الناخبون الفرنسيون يدلون بأصواتهم في الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية

دعاء عبدالنبي

رؤية

باريس – يدلي الناخبون الفرنسيون، اليوم الأحد، بأصواتهم في الانتخابات الإقليمية التي تم تأجيلها بسبب وباء فيروس كورونا. فيما يأتي هذا الاستحقاق الانتخابي قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية ووسط مخاوف من عزوف الناخبين عن المشاركة فيها وفوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على إقليم واحد على الأقل.

وتفتح صناديق الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحا وستقفل عند الساعة السابعة مساءا في المدن والبلدات الصغيرة وفي الساعة الثامنة ليلا في المدن الكبرى كباريس ومارسيليا وليون وليل، بحسب وكالة “فرانس 24”.

ويأتي تنظيم هذه الانتخابات قبل أقل من سنة من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في شهر مايو/أيار 2022. وقد تم تأجيل الانتخابات الإقليمية إلى شهر يونيو الحالي بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا بفرنسا وصعوبة تنظيم مثل هذا الاستحقاق الانتخابي أمام مخاوف من وقوع إصابات جديدة مثلما كان الحال خلال الانتخابات المحلية التي جرت في مارس/آذار 2020.

ويبلغ عدد الفرنسيين الذين يملكون الحق في التصويت في الانتخابات الإقليمية حوالي 47,9 مليون ناخب من بينهم 1,5 مليون يعيشون خارج فرنسا. وخلافا للانتخابات المحلية التي يسمح فيها تصويت الأوروبيين المقيمين بفرنسا، فهذه المرة ليس لهم حق الانتخاب .

من ناحية أخرى، يتنافس 15786 مرشحا على إجمالي 4108 مقاعد في معظم المقاطعات الإدارية الفرنسية، بما في ذلك أقاليم ما وراء البحار. يوجد في فرنسا 103 مقاطعات، ولكن هناك بعض الأقاليم الاستثنائية التي لن تجري انتخابات المقاطعات، مثل العاصمة باريس ومنطقة ليون الكبرى. فيما سيصوت الفرنسيون لانتخاب 14 رئيسا للأقاليم، 12 في البر الرئيسي، بالإضافة إلى غوادلوب في جزر الأنتيل ولاريونيون في المحيط الهندي.

وتعتبر نسبة المشاركة في الانتخابات الإقليمية اليوم الأحد من بين أبرز الرهانات كون أن الفرنسيين غالبا ما يغيبون عن التصويت في مثل هذا الاستحقاق.

ويتعلق الرهان الثاني بالنتيجة التي سيحققها حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان.

أما الرهان الثالث فيكمن في امتحان قوة وشرعية الحزب الحاكم “الجمهورية إلى الأمام” لإيمانويل ماكرون قبل عام من الانتخابات الرئاسية. فهل سيتمكن من الفوز برئاسة إقليم واحد على الأقل أم ستثبت هذه الانتخابات بأن الحزب الرئاسي لا يملك قاعدة شعبية على مستوى الجهات والأقاليم.

هذا، وسيكون التصويت في الانتخابات الإقليمية على أساس التمثيل النسبي – خلافا للانتخابات التشريعية الفرنسية على سبيل المثال – ما يجعل من هذه الانتخابات فرصة مواتية بصورة غير عادية للتجمع الوطني، وذلك نظرا للأداء القوي، للحزب المعروف سابقا باسم الجبهة الوطنية. علاوة على ذلك، يمكن أن تشهد جولات الإعادة انقساما حادا في الأصوات بين ثلاثة أو أربعة أحزاب، “المثلثات” أو “الرباعيات”، كما تُعرف هذه المعارك الانتخابية بالفرنسية. فمن سيحظى بدعم الفرنسيين عند نهاية الدورة الأولى؟ ربما الجواب الكامل سيتضح الأحد المقبل في دورة الإعادة.

ربما يعجبك أيضا