رصد تسريب هائل لغاز الميثان في قلب أكبر مركز للفحم بالصين

رؤيـة

بكين – رُصدت سحابة هائلة من غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية التي تساهم بشكل رئيسي في ظاهرة الإحتباس الحراري، في أكبر منطقة لإنتاج الفحم في الصين.

ويعد التسرب في مقاطعة “شانشي” الشمالية الشرقية أحد أكبر التسربات التي تنسبها شركة التحليلات الجغرافية “كايروس أس أيه أس” (Kayrros SAS) حتى الآن إلى قطاع الفحم العالمي، ومن المحتمل أن تكون ناتجة عن عمليات تعدين متعددة، كما أوردت وكالة “بلومبيرج”.

وتظهر التفاصيل للبيانات التي جرى التقاطها عبر الأقمار الاصطناعية لوكالة الفضاء الأوروبية السحابة على بعد 90 كيلومتر (56 ميل) شرق مدينة “تاي يوان”، عاصمة مقاطعة “شانشي”، في مدينة “يانغ تشيوان”، حيث يوجد بالمنطقة 34 منجم فحم، وفقاً لمكتب مقاطعة “شانشي” للطاقة.

ولم تستجب إدارة البيئة في مقاطعة “شانشي” ومكتب الطاقة بالمقاطعة ووزارة البيئة الصينية لطلبات التعليق.

وبحسب شركة كايروس، فإن معدل الإنبعاثات اللازم لإنتاج السحابة التي لوحظت في صورة القمر الصناعي في 18 يونيو الماضي سيكون عدة مئات من الأطنان المترية في الساعة. للمقارنة، فإن إنبعاثاً بمقدار 200 طن في الساعة سيكون له تقريبًا ما يعادل ارتفاع درجة حرارة المناخ في العقدين الأولين بمثابة 800 ألف سيارة تقود بسرعة 60 ميل في الساعة، وفقًا لمجموعة صندوق الدفاع عن البيئة الأمريكية.

تعتبر الصين أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم. يوفر القطاع أكبر فرصة للبلاد للتخفيف من انبعاثات الميثان، وفقاً لتقييم الأمم المتحدة. في شهر مارس الماضي، تضمنت أحدث خطة خمسية للصين، ولأول مرة ، تعهداً بإحتواء الغاز الذي يحبس ما يقرب من 80 مرة من الحرارة أكثر من ثاني أكسيد الكربون في العشرين عاماً الأولى بعد إطلاقه.

وضع الرئيس شي جين بينغ طموحاً للبلاد لبدء الحد من استخدام الفحم إعتباراً من عام 2026 في طريقها إلى هدف أوسع يتمثل في بلوغ ذروة انبعاثات غازات الإحتباس الحراري بحلول نهاية العقد والوصول إلى حياد الكربون بحلول عام 2060.

ركزت الجهود المبذولة للحد من استخدام الفحم إلى حد كبير على الكمية الكبيرة من ثاني أكسيد الكربون المتولدة عند حرقه. لكن تعدين الوقود يمثل مشكلة أيضاً، لأن المنتجين كثيراً ما يسمحون بإطلاق غاز الميثان المحاصر في العمليات تحت الأرض لتقليل مخاطر الانفجار.

يمكن أن يستمر تسرب غاز الميثان لفترة طويلة بعد إغلاق المناجم أو التخلي عنها، ومن المتوقع أن يكون القطاع مسؤولًا عن حوالي 10% من انبعاثات الغاز من صنع الإنسان بحلول نهاية العقد، وفقا لمبادرة الميثان العالمية.

قال صندوق الدفاع عن البيئة في تقرير له، إنه لتحقيق أهدافها الحيادية للكربون لعام 2060، يتعين على الصين إنشاء نظام استثمار وتمويل يعالج خفض غاز الميثان. وقد يكون من المنطقي أيضاً أن تتخذ شركات التعدين أنفسها خطوات إضافية لإلتقاط انبعاثات غاز الميثان، حيث يمكن استخدام الغاز لتوليد الطاقة أو تجفيف الفحم أو كوقود إضافي، وفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية.

يأتي تحليل سحابة مقاطعة “شانشي” بعد عمل سابق لرصد انبعاثات غاز الميثان في دول مثل روسيا وجنوب إفريقيا، حيث يعمل العلماء على تحديد أكبر مصادر الانبعاثات. البيانات الحالية ليست متكاملة على الصعيد العالمي حتى الآن، ويمكن أن تتأثر عمليات مراقبة الأقمار الصناعية بالغطاء السحابي وهطول الأمطار وشدة الضوء المتفاوتة. يمكن أن تواجه الأقمار الصناعية أيضاً صعوبة في تتبع الانبعاثات والتسريبات البحرية في مناطق خطوط العرض العليا.

للاطلاع على النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا