العراقيون يفرون إلى كردستان هربًا من الحرارة وأزمة المياه

شيرين صبحي

رؤية

بغداد- من الصعب الحصول على حجز فندقي في إقليم كردستان العراق هذه الأيام، بسبب التكدس الهائل للسياح القادمين من العاصمة بغداد، ومناطق الجنوب، هرباً من موجات الحر، وكذلك أزمة المياه.

أحد هؤلاء القادمين، رياض العبيدي، من بغداد، ويسعى لحجز فندق مع عائلته، في منطقة سرجنار بمحافظة السليمانية، لكنه أخفق أكثر من مرة، بسبب الازدحام على فنادق المدينة، وقدوم المزيد من المجموعات السياحية، ما دعاه لاستئجار شقة في مجمع سكني لمدة شهر واحد، لحين موعد المغادرة.

ويقول العبيدي لـ“إرم نيوز“، اليوم الخميس، إن ”درجات الحرارة في السليمانية أقل من العاصمة بغداد والجنوب، بنحو 5 – 8 درجات، وهو سبب قدومنا إلى هنا، فضلاً عن توفر الطاقة الكهربائية، والماء الصالح للشرب، وهي فرصة للاستجمام والاستمتاع بالوقت“.

ويضيف أن ”أزمة الكهرباء التي يشهدها العراق خلال فصل الصيف، وتأثيرها على محطات المياه، تدفع بالمواطنين للسياحة في إقليم كردستان، خاصة محافظة السليمانية، حيث يجد السياح العرب استقبالاً مميزاً وخدمة كبيرة“.

وخلال الأيام الماضية تعرضت بغداد، وكذلك محافظات البلاد الأخرى، إلى أزمة طاقة رهيبة، تسببت بتوقف جميع المحطات عن العمل، ما أثر سريعاً على محطات تحلية المياه، وكذلك المصالح العامة، في ظل عدم قدرة مولدات الكهرباء المحلية على تغطية النقص الذي حصل.

وما يضاعف معاناة العراقيين هو ارتفاع درجات الحرارة إلى منتصف درجة الغليان في الجنوب، ما يجبرهم على اللجوء إلى طرق أخرى للهرب من الجحيم مثل السياحة.

والجمعة الماضية، تعرض العراق لانهيار تام لقطاع الطاقة، حيث توقفت جميع المحطات عن العمل لعدة ساعات، ما أثار غضباً شعبياً واسعاً.

ويعود هذا إلى نقص إمدادات الغاز الإيراني، وكذلك تصاعد الهجمات ضد أبراج الطاقة في المناطق النائية، وهي حرب استنزاف جديدة، حيث وجدت القوات العراقية نفسها في غمرة تلك الهجمات.

لكن عراقيين اضطروا إلى الخروج من بغداد، بسبب تصاعد الهجمات ضد المنشآت الأجنبية، وكذلك المطار الدولي، من قبل الميليشيات المسلحة، حيث يمثل إقليم كردستان الوجهة الآمنة والمفضلة للراغبين بالراحة من أنباء الهجمات وتداعياتها الأمنية، مثل إغلاق الطرق وعمليات التفتيش والانتشار العسكري وغيرها.

ورغم استتباب الأوضاع الأمنية في إقليم كردستان، فإن هجمات الميليشيات بدأت بالتصاعد خلال الفترة الأخيرة، ضد قوات التحالف الدولي ومطار أربيل، ما يمثل مؤشراً غير جيد، ويعكر صفو الوضع الأمني في الإقليم.

ربما يعجبك أيضا