تحذيرات أمريكية من تزايد محتمل للهجمات الإلكترونية على الشركات

هدى اسماعيل

رؤية

واشنطن – حذرت جينا ريموندو وزيرة التجارة الأمريكية من تزايد محتمل للتهديد الدائم الذي تشكله الجرائم الإلكترونية، مؤكدة مسؤولية الشركات الخاصة في حماية نفسها من هذه الآفة.

وقالت لشبكة “أي بي سي”، أمس، “أعتقد أن أول شيء يجب أن نعترف به هو واقع، وعلينا نحن والشركات، أن نفترض أن هذه الهجمات “المعلوماتية” موجودة هنا إلى الأبد، وربما تتكثف”.

وتعرضت شركات أمريكية أو أخرى تعمل في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لعدة هجمات معلوماتية واسعة النطاق، أدت إلى إبطاء أو حتى وقف إنتاجها.

ووفقا لـ”الفرنسية”، يعد عديد من الخبراء أن قراصنة المعلوماتية الذين يقفون وراء هذه الهجمات موجودون في روسيا.

ويرتقب أن يجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن – الذي طرح الأربعاء فكرة ردود محتملة ضد موسكو بعد هذه الهجمات – من ذلك أحد المواضيع الرئيسة لجولته في أوروبا خلال قمة مجموعة السبع بدءا من الجمعة في بريطانيا ثم خلال لقائه نظيره فلاديمير بوتين في جنيف في 16 حزيران (يونيو).

وردا على سؤال حول رد فعل أمريكي أقوى أو حتى رد عسكري قالت الوزيرة الأمريكية الأحد إن “كل الخيارات ممكنة”، مؤكدة أن ذلك يشكل “أولوية” لإدارة بايدن.

ورغم أن مسؤولية الحماية في مواجهة مثل هذا الخطر تقع على عاتق الشركات، إلا أن حكومة الولايات المتحدة لا تريد اتخاذ إجراءات ملزمة. وقالت الوزيرة “في الوقت الراهن، نحض الشركات على القيام بذلك”.

في الأسابيع الأخيرة، تعرضت شركة كولونيال بايبلاين المشغلة لخط أنابيب نفط أمريكي ضخم وشركة اللحوم العالمية العملاقة “جي بي إس” لهجمات برمجيات الفدية التي يستغل منفذوها ثغرات أمنية لتعطيل أنظمة معلوماتية، والمطالبة لاحقا بفدية من أجل إعادة تشغيلها.

والهجوم على شركة كولونيال بايبلاين التي أقرت بدفع 4.4 مليون دولار للقراصنة، أدى رغم ذلك في مطلع أيار (مايو) إلى مشكلات كبرى في إمدادات الوقود في جنوب شرق الولايات المتحدة ما جعل هذه الهجمات أمرا ملموسا بالنسبة إلى الأمريكيين بعدما كانت تمر بصمت في الشركات.

وفي سياق متصل، دعا مارك وارنر السناتور الأمريكي وهو ديمقراطي يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الأحد عبر شبكة “إن بي سي” إلى أن يبدي القطاع الخاص شفافية أكبر في هذا المجال عبر الإبلاغ بشكل منهجي عن الهجمات التي يتعرض لها، كما أثار احتمال حظر دفع مثل هذه الفديات.

ووفقا لوكالة “بلومبيرج” للأنباء، جاء حديث مارك وارنر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، بعد أيام من اضطرار شركة أمريكية كبيرة لإنتاج وتصنيع اللحوم إلى إغلاق منشآتها، التي تشكل نحو ربع إمدادات اللحم البقري الأمريكي بعد تعرضها لهجوم إلكتروني.

وذكر وارنر في برنامج “واجه الصحافة” على شبكة “إن بي سي” الأمريكية أمس، أن “الأمر لا يقتصر على عدم إبلاغ الشركات غالبا عن تعرضها لهجوم، بل إنها لا تبلغ عن مبالغ هجمات الفدية الإلكترونية”. وأضاف وارنر أن “الأمر يستحق إجراء نقاش بشأن إذا ما كان يتم اعتبار دفع فديات من جانب الشركات الأمريكية أمرا غير قانوني”.

ربما يعجبك أيضا