74 منظمة دولية تطالب الصين بالوقف الفوري لمشروع فحم في بنجلاديش

شيرين صبحي

رؤية

بكين- تواجه الصين ضغوطًا دولية متزايدة، من أجل التوقف الفوري والانسحاب من أحد مشروعات توليد الكهرباء بالفحم في دولة بنجلاديش.

يأتي ذلك في وقت يتكاتف فيه العديد من الخبراء والناشطين والحكومات، من أجل المُضي قُدمًا في إتمام الخطوات التنفيذية للتوسّع في الطاقة النظيفة، لتقليص الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.

ووضعت بعض الحكومات خططًا متوسطة وطويلة المدى، لوقف الاعتماد على الوقود الأحفوري للحفاظ على البيئة، بينما ما زالت هناك بعض الدول تراجع نفسها وتدرس كيفية الوقف التدريجي لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم، وحظر بيع السيارات الجديدة العاملة بالبنزين بحلول عام 2035، وفقا لمنصة “الطاقة”.

وفي هذا السياق، دعا 129 ناشطًا حقوقيًا وشخصيات عامة و74 منظمة من 21 دولة السلطات الصينية إلى الانسحاب الفوري وإنهاء توفير التمويل والدعم الفني لمحطة بانشكالي العاملة بالفحم لإنتاج الكهرباء، في منطقة شاتو غرام، حسبما “ذا بيزنس ستاندارد” في بنجلاديش.

مطالب بالانسحاب من المشروع

حثّ الناشطون والمنظمات الحقوقية جميع الشركات المعنية على الانسحاب من المشروع وإبداء الالتزام تجاه مبادرة الحزام والطريق الأخضر، من خلال احترام حقوق الإنسان والبيئة.

وأصدروا رسالة موجهة إلى وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، بضرورة التوقف عن هذ الأمر “فورًا”.

ومن بين الموقّعين، هناك أكثر من 50 شخصية من بنجلاديش، بمن في ذلك رئيس الدولة محمد عبدالحميد، والمحامية سلطانة كمال، والرئيس التنفيذي لجمعية المحامين البيئيين البنجلاديشيين سيدا رضوانا حسن، وعدد كبير من الشخصيات.

كما تضمّ قائمة الموقعين نشطاء من الولايات المتحدة واليابان وتايلاند والفلبين والهند وباكستان وألمانيا وهولندا وإندونيسيا والدنمارك والصين ونيبال وبلجيكا وزيمبابوي وكندا وبريطانيا وجنوب أفريقيا والسويد وهونغ كونغ وكمبوديا وسيرلانكا وفيتنام وأستراليا.

تُعدّ محطة بانشكالي لإنتاج الكهرباء من الفحم هي مشروع مشترك بين مجموعة “إس ألام غروب بنجلاديش” بنسبة 70%، و”شاندونغ إلكتريك باور” بنسبة 20%، و”إتش تي جي” 10%.

وتُموّل 71% من تكلفة المشروع (1.76 مليار دولار أميركي) من قِبل مجموعة من البنوك، بما في ذلك بنك الصين بوصفه المنظم الرئيس، وبنك التصدير والاستيراد الصيني ووكالة ائتمان الصادرات.

وأشار الموقعون إلى أن المؤسسات الصينية تشارك في المشروع، وتقدّم الدعم المالي والتقني، موضحين أن هذه المشاركة تتعارض مع موقف الرئيس شي جين بينغ.

وفي منتدى الحزام والطريق الثاني عام 2019، قال الرئيس الصيني، إننا “قد نطلق مشروعات بنية تحتية خضراء، ونقوم باستثمارات خضراء، ونوفّر تمويلاً أخضر لحماية الأرض”.

وخلال فبراير/شباط 2021، أرسل المستشار الاقتصادي والتجاري للصين في بنجلاديش خطابًا إلى وزارة المالية البنجلاديشية ينصّ على أن الجانب الصيني “لن ينظر بعد الآن في المشروعات ذات التلوث العالي والاستهلاك العالي للطاقة، مثل تعدين الفحم”.

معارضة شرسة للمشروع

قال النشطاء اليمينيون إن محطة إنتاج الكهرباء قيد الإنشاء ملطخة بالدماء، بحسب تعبيرهم.

وأشاروا إلى أنه منذ بداية المشروع عام 2016 فقد 12 شخصًا حياتهم، وأُصيب أكثر من 100 بجروح، ورُفعت العديد من القضايا.

وأضافوا أن مشاركة الممولين الصينيين وشركات التكنولوجيا في هذا المشروع “تجعله مشروعًا مثيرًا للجدل لمبادرة الحزام والطريق”.

وأوضحوا أن المشروع يفتقر إلى الشفافية، وعانى المخالفات والانتهاكات المتفشية لحقوق الإنسان منذ بدايته.

بينما طردت شركة “إس ألام” الآلاف من السكان المحليين، ولم يتقاضوا أموالًا مقابل ترك أراضيهم للمشروع، بينما أولئك الذين رفضوا التخلي عن أرضهم تعرّضوا للمضايقة بدعاوى قضائية مزورة.

ربما يعجبك أيضا