2013، مع استمرار التدفقات القياسية إلى محافظ الأوراق المالية بها في زمن المال الرخيص والذي كانت فيه أسعار الفائدة تحوم حول مستويات صفرية ما جعل المستثمرون يجدون ضالتهم في تلك الأسواق بحثا عن تحقيق عوائد جيدة.

كان الحذر يسيطر على المشهد، إذ كانت المؤشرات تشير إلى احتمالية تحرك الفدرالي برفع أسعار الفائدة للمرة الأولى من الأزمة المالية العالمية ما من شأنه أن يقلل من جاذبية الاستثمار في الأسواق الناشئة مع ارتفاع العوائد التي تقدمها السندات الأميركية.

وفي مطلع مايو آيار من هذا العام، حدث ما كانت تخشاه الأسواق إذ بدء الفدرالي بتحريك أسعار الفائدة وأشار إلى أنه سيواصل انتهاج سياسة نقدية تشدديه من خلال رفع متواصل لأسعار الفائدة بعد سنوات من المال الرخيص الذي أغرق الأسواق.

وتشير ورقة بحثية صادرة عن “جي بي مورغان”، أطلعت العربية.نت عليها، إلى أن موجة نزوح الأموال من الأسواق الناشئة استمرت منذ مطلع مايو وحتى سبتمبر من هذا العام فيما يصطلح على تسميته بالـTaper Tantrum، في إشارة نزيف رؤوس الأموال الذي عانت منه الأسواق الناشئة في تلك الفترة بفعل هروب المستثمرين.

وما أشبه الليلة بالبارحة، إذ تحرك الفيدرالي العام الماضي بتيسير سياسته النقدية وخفض أسعار الفائدة لتخفيف حدة آثار الجائحة وهو ما تسبب في بيئة صفرية لأسعار الفائدة تكالب معها المستثمرون على ضخ استثماراتهم في الأسواق الناشئة لتحقيق عوائد أفضل.

ورغم عدم تحرك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة مجددا وسط مؤشرات على تعافي اقتصادي قوي، إلا أن ارتفاع عوائد السندات تسبب في موجة نزوح من استثمارات الأجانب بالأسواق الناشئة وسط مؤشرات على أن الأسوأ لم يأت بعد.

وتشير بيانات معهد التمويل الدولي إلى اقتراب نزوح الأموال الأجنبية من الأسواق الناشئة لمستويات 2013 مع تركز موجة النزوح من فئة الأسواق الناشئة عدا الصين.

ربما يعجبك أيضا