هل يستكمل النفط رحلة التعافي مع تلاشي مخزونات العام الماضي؟

هدى اسماعيل

رؤية

واشنطن – تخطت أسعار خام برنت حاجز 70 دولاراً للبرميل في بداية الأسبوع الماضي، مع تزايد التفاؤل بشأن توقعات نمو الطلب في المناطق الرئيسية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى المؤشرات التي تدل على تضاؤل مخزون العام الماضي، وذلك قبل أن تقلص من مكاسبها خلال الأيام الأخيرة.

وفي بداية الأسبوع الماضي ارتفع المؤشر العالمي لأسعار النفط بما يصل إلى 1.1% مسجلاً أعلى مستوياته منذ شهر مارس، بينما تجاوزت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي لفترة وجيزة حاجز 67 دولاراً للبرميل. ولم يشهد المؤشر العالمي لأسعار النفط فترة مستدامة تجاوزت فيها الأسعار مستوى 70 دولارا أمريكيا منذ عام 2019.

انضم النفط إلى سلة السلع الأساسية الأخرى في مسيرة الصعود القوي هذا العام. إذ تم شراؤه كوسيلة للتحوط من معدلات التضخم المتزايدة، في ظل انتعاش الطلب بعد تراجع تبعات وباء “كوفيد-19” ، حسبما ذكرت «الشرق».

قادت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ذلك الصعود، حيث تظهر صناعة الطيران علامات الانتعاش. على الرغم من الانتشار المستمر للفيروس في أجزاء من آسيا، وأبرزها الهند.

وكان لمكاسب النفط الخام هذا العام تأثير على أسعار نواتج التكرير. مدعومة بتوقف خط الأنابيب كولونيال في الولايات المتحدة. حيث تجاوز البنزين الأمريكي 3 دولارات للغالون للمرة الأولى منذ عام 2014.

كذلك يبدو التجار متفائلون بشأن آفاق الصعود والارتفاع خلال هذا الصيف، إذ يعود الاستهلاك للمستويات السابقة مع إعادة فتح السفر مرة أخرى. نتيجةً لذلك، يتوقع الكثيرون في “وول ستريت” ارتفاع الأسعار خلال الأشهر المقبلة، حيث توقعت “غولدمان ساكس غروب” صعود سعر البرميل إلى مستوى 80 دولارا. وكذلك ساعد ضعف الدولار على ارتفاع أسعار النفط الخام.

وقال هانز فان كليف، كبير الاقتصاديين في قطاع الطاقة في “إيه بي إن”، إن الآمال بشأن ارتفاع الطلب وضعف الدولار يدفعان أسعار النفط للارتفاع. مضيفاً أنه إذا تم اختراق مستويات ما بين 70 إلى 72 دولارا للبرميل، فمن الناحية الفنية سيكون المجال مفتوحاً لنطاق 78 إلى 80 دولارا.

خلال شهر مايو الحالي، سجلت وكالة الطاقة الدولية لحظة رئيسية في تعافي السوق، والتي قالت إن فائض المخزون الذي تراكم منذ بداية الوباء قد تلاشى.

ينعكس ذلك في هيكل سوق النفط الذي يتداول الآن إلى حد كبير في اتجاه صعودي مختلف، حيث الأسعار على المدى القريب أغلى من الأسعار على المدى البعيد. وهذا النمط يشير إلى التشديد في المعروض.

كانت وكالة الطاقة الدولية، قد قالت مؤخراً إن أمام العالم خيارين، إما التوقف عن تطوير حقول النفط والغاز والفحم الجديدة اليوم، أو مواجهة الارتفاع الخطير في درجات الحرارة العالمية.

ربما يعجبك أيضا