منشقون عن «النصرة» يرهبون سكان القلمون السورية بحماية حزب الله

سهام عيد

رؤية

دمشق – لم تُفلح ميليشيات حزب الله بإخفاء علاقتها بعدد من القادة المنشقين عن “جبهة النصرة” التابعة لـ”تنظيم القاعدة” في منطقة القلمون غرب سوريا، مقابل الحدود اللبنانية، فللتنظيمان الإرهابيان مسارب كثيرة تجمعهم، وهي بدأت منذ زمن طويل مع تجارة المخدرات ولا تنتهي بتهريب السيارات المسروقة من لبنان وبيعها بين سوريا والعراق وصولاً إلى تركيا.

يؤكد مصدر سوري في بلدة عسال الورد بالقلمون: أن الأشهر الأخيرة شهدت عودة عدد من الأشخاص المنشقين عن “تنظيم النصرة” إلى بيوتهم في المنطقة بحماية مسؤولين من حزب الله، هؤلاء العائدين كانوا متواجدين في مناطق شمال سوريا مع المسؤول عنهم “أبو مالك التلي”، ويؤكد المصدر أن هؤلاء مسؤولين عن قتل عشرات الأشخاص في بلدات وقرى القلمون، وخطف شبان وإعدام بعضهم أو مبادلتهم بفديات مالية، ومن أبرز عمليات الخطف التي قاموا بها، عملية احتجاز راهبات دير معلولا عام 2013 التي انتهت بدفع مبالغ كبيرة لإطلاقهن، وفقا لموقع 24.

وبدأت الميليشيات بالاستعانة بعناصر “النصرة” السابقين لتنفيذ عمليات تهديد وسلب وتهريب مخدر الكبتاغون التي تنتجها معامل على الحدود اللبنانية السورية لعناصر تابعين لحزب الله، ومن أبرز مالكي هذه المصانع الموقوف لدى السلطات في بيروت حسن دقو المتهم بتهريب ملايين حبوب المخدر نحو دول الخليج العربي.

ويشير المصدر إلى أن هؤلاء العناصر اتخذوا مبنى في مدينة يبرود، مركزاً لهم، وهي المدينة التي شهدت أعمالاً عنيفة من قبل “أبو مالك التلي” وعناصره، حيث اعتدوا على سكانها وهجروا جزءاً منهم، ليعودوا اليوم بحماية عناصر حزب الله، ما يمنحهم فرصة جديدة لمواجهة من تعرضوا سابقاً لاعتداءاتهم.

على الحدود لجهة لبنان تقع بلدة طفيل، يعاني سكانها من نقاط عسكرية لحزب الله تمنعهم من التحرك بحرية أو زراعة أراضيهم، وهي البلدة التي يمتلك فيها تاجر المخدرات الموقوف حسن دقو أسهماً من أراضيها، حيث استقدمت الميليشيات بالتعاون مع زوجة دقو عدداً من مرتزقة “النصرة”، الذين دخلوا طفيل مع عشرات الجرافات والآليات وباشروا بشق طرق، بعضها في أراضي المنازل، ليتعرف الأهالي إلى وجوه بعضهم، وهم ممن كانوا يعملون مع “التلي”، وقاتلوا معه ضد الجيش اللبناني وأسروا جنوده وقتلوهم بمعركة “جرود” عرسال.

ويؤكد المصدر السوري أن هؤلاء المنشقون عن “جبهة النصرة”، ومنحهم حزب الله ما يسمى بالعفو عن أعمالهم، ويستعين بهم في عملياته “القذرة” مقابل رواتب شهرية.

مسلحو “النصرة” حضروا من منطقة عسال الورد، وحوش عرب ورنكوس، مقنَّعين. وانتشروا بين بيوت طفيل في راس وادي أسود وراس المحفرة، وغيرها من المناطق، ما استفز الأهالي الذين تقدم بعضهم بشكوى لدى مخفر طليا، فيما اشتغلت الاتصالات مع مخابرات الجيش اللبناني لحمل المسلحين على مغادرة البلدة، من دون أن تتحرك أي جهة رسمية لبنانية لوقف التعديات المستمرة.

وجرفت خلال الأشهر الماضية الميليشيات بالتعاون مع حسن دقو عشرات آلاف الأشجار المثمرة، ومنع السكان من إعادة زراعتها.

ربما يعجبك أيضا