الإمارات تحيي يوم زايد للعمل الإنساني بعد غد وعونها يعم العالم

محمود طلعت

رؤية

أبوظبي – تحيي دولة الإمارات بعد غد السبت (19 من رمضان) يوم زايد للعمل الإنساني، الذي يوافق ذكرى رحيل مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في يوم مشهود لقائد وضع الخير على قمة هرم أولوياته، فوصل كل أصقاع الأرض، دون تمييز، وكان المقياس الأوحد للخير عنده هو إنسانية الناس.

وذكرى 19 رمضان من كل عام ستظل ماثلة في الوجدان الإماراتي والعربي، وعلامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات ومناسبة للاحتفال بما حققته الدولة من إنجازات على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى، وذلك منذ دعا مجلس الوزراء شعب الإمارات إلى جعل يوم 19 من شهر رمضان المبارك «يوم العمل الإنساني الإماراتي» وفاء وعرفاناً للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفقا لصحيفة “البيان” الإماراتية.

أمثال الشيخ زايد الخير لن يطوي التاريخ ذكراهم فهو مؤسس دولة وربان سفينة الوطن الذي قادها إلى بر الأمان والتنمية والرخاء، وحكيم نافذ البصيرة والبصر، فقد سطر زايد، طيب الله ثراه، علامة فارقة في العمل الإنساني، حيث استطاع أن يضع سقفاً جديداً لإمكانات العمل الإنساني والفرق الذي يمكن له تحقيقه في حياة الكثير من الناس حول العالم، فمنذ أن رأى اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة النور، استطاعت الدولة أن تمد يد العون لكل من يحتاج العون في مختلف أنحاء العالم، حتى أصبحت مثالاً ونموذجاً يُحتذى به في العطاء بين دول العالم.

يوم زايد للعمل الإنساني هو يوم الوفاء والولاء لمبادئ زايد، وواصل مسيرته الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، الذين أوصلوا الدولة إلى المركز الأول عالميا في العطاء، ليظل هذا الغرس العظيم حياً ينمو ويثمر.

ويؤكد رئيس الدولة، أن الإمارات ستواصل اتباع نهجها في التعامل مع دول العالم والدعوة إلى الحق والعدل للمضطهدين وبناء جسور المحبة والتعاون والتلاقي بين شعوب العالم المختلفة ليعم السلام والإزدهار على البشرية جمعاء.

وأكد هذه المعاني النبيلة الشيخ محمد بن راشد، فقال: «دولتنا تؤمن بأهمية التعاضد والتآزر بين دول العالم كافة ونحرص أن تكون دولتنا عضواً فعالاً في المجتمع الدولي من خلال توجيه المساعدات الخارجية التي تقدمها إلى الأولويات العالمية التي تحددها منظمات التنمية والإغاثة الدولية وتتلاقى مع الأهداف الإنمائية المتمثلة في مكافحة الفقر والجهل والمرض».

فيما شدد الشيخ محمد بن زايد، على أن «دولة الإمارات لدى صياغتها نهجها الخاص في تقديم المساعدات الخارجية، تبنت فكرة التنمية المستدامة التي أسس لها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والتي تعد الرؤية والأساس الذي قامت عليه دولتنا، ثم نقلت ذلك إلى النطاق العالمي، ولا تزال بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وفية لهذا النهج التنموي الإنساني لما فيه خير وصالح البشرية جمعاء».

فالعمل الإنساني في الإمارات أصبح أسلوب حياة ويمثل قيمة إنسانية نبيلة وسلوكاً حضارياً تؤمن به القيادة والشعب وتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل، مثلها الأعلى في ذلك القائد المؤسس لدولة الإمارات وباني نهضتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ فارس العطاء والعمل الإنساني الذي حث على البذل والعطاء ولعب دوراً مهماً وإيجابياً في تطوير المجتمعات وتنميتها.

ولا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، أو اللون، أو الطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتجسد هذه السياسة الإنسانية لدولة الإمارات، تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها الدولة.

ويرتكز الهدف الأساسي للمساعدات الخارجية لدولة الإمارات على الحد من الفقر وتحسين حياة المجتمعات الأقل حظاً وتخفيف حدة الفقر بها ونشر الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة، وتنمية علاقات الإمارات مع الدول الأخرى، سواء تلك التي تتلقى المساعدات من دولة الإمارات أو الدول المانحة الأخرى التي تتعاون معها، بالإضافة إلى تشجيع قيام علاقات اقتصادية مع الدول النامية تقوم على تحقيق المنافع المتبادلة.

والهدف الأساسي من المساعدات الخارجية لدولة الإمارات هو الحد من الفقر، وتعزيز السلام والازدهار، وتحفيز العلاقات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة من خلال دعم العلاقات التجارية والاستثمارية مع البلدان النامية. وتركز هذه المساعدات في الوقت نفسه، على قطاعات محددة من المجتمع مع إيلاء اهتمام خاص بالنساء والأطفال أثناء الكوارث الطبيعية وفي مناطق الصراع.

وتسعى دولة الإمارات إلى تأسيس نهج جديد يقوم على تقديم المساعدات من خلال تنفيذ المشروعات التنموية التي تصب في مصلحة الدول المستفيدة، وقد حددت القيادة الإماراتية الرشيدة نهجاً واضحاً لا يقوم على عدم ربط المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة لها، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، ما جعل الدولة تحظى باحترام وتقدير بالغين في كافة المحافل الدولية.

وعلى مستوى المساهمة في القضايا التنموية الدولية تركز دولة الإمارات على ثلاثة مجالات أساسية كحماية وتمكين المرأة والنقل والبنية التحتية الحضرية والتعاون الفني لتعزيز فعالية الأداء الحكومي. وتعد تلك الموضوعات على وجه الخصوص مجالات تتمتع فيها دولة الإمارات بنقاط قوة فيما يتعلق بتنميتها وتطويرها وقدرتها على إفادة الدول الشريكة من خبراتها السابقة في تلك المجالات.

ربما يعجبك أيضا